facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




توحيدُ ما لا يتوحّدْ شطرا قبرص نموذجا ؟!


ممدوح ابودلهوم
29-01-2014 02:46 AM

بداية يبدو صحيحاً أن أدوات القياس القديمة التي تركناها خلفنا ظهريا ، و التي كان يستخدمها الساسة و العلماء و الدارسون في رصد التحولات السياسية والمتغيرات الدولية ، ليس من بينها بالقطع ما يسمى بإعادة رسم خرائط مناطق بعينها في هذا الإقليم المضطرب من العالم ، هذه الأدوات قد أودعها أصحاب القرار الدولي بزعامة معسكر القطب الأوحد في واشنطن مستودع التاريخ ، حيث الكثير من القديم والبالي والمُتخلف من الأنظمة والدساتير والاتفاقيات الفارطة ، مما عفا عليه الزمن ليأكل عليه الدهر الأميركي حتى التخمة ويشرب حتى الثمالة !

مناسبة هذا التقعيد السياسي .. و بكلمة مبتسرة حسماً للإسهاب ، هو أن (المسألة القبرصية) ، إن ما زالت تحتفظ بهذا التوصيف السياسي ، لم تعد تُشكل قنبلةً موقوتةً أو تُهدد مثلاً بعودة البلقنة .. نسبةً إلى (البلقان) ، فالأخيرة هذه (البلقنة) إذا كانت حقاً ستعود فإنها وبحسب ما قررناه في مفتتح هذه المقالة ، ستعود أولاً من مكانٍ آخر هم يعلمونه نحن لا نعلمه (!) وثانياً ستعود من حيث ندري ولا ندري (!) وثالثاً وهو الأهم ستعود وقطعاً بقرارٍ عولمي أشقر !

ومع أن (اللبننة) نسبة إلى (المسألة اللبنانية) بمعناها السياسي المتداول .. عربياً ، قد تكون أسهل وأسرع .. لا بل وأقرب اشتعالاً إلى (الفتيل القبرصي) ، من عودة (كبريت البلقنة) فيما قد يتوهم المتوهمون ، إلا أن عصا الشرطي الأميركي ( عصا النظام العالمي الأوحد ) جاهزة ليس للتلويح وحسب ، بل وللضرب أيضاً على يد كل من تسول له نفسه ، أن يلعب بنار البلقنة أو اللبننة في جزيرة الحب والبحر والشمس .. جزيرة (افروديت) .. جزيرة قبرص !

ومع ذلك ..ما زالت الأمم المتحدة تستميتُ وبتوجيهٍ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، في توحيد شطريّ هذه الجزيرة .. الشمالي التركي والجنوبي اليوناني ، هكذا .. مع أنهما يُشكلانِ حاضراً دولتين منفصلتين ، الجنوبية وتدعى (قبرص) وتنتمي للأم أي الأمة الأولى الأصلية (اليونان) ، إذ هي تتحدث بلسانها وتدين بدينها وتنشد نفس أشواقها في الانتماء الوطني ، فالانضمام بالتالي بمعنى عودة الابنة القبرصية إلى أمها اليونانية ..

أما الشمالية ولن أسميها قبرص بل (الشطر التركي) ، حيث يتحدث السكان باللغة التركية ويدينون بدين الدولة الجمهورية التركية وهو الإسلام ،والأدق أن هذا الشطر التركي يدين بعلمانية تركيا الأتاتوركية - نسبة إلى (مصطفى كمال أتاتورك) مؤسس دولة تركيا العلمانية الحديثة ، وهو بالمناسبة الذي لبس (القلنسوة) الأوروبية حتى لا نقول اليهودية بدلاً من (العمامة) للشيوخ و(الطربوش) للأفندية ، بعد إذ قرر أن تركيا ليست دولة مسلمةً بل هي دولةٌ أوروبية تدين بالعلمانية ، حتى قيل أنه ألقى بالقرآن الكريم على الأرض قائلاً : (أنا لن أحكم بكتابٍ كل ما فيه بسملةٌ وحمدلةٌ) !!!

هكذا .. أجل .. خلوصاً ، يريدون توحيد ما لا يتوحد ، أو على طريقة شيخ الرواية العربية (نجيب محفوظ) يريدونَ (توفيق مالا يتفق) ، أما الأقرب رُحماً عاطفياً وعقلياً إلى الحل ، فهو أن يعود الوليد التركي الضال إلى أمه الشرعية .. (تركيا) ، وأن تعود الابنة الضائعة إلى أمها الأصلية .. (اليونان) ، وكفى الله السادة الأمممتحدين شر القتال نحو توحيد هذين الشطرين المتقاربين (جغرافياً) المتدابرين (ديموغرافياً) ، إذ لا لغة مشتركة ولا دين واحد ولا عرق ولا تاريخ ولا حضارة تجمعُ بين قبارصة اليونان وقبارصة تركيا ، والأهم من ذلك كله أنه لا يوجد أدنى رغبة لدى الطرفين في توحيد الشطرين ، إنما هي مجرد رغبة من الغرب لأسباب عجيبة وغير معروفة ، وعليه فإن أي استفتاء غايته توحيد الشطرين ما نموذجه استفتاء حزيران في تسعينات القرن الماضي ، لا بد وسيأتي مناقضاً تماماً لتوجهات الأمم المتحدة في ضمّ هاتين الدولتين ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :