يشكل امتحان الثانوية العامة من الضروريات الهامة المرتبطة بمستقبل ابناؤنا ، وما يتبع ذلك من اهمية في تحديد المسار الاكاديمي والتعليمي لهم ، وبالتالي هنالك الكثير منهم يتجه بالشكل السليم نحو تحقيق المعدل الذي يستطيع من خلاله اختيار التخصص الذي يحاكي طموحاتهم ورغباتهم في مستقبل مزدهر يساهم في تحقيق احلامهم .

الا انه للاسف تظهر ثقافة الغش في هذا الامتحان كلما قرب موعد انعقاده ، وذلك باستخدام كافة الوسائل والاساليب المساعدة بذلك من اجل تحقيق المعدل المناسب ، وما يزيد الاستغراب ان كثير من الاهل اصبحوا هم من يساعدوا ابناءهم بالاستعانة بالاخرين وجلب هذه الوسائل سواء آكانت سماعات وهواتف نقالة او بمكبرات الصوت وغيرها .

وما زاد الامر سوءً التصادم الذي حدث في بعض المناطق ما بين ذوي الطلبة وقوات الدرك مما اضطرهم لتفرقة الاهل عن تلك المدارس ، فاذا كان الاباء يمارسون مثل هذه التصرفات العقيمة والسلبية فكيف ستكون مخرجات التربية الاسرية في اعداد ابناء المستقبل للاردن ، من حيث الانحراف في السلوك وارتكاب الجرائم وما يسمى بالعنف في المجتمع ، وخاصة ان هولاء الابناء سيصبحون طلبة بالجامعات ويحصلون على مقاعد دراسية لا يستحقونها مما يزيد فرص عدم العدالة داخل المجتمع بالاضافة الى حالة القهر والظلم التي يشعر بها الابناء ممن لم يحققوا المعدلات المرتفعة وهم يعلمون مستويات زملائهم الدراسية سابقة .

ولذا نرى ان من اسباب تزايد العنف الجامعي يتبلور من خلال هذه الشريحة التي قد حصلت على مقاعد دراسية جامعية من خلال الغش في امتحان الثانوية العامة، بالاضافة الى تبجحهم بانهم قد نجحوا بالغش ، مما يؤثر على بقية الطلبة في الصفوف الثانوية الاخرى والذين سيرغبون مستقبلاً بالاستعانة بوسائل الغش هذه .

ولذا فاننا لا بد ان نشكر وزارة التربية والتعليم بما قامت به في امتحان الثانوية الحالي من اجراءات شديدة وصارمة للحد من هذه الظاهرة السلبية في مجتمعنا ، ولكن هذا لا يكفي لوحده فان على الاهل ان يساعدوا بنبذ هذه الظاهرة وعدم السماح لكل من تسول له نفسه من اصحاب الضمائر الباليه الذين يتاجرون باستخدام هذه الوسائل ، وان يتعاون الاهل مع الجهات المختصة بذلك والابلاغ عن اي تصرفات او تجار امتحان الثانوية العامة ، بالاضافة الى دور المؤسسات الدينية والاعلامية للمشاركة بالتقليل بهذه الظاهرة وللحد من خطورتها على مخرجات التعليم الثانوي .