يبدو أن قضية أطباء الاختصاص في وزارة الصحة قد عادت مجدداً لتطفوا على السطح .. فالهروب لهؤلاء الاطباء من العمل لدى الوزارة ارتفعت وتيرته وأشد من أي فترة أخرى سابقة في هذه المسألة التي زاد عمرها عن ربع قرن وبالتحديد عندما تم حل المؤسسة الطبية العلاجية قبل حوالي ربع قرن حيث جرى التفريق بين الطبيب العامل في الصحة عن الطبيب العامل في المستشفيات الجامعية والخدمات الطبية إضافة إلى قرار حكومي آخرشبه معلن يتمثل في تسمين القطاع الطبي الخاص وإضعاف القطاع الصحي الحكومي وعلى الاخص في وزارة الصحة الذي يعتبر العمود الفقري للخدمة الصحية في اي بلد متقدم حيث لوحظ بناء عشرات المستشفيات الخاصة الكبرى دون قيام الحكومة ببناء مستشفيات باستثناء مستشفى حمزة .

الاخبار المتسربة من المستشفيات الحكومية تقول: ان كثيرا من اطباء الاختصاص في الصحة اصبحوا يعملون علنا في المستشفيات الخاصة الكبرى بينما وزارة الصحة ترى وتصمت وكأنها لا ترى ولا تسمع ..

لقد غامر عدد لا بأس به من أطباء الاختصاص في الصحة بالتضحية بتقاعدهم الوشيك وحتى الاستيداع فتعاقدوا مع مستشفيات خاصة في داخل الاردن وخارجه وبالتحديد في المملكة العربية السعودية حيث الرواتب اضعافا مضاعفه وصلت الى نحو عشرة الاف دينار شهريا اضافة الى سكن وتذاكر الطايرات والقليل من الاعباء في العمل اليومي العادي .

كما يشكو العديد من اطباء الاختصاص في الوزارة من اسباب اخرى غيرهزالة الرواتب دفعتهم للهروب من مستشفياتهم حيث العدالة غائبة ومفقودة فعن الواسطة والمحسوبية والشللية لا تسال ..حيث يستيقض الطبيب في اليوم التالي ليجد طبيبا مقيما قد اصبح مديرا عليه ..واخرون يودعونك لموافقة الورارة على إجازات سنوية لعام او اكثر للعمل في الخارج وكل ذلك يحدث واسوأ من ذلك وانت ما عليك الا التألم والتوجع ..!
نقيب الاطباء والعين الدكتور هاشم ابو حسان واعضاء المجلس كلهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة ويدهم في النار ومنذ سنوات طوال في هذا القطاع الصحي المقهور ومنذ ربع قرن ..!

اما المسؤولون في الحكومة وعلى رأسهم رؤساء الوزارات والوزراء السابقون فيقولون لك :العين بصيرة واليد قصيرة وكلام اخر لا يغني ولا يسمن من جوع وهم يعرفون الحل والذي يتمثل في مساواة اطباء الصحة مع موسسات حكومية اخرى كالمستشفيات الجامعية والمدينة الطبية وإن لم تفعل ستفرغ مستشفياتنا الحكومية من اطبائها الاختصاصيين ونحن ندري ولا ندري ..!

وزير الصحة الحالي الدكتور علي حياصات هو ابن الوزارة ولم يات اليها بالمظلة وله شعبية كبيرة بين زملائه اطباء الصحة حبذا يتحرك معاليه لانقاذ ما يمكن انقاذه لهذا القطاع الحيوي والهام وقبل فوات الاوان ..!!