يقول الكاتب المصري عادل حمودة في كتاب له : " لو فتحت رأس مصري .. ونظرت إلى ما فيها خلسة .. ستجد أشياء وأشياء لا توجد إلا في الموالد المزدحمة .. ستجدها في حالة فوضى وكأنها مخزن روبابيكيا .. أشياء وأمثال مثل .. " ويتابع الكاتب المصري كلامه بذكر بعض موجودات رأس مواطنه ، ومنها سورة يس ، وكوب شاي أسود مغلي ، وقرص منشط جنسي ، وكرة قدم ، وقطعة حشيش ، وعقد عمل ، وغير ذلك .سألت نفسي عما يوجد في رأس الأردني في حال تمكـّن أحدهم من " فتحها " ؟؟ أظن – وفي بعض الظن إثم – أن فيها جرة غاز ، وطلب إجازة ، ومنسف بعيد المنال ، وهاتف خليوي ، وبطاقات شحن هاتف مستنفذه ، والكثير من الأنفة والكبرياء ، وبعض القصائد ، وصك صلح عشائري تم فيه التنازل عن حقوق آخرين مقابل فنجان قهوة وشكر وإطراء في الصحف ، وكميات هائلة من الغضب سريع التلاشي ، وألقاب باشا و بيك ، وألفاظ خطاب " دولتكم " و " معاليكم " و " عطوفتكم " و " سعادتكم " و " حضرتكم " وغيرها تسبح في مختلف ثنايا وزوايا الرأس ، ولا تجد مستقرا لها ، وعبارات تم حفظها غيبا وأهمها " معالي وزير .. وعطوفة مدير .. الأكرم " و " أرجو التكرم بمنحي .. " وأرقام هواتف مسؤولين خصوصا النواب تم تغييرها وإهمالها ولا مجيب عند طلبها ، و" استرحام " لطلب وظيفة كلّ صاحبه من الانتظار ، وآخر لطلب مقعد أو منحة دراسية لم تتجه لمن يستحقها ، وورقة يانصيب لم يحن يوم السحب على رقمها بعد ، وجدول مباريات كرة قدم للدوري والكأس الأردني ونتائجهما لا إعجابا بفريق ما بقدر ما هو نكاية بفريق آخر .

ُترى هل أحطت ببعض مما في رؤوسنا ؟ عظيم ومسكين أيها الأردني لأنك تحمل رأسا " مليئة " بالأمل والعمل ، والمدح والقدح ، والهم والغم ، ألا يستحق " الرأس الأردني " بما يحمل ويحتمل أن يدخل في كتاب غينيس للأرقام القياسية ؟ .

haniazizi@yahoo.com