لفتت إنتباهي أول أمس ذاك الصراع الذي يدور على قضايا الوطن البديل والتجنيس وحق العودة ...
رجعني هذا الأمر (للقواشين) ...وأتذكر أنه حين توفي والدي قبل (12) عاما نسيت أن أخرج حجة حصر أرث وقد تذكرتها مؤخرا وذهبت لدائرة أراضي شمال عمان للبحث عن دونمات أبي ... حدث هذا الأمر قبل اشهر .
قلت في داخلي ربما نسي المرحوم (دونما ) هنا أو (دونما ) هناك ...ربما .

حين دخلت ولحظة أن وطأت قدمي الدائره سألني أحدهم قائلا :- ( إستاز إذا ماكو زحمه أكو ولاعه معك) ...فأعطيته , ومشيت باتجاه (الكاونتر) وكان المكان فائضا بالناس ..ولكن ثمة لهجات غريبه شعرت وكأنني في المطار ....لهجات من كل العالم العربي ومن ضمن ما سمعته أحدهم يقول :- ( مسئسأ) لم أعرف معنى الكلمه وتبين لي فيما بعد أنها تعني اللحم الذي يحتوي على كميات كبيره من الدهن .

لحظات ودخلت سيده أظن أنها ترتدي ما لايقل عن (36) كيلو ذهب , على اليد اليمنى ذهب وعلى اليسرى ذهب وفي الرقبه يوجد ذهب في كل مكان , هي أشبه بمحل ذهب متنقل ...وكانت مليئه بالوقار لدرجه أنهم أحضروا لها كرسي , وجلست عليه وتهافت بعض الموظفين للسلام عليها ...وكما علمت من استراقي السمع للحوارات التي دارت مع محاميها الخاص أنها جاءت لتشتري (وطاه) في حوض إسمه ( حوض ابو قرنين) وانا في داخلي قلت لابد أن الوالد ترك دونما في هذا الحوض ,الغريب أن هذه السيده ومن نظرة ثاقبة إليها (بتسوى) أكثر من (20) حوض ...هي بحد ذاتها حوض .

كان ثمة اشقاء من سوريا يريدون تسجيل شقق ومن العراق , ولمحت شخصا اسمر يتحدث اللغه الإنجليزيه , وعرفت فيما بعد أنه نيجيري , كان يعمل في خط ( الديسي) هو الاخر على ما يبدو جاء ليشتري ,وهناك اشقاء من الخليج , (وبان كي مون) أيضا كان موجودا ...بصراحه شخص يشبه بان كي مون هو الاخر كان موجودا هناك , وتبين لي أنه صيني يؤسس لإستثمار مهم ...

صدقوني أنني لا أبالغ ولكنك في دائرة أراضي شمال عمان تجد الكل , وتجد جنسيات كثيرة جاءت للشراء والإسستثمار .

المهم جاء دور السيدة الوقورة التي ترتدي (20) كيلو ذهب من أجل تسجيل دونماتها وحين نادوا على إسمها تبين أن قدمها اليمنى (خدرانه) من الجلوس ولا تستطع القيام فتم تأجيل دورها إلى أن تشفى قدمها ...
دخلت أنا , وقلت للموظف أني اقوم بعمل حجة حصر إرث وشرحت له الأمر واخبرته بأني أبحث عن أملاك أبي في عمان ...وأعطيته الإسم , بحث في الكمبيوتر مطولا وطلب شهادة الوفاه وإسم الأم ...وطلب بيانات عديدة , وهو للعلم عرفني وأخبرني بأنه قرأ لي مقالا ذات يوم .. وسمح لي بالتدخين وبعد دقائق قال لي :-( والله يا استاذ الوالد ملبي ولا إشي إلو في عمان)....صمت ثم قلت :- (شوفلي حوض أبو قرنين بالله)..

المهم خرجت وكانت لا تزال قدم السيدة الوقورهة (خدرانه) والعالم العربي كله كان مجتمعا في دائرة أراضي شمال عمان , حتى الاشقاء من اسيا وإفريقيا الوسطى كانوا هناك ....المهم في الأمر أنا متأكد من أني سأعثر على شيء لأبي , تركه لي هنا في عمان لا أعرف ما هو ولكني ساعثر عليه.

مع كل ذلك مع ما قيل لي أن المرحوم (ملبي ولا عندو إشي) إلا أنني ما زلت ضد التجنيس والوطن البديل وتصفية القضية ...والحقوق المنقوصة , وكل العناوين المتعبة أنا ما زلت ضد ...وليقال أن الوالد (ملبي ) ...لايهمني ....هل مر على الأردني زمن كان يملك فيه شيئا اصلا .
(الرأي)