facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المعركة حول السفير


د. باسم الطويسي
18-01-2014 02:39 AM

منذ مراحل مبكرة من عمر الأزمة السورية، شكلت مواقف وأنشطة السفير السوري في عمان موضوعا خلافيا وسط المجتمع الأردني، المنقسم أصلا حول الموقف من الأزمة وأطرافها. ووصل هذا الخلاف أحيانا إلى بعض مؤسسات الدولة، بين وجهتي نظر: الأولى، ترى أن السفير يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، ويدير معركة نظامه، إعلاميا ودبلوماسيا، من عمان؛ لا بل يتجاوز ذلك إلى التدخل في الشؤون الداخلية الأردنية، ويستخدم لغة شرسة وقاسية في معركته ضد خصوم النظام السوري، سواء من نخب ومجتمع مدني أو حتى مؤسسات الدولة الأردنية، وفي مقدمتها البرلمان الأردني.

أما وجهة النظر الثانية، فترى أن السفير لا يمارس أكثر من دوره الطبيعي في الدفاع عن نظام الحكم الذي يمثله، وسط ظروف صعبة، وأزمة اقتتال داخلي، وتحريض إقليمي ودولي تتعرض له بلاده. وهناك أمثلة عديدة على أنشطة سفراء في حالات مشابهة خلال العقود الثلاثة الماضية، تتجاوز ما يقوم به السفير السوري.

الدائرة الثالثة، ربما هي الأوسع، تتشكل من تيار عريض ممن يرون أن انقسام النخب الأردنية السابق لا يعدو كونه أكثر من انقسام أيديولوجي صرف، وليس سياسيا، ولا يحسب مصالح الشعب السوري بشكل دقيق، ولا ثمن القمع الذي يواجهه من جهة، وثمن الاستقرار الذي يضحي به من جهة أخرى.

وبالتالي، يرى هؤلاء أن الانقسام السابق لا يقدر بشكل واقعي المصالح الأردنية، والقلق من رائحة الدم والدخان التي أخذت تتسلل بقوة من الحدود الشمالية.

المعركة حول السفير السوري في عمان، تعكس بوضوح حالة الغموض السياسي الأردني الرسمي، وصيغة المشي على حد السيف التي اتبعتها المؤسسات السيادية الأردنية في التعامل مع الفاعلين في الأزمة السورية؛ سواء أطراف الصراع من السوريين أنفسهم، أو الأطراف الإقليمية والدولية.

كما تعكس هذه الدراما السياسية المزعجة صراعا آخر، هو الصراع على اتجاهات الدبلوماسية الشعبية الأردنية ومواقفها، ولعل هنا مربط الفرس.

هناك إدراك عميق بأن هذه المعارك لن تؤثر على صيغة تفاهمات الحد الأدنى التي صاغها الأردن الرسمي مع النظام السوري، ومنها بعض الترتيبات الأمنية التي يديرها السفير من مكتبه؛ كما لا تؤثر على صيغة التفاهمات القائمة مع بعض التنظيمات المعارضة، السياسية والعسكرية.

ويبدو أن ثمة تفهما إقليميا ودوليا لهذه الصيغة الأردنية، بات واضحا في سلوك الكثير من الأطراف التي أخذت تستجيب أكثر من السابق للصيغة الأردنية التي بنيت على مقاربة مبكرة لفهم طبيعة النظام في دمشق وحدود إمكاناته، ولطبيعة المعارضة وحدود إمكاناتها أيضاً.

في ضوء ذلك، علينا الالتفات إلى أن المعركة مع السفير السوري وحوله، هي معركة على الرأي العام الأردني، وصراع على من يظهر أكثر سيطرة على الدبلوماسية الشعبية، بعدما تحولت الساحة الأردنية، إعلاميا وشعبيا، إلى امتداد للساحة السورية.

وأن لا ننتظر قيام الأردن باستدارة حادة تصل إلى مستوى طرد السفير أو الإعلان أنه شخص غير مرغوب فيه؛ كما لا نتوقع أن يلجأ السفير إلى الصمت والصوم عن الكلام المحرم والمباح.

(الغد)





  • 1 مش رايحة تفرق كثير 18-01-2014 | 09:17 AM

    أكثر سكان الاردن ما بعرفوا وين سوريا على الخارطة ولا عدد سكانها وإذا بحكمها الأسد ولا الجنرال لحد مش فارقه معهم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :