هذه المعارك التي تدور رحاها بين مصفاة البترول ودائرة المواصفات والمقاييس , ما هي سوى حلقة في مسلسل الاستهتار بسلامة وصحة المواطن الاردني من قبل شركات متنفذة وحيتان من المستوردين الكبار للسلع الصناعية والغذائية وغيرها ...

فهؤلاء القوم يريدون تحقيق الارباح باي وسيلة حتى لو كانت على حساب سلامة وصحة المواطن, وهم يستغلون نفوذهم في الدولة فيقوم مسؤولون كبار بالتوسط لهم لادخال بضائعهم الفاسدة لتهدد حياة وصحة الشعب الاردني المسكين....

الا ان هذا التيار الجارف من الفساد بدأ في السنوات الاخيرة يصطدم بصخرة من التصدي الشريف, حيث انبرت مؤسسات وطنية مثل الغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس و لجنة البيئة والصحة في البرلمان الاردني , للتصدي لهذه المحاولات وتقوم باخضاع كل ما يدخل للاردن لأقسى وسائل الاختبارات والفحوصات للتأكد من مطابقة السلع المستوردة للمواصفات الاردنية والعالمية فتحمي بذلك المواطن الاردني من التعرض للخطر والمرض والتسمم ..

ان المعركة التي شهدناها مؤخرا حول شحنة الاسطوانات الهندية والتي تكللت برفض الحكومة ادخالها واعادتها الى الهند , تدعونا للتوقف قليلا والتساؤل : هل عجز مهندسو الاردن عن صناعة سلعة بسيطة وغير معقدة مثل اسطوانة الغاز هذه؟!

اليس ذلك مخجلا في القرن الواحد والعشرين ان نظل في خانة المستوردين والمستهلكين للسلع البسيطة التي يمكننا بكل سهولة تصنيعها في بلدنا ؟

ان عزوفنا عن مواكبة العالم في مجال التصنيع سيحتم علينا وعلى اقتصادنا البقاء الى الابد في حالة العجز والمديونية والاعتماد على الدول الصناعية , وان دولة لا تصنع لن تستطيع اللحاق بركب الحضارة والتقدم...