facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمن القومي الأردني: المرونه حيث اقتضت العولمة!


د. وليد خالد ابو دلبوح
08-01-2014 04:48 PM

كل شيء يكبر ويشيب ... الا العولمه ... شباب دائم مجنون ... لا تعرف الشيخوخة ابدا!

منذ الثورة الصناعيه وعجلة العولمه لم تهدأ عنفوانا ... كل يوم تتزين شبابا وحماسا... تنطلق مسرعة تخترق الحواجز وتكسر القيد تلو القيد ... تمضي مندفعة لا تعرف الخوف ... "مراهقه" لا يقوى على كبح جماحها أحد ... تجرف كل من حاول الوقوف أمامها ... فاستباحت سيادة الدول قبل "الأشخاص" ... وهاهي تسيدت على عروشهم جميعا!

تستمد العولمه وقودها وديموميتها من "طاقة" التكنولوجيا ... لا تموت الا اذا ماتت ... وبما أن التكنولوجيا ستبقى "متشبشبه" متألقه الى ابد الابدين ... شكرا لأوكسجين "المنافسه الحره" في الابداع والتميز لضمان استمراريتها ... سيمتد عمر التكنولوجيا بالتالي ... الى "ما لانهاية" ... وعليه ستبقى العولمه شبابا ... في تألقها وعنفوانها ... الى يوم يبعثون.

اختلف المؤرخون في تاريخ ميلادها ولكن يرجح الكثيرون أنها ولدت مع عصر الثورة الصناعيه ابان اكتشاف الطاقه البخاريه ... وأخذت تكبر يدا بيد مع "أمها" التكنولوجيا ... وتنضج مع تجدد أشكال الطاقة البخاريه والكهربائيه والنوويه ... وهاهي اذ تكبر وتتعاظم .. لا تزال في أوج شبابها ... ملكة على العالم فرضت نفسها ... لا تحب ولا تكره ... ولا تنتظر التتويج من أحد!

العولمة ومفهوم الأمن اليوم!

ولطالما غيرت كل شيء على الأرض ومن عليها ... أثرت العولمة ايضا في المفاهيم وفي السلوك ... فمهما اختلف المفسرون في تبسيط مفهوم العولمة ... فالجميع يكاد يجمع على أنها .. هي المحطة التي يقترب الزمان منها الى الصفر ... وبالتالي المكان الى الصفر ... وعامل التأثر والتأثير على بعد ملايين الكيلومترات أصبح في ثواني أو أقل ... أمرا مقضيا ... في الاقتصاد والمال والسياسة والامن والثقافه وشتى اشكال الحياه .. وكأن العالم أصبح قرية صغيره!

كل شيء يتغير في ظل العولمة لتطال حتى المصطلحات والمفاهيم في جميع العلوم ومن اهمها العلاقات الدولية وبالاخص الدراسات الاستراتيجية والأمنيه... فكان مفهوم "الحرب" سابقا يرتبط بالجنود وتلاقي الجيوش ... اما اليوم ... تستطيع الدول دخول الحرب بدون طلقه واحده ... او دخول الحرب بدون مواجهة او مشاركه اي جندي ... فبعض الدول تستطيع أن تبدأ وتنهي الحرب من دون اي مواجهه مباشره ... اما في الفكر الاستراتيجي .. كان قديما السؤال يتمحور حول .. كيف ننتصر ومتى؟ اما اليوم فالسؤال أصبح ... هل ندخل الحرب من الاساس أم لا؟ .. وذلك من شدة فتك التكنولوجيا العسكرية أولا .. وغموض نوعيه الاسلحه القائمه على التكنولوجيا عليها عند العدو ثانيا .. اذ لم يعد بالسيف والرمح السلاح المتوفع للاطراف المتناحرة قبل دخول الحرب كما كان سابقا!

اما في مفاهيم الامن فقد تغيرت ايضا, وانحنت امام فتك التكنولوجيا والعولمه بها ... ولطالما كان الأمن غالبا ليتشكل مع شكل وطبيعة التهديد في زمن ما ... فقد تغير طبيعة وشكل الاخير ليتبدل تلقائيا طبيعة وشكل مفهوم الامن وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة .. عندما أصبح التاريخ والفكر الديني والثقافة تشكل السياسات للدول ... والاعبين غير الدول بشكل عام ... فاذا كان "العدو ونوعية التهديد" خلال الحرب الباردة ... مرئي وملموس .. أصبح اليوم التهديد على شكل "شبح" ... غير مرئي وغير مشاهد وغير ملموس في أغلب الأحيان ... ومن هنا أصبح الاعتماد على الامن الداخلي اكثر منه على الجيوش ... سيما وأن التهديد الداخلي أصبح أخطر من الخارجي بكثير .. ومن الفرد "المواطن" أكثر منه من الجندي العدو!

وعليه أصبح السلاح المحمول بالعقل (القوة الفكرية) أخطر من السلاح المحمول باليد (الكلاشنكوف) .. وبالتالي أصبحت الاسلحة "التقليدية" من دبابات وصواريخ غير كافيه لتحدي القوى الفكرية الغير مشاهدة! فترسانة الولايات المتحدة بجلها وجلالها كانت غير كافيه لمكافحة "فكر" بن لادن حتى بعد قتلة .. والى يومنا هذا!! بالاضافة الى ما ذكر خرجت أصناف أخرى تعنى بالأمن وخاصة المتعلقة بالأنسان المواطن أكثر منه بالعدو حتى تحقق أهدافها الأمنيه ... فتبلور مفهوم الأمن الانساني والامن الاقتصادي والامن الاجتماعي والبيئي بشكل أكبر مما كان عليه سابقا!

القوة الفكرية ... الثقافه والهرية ... والأمن القومي الأردني!

لطالما الشباب يمثل الشريحة الكبرى من مجتمعنا .. ولطالما تجلت الثقافة والهوية والقوة الفكرية .. لتمثل ايضا الشريحه الاهم في مكون مفهوم الامن اليوم .... ومحدد طبيعة نوعية التهديد الحديث ... يجب بالتالي أمننا القومي وخاصة المتعلق بمفهوم "الانتماء" اليوم يرتكز على ... "الامن الشبابي" وكيفية اعادة رد اعتبار شخصيته وهويته!

ان تشتت عواطفنا وتفريغ عناصر هويتنا لحساب قوى الجذب في الشرق والغرب ... أمر خطير يصب في صلب أمننا الوطني ... "فالبعيد" أصبح أقرب الينا من حبل الوريد ... فاصبحنا نتأثر ونتحرك مع مما نستشعره من بعيد ... أكثر بكثير مما نلمسه ونجالسه عن قريب ... ومن هنا تستشري قوى جديده في داخلنا ... وفي عواطفنا ... وفي هويتنا ... والاهم من ذلك ... في عقليتنا ومنظورنا للأمور وفي كيفية التفاعل مع انفسنا... والتعاطف او التنافر مع الاخر في غياب مكون الهوية ... حصن الشباب الدائم ... حيث أصبح مع الوقت يتخلق هناك فجوة "متمرده" في داخلنا على الذات من جهة .. ومع أوطاننا وقيمه من جهة أخرى ... لتكرس هناك بنيه جديده تتجذر فينا تدريجيا من حيث نعلم او لا نعلم ... تملئ الفراغ الداخلي ... وتعمل على اعادة رسم شخصيتنا وهويتنا والاهم من ذلك طريقة تفاعلنا مع محيطنا الداخلي والخارجي على حد سواء ... وكان لمفهوم "الانتماء" و "الهوية" اكبر التحديات التي يواجهها المواطن اليوم تجاه الاهل والعشيره والوطن ... والأهم من ذلك تجاة الاوطان خارج حدودنا وهويتنا ...

ومن هنا تبرز أشكالية الامن القومي للدول ... ومن هنا ايضا يبرز السؤال المهم .. كيف لنا أن نعيد للهويه مستقرها ... في ظل هذا الصراع النفسي الداخلي ... وبما لا يغضب الله والعولمه في اّن واحد؟!

في ظل الاحباط الاقتصادي والبطالة واليأس ... تزامنا مع تنامي الفراع الثقافي في الوقت التي تموت فيه "العربيه" ... طرديا مع انحسار دور تاريخنا في مناهجنا في صقل هويتنا وبالتالي تفاعلنا مع الصدمات الخارجية لقوى العولمة ... سيكون للعولمة دور سلبي .. وتكون حينها باريس أقرب الى قلوبنا من مرابعنا ... ونحب البرشا اكثر من الفيصلي ... والمدريد أكثر من الوحدات ... وانجلينا جولي تكون "قدوتنا" ... ونحزن عندما تحزن هيفا ... ونفرح حين تفرح نانسي ... والخبر يأتينا قبل أن يرتد الينا طرفنا ... وقبل أن تنزل دمعة هيفا حزنا بساعات...

ومن هنا بدلا ان نستثمر في العولمة .. أصبحنا مطية وضحية لها ... وغاب دورها ايجابي المنتظر القائم على ... تعزيز ثقتنا بانفسنا وهويتنا توازنا مع الانفتاح على الاخر لتطوير الذات من غير ان ننسلخ من مكوننا الثقافي والاجتماعي والتاريخي!

دور الأجهزة الأمنيه ... في عالم متغير .. ومحيط متفجر!

لا يكفي أن تعي الأجهزة الأمنيه ما يحدث من حولها ... الأهم أن تجعل ما حولها تعي ماذا نريد ... يجب أن تتنوع في وسائلها الغير تقليدية في تصديها للخطر المحدق من داخلنا اولا وخارجنا ثانيا...المرونه تقتضي هنا حيث قضت العولمة ... في بناء المصالحة لا الاقصاء ... في بناء جسر لا فجوة ... بحيث يصبح الاستثمار الفكري في اعادة صناعة الانسان الاردني الشاب .... أهم ركائز الأمن القومي الأردني اليوم وفي المستقبل ... ومن هنا نقول يستحسن انشاء ذراع جديد في المؤسسة الامنيه يقوم على تبني الخطوات التالية:

أن تشكل من اليوم وحدات ومراكز بحث حقيقية داخل دوائر الأجهزة الأمنيه المركزيه تعنى بمرجعة دورية وحثيثة في تغير شكل التهديد الأمني من حين الى اخر اذا ما اراد ان يستثمر في استقرار الاردن على المدى الطويل .. لا الاني والقصير.

ومن هنا نتسائل هل الامن الاقتصادي ايضا في مهام الاجهزة الامنيه اليوم ... هل الامن الاجتماعي ضمن الاولويات ايضا ... ما يهمنا اليوم هو اعادة بناء للاجهزه الامنيه لتشمل الامن الداخلي من منظور اخر غير تقليدي يشكل مرونه كافيه للتصدي للتحديات الامنيه المتقلبة والمتجددة. التركيز على المرأه والشباب ... عنصرا التغيير في كل المجتمعات يجب ان يحظى بالاهتمام البالغ في الفكر الامني لديهم ... وهو ما تصبو اليه جل المنظمات غير الحكوميه الاجنيبيه والسفارات للتعامل مع هاتين الفئتين ... وكذلك الفكر القائم على دمج الجسد الفكري الاردني ووحدة الصف على اسس قبول الاخر .. لا اسس فرق تسد ... كونها المدماك الرئيس القادم في الركيزه الامنيه لمستقبل الاردن واستقراره ... وهناك امور اخرى طويله وضروريه ... تقتضي من السياسة الامنيه هنا الاخذ بها اليوم قبل الغد .. بحيث تكون مرنه بما تقتضي جنون ومزاج العولمة ... حتى نسير والاردن على قدم وساق بخطى راسخة وثابته .. والى مستقبل لا نخاف منه!!





  • 1 د. عبدالله 08-01-2014 | 06:24 PM

    مقال بالفعل متميز من كاتبناالمبدع وتوصيات مهمة للغاية نرجو الاكثار من هذه المواضيع الهامة يا دكتور

  • 2 عمر الحياري 08-01-2014 | 07:59 PM

    مقالات سياسية رائعة جدا يا دكتور وليد .

  • 3 رائد الغويري 08-01-2014 | 10:28 PM

    مقال في قمة الروعة .......... دائما مبدع في مقالاتك الجميلة

  • 4 رائد الغويري 08-01-2014 | 10:28 PM

    مقال في قمة الروعة .......... دائما مبدع في مقالاتك الجميلة

  • 5 محمد خريسات 09-01-2014 | 10:57 PM

    مقال دكتور وليد نتمنا الاخذ بما جاء فيه من توصيات

  • 6 رامي مروان العيسى 10-01-2014 | 01:04 AM

    بوركت جهودك يا دكتور وليد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :