facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعاليل الأردنية !!!


د.عبدالله القضاة
12-01-2014 03:22 AM

التعليلة مشتقة من كلمة عليل وهي السهرة في الهواء الطلق العليل الذي يهب بالنسمات العليلة الرطبة بالندى في الليل فتنعش الساهرين من حر النهار، وكانت تقام خارج نطاق البيوت ، إما في الساحات أو الدواوين أو أمام البيوت والعِليّات؛ وكانوا يتناولون في الديوان القهوة والشاي المغلي على نيران الحطب ، فتجد مواقد النيران وبكارج القهوة والفناجين والمحماسة التي تحمص فيها القهوة والهاون الذي تدق فيه بداخل الجرن ، وللشعب الأردني خصوصية رائعة في علاقات أبنائه الاجتماعية ؛ وعلى الرغم من تراجع بعض التقاليد الجميلة ؛ الإ أن هناك فرصة لإعادة تسويقها اجتماعيا للمحافظة عليها من الاندثار.
في بداية تأسيس الامارة وما تلاها من اعلان المملكة الأردنية الهاشمية ؛ كانت التعاليل الأردنية مدارس للعلم والأدب ؛ حيث يلتقي الوجهاء والعلماء في كل ليلية ؛ وبعد صلاة العشاء ؛ في ديوان شيخ العشيرة او مختارها ؛ وربما يتداورون المجالس في كل ليلة عند وجيه من وجهاء القرية ، يتسامرون ويتباحثون في شؤونهم كافة ؛ يسألون عن احوال الصغير والكبير والمريض والغائب والمحتاج.....الخ.

النظام السياسي الاردني ممثلا بسمو الامير عبدالله الاول ؛ الملك المؤسس لاحقا – رحمه الله – لم يكن بعيدا عن هذه التقاليد الوطنية الجميلة ؛ فكان يحضرها ويجالس وجهائها بشكل دوري ؛ وكان الأمير / الملك يعرف اعلام البلاد وعلمائها ؛ وفي كافة محافظات المملكة وفي بواديها وأغوارها.
اليوم ؛ ومع الزيادة السكانية للمملكة ؛ ومع التوجه المادي الذي بات يميز سلوك البشر ؛ أصبحت تقاليدنا الأردنية تنحرف عن مسارها الوطني الأصيل ؛ فالصالونات السياسية ؛ اغلبها مجالس للنميمة والتآمر على الوطن وثوابته ؛ والتعاليل الحديثة يغلب عليها الاستعراض والمظاهر الزائفة ذات اللون الطبقي المصلحي ؛ ومواقف الناس تتلون حسب تلون الفصول السياسية !!!.
والتساؤل : الا يمكننا كأردنيين ان نعيد لحياتنا الاجتماعية بريقها وحيويتها النقية ؟! ، ثم هل هذه المهمة مسؤولية الحكومة ام مسؤوليتنا كمواطنين ، أم مسؤولية مشتركة ؟!

باعتقادي أن الأمر ممكن ؛ رغم صعوبته ، ويتطلب مبادرة شعبية واستجابة حكومية ، فالحكومة قادرة على مد جسور الشراكة مع المواطن ، وقد أشار جلالة الملك في غير لقاء الى النهج التشاركي ؛ غير اننا لم نلمس شيئا ملموسا في نهج الحكومات المتعاقبة لتحقيق هذه الشراكة ، فما الذي يمنع حكامنا الإداريين من التواصل غير الرسمي مع الأهالي في مناطقهم ، ويحييون التعاليل الأردنية في كافة محافظاتنا وبشكل ودي ودوري بعيدا عن التشنج والإتهامية ؟! ، وما الذي يمنع سفراءنا من إقامة هذه التعاليل مع ابنائنا في دول الاغتراب ؟!.

وبالمقابل ؛ ما الذي يمنعنا كمواطنين أن نشكل مجالس وهيئات شعبية في كل منطقة اردنية ونبادر في مد جسور التعاون والتشارك مع مؤسسات الدولة المختلفة ؛ لنكون الرديف المساند لهذه المؤسسات في تحقيق العديد من اهدافنا الوطنية والمحافظة على نسيجنا الاجتماعي وخصوصيتنا الوطنية ؟! ، أما اعلامنا الوطني بشقيه العام والخاص ؛ مطلوب منه تعزيز ودعم التقاليد الأردنية الأصيلة بعيدا عن جلد الذات وتقزيم موروثنا الحضاري الجميل .





  • 1 محمد المجالي 12-01-2014 | 02:40 PM

    مقال وطني رائع من كاتب وطني أروع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :