facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أكباش قريتنا


17-02-2014 04:01 PM

في اقصى شمال غرب محافظه الطفيلة.. تقع اراضي ودونمات عشائر الثوابية.. وهي مساحة واسعه نسبيا الا انها لم تعد اليوم خصبة كما كانت في السابق.

في الستينيات من القرن الماضي كانت الجبال والوديان والسفوح والسهول تعج بعشرات القطعان او الشلايا كما كان يحسن لنا ان نسميها...وكان الاطفال في مثل عمري يقومون باعمال الرعي والحلب وعزل المواليد وعلف المواشي في الشتاء وغيرها من الاعمال التي لا تنتهي وتعتبر برامجنا الاولى في الاعداد لحياة مستقبلية فيها من القيادة والمسؤولية الشيء الكثير.

كانت الادوار شاقة وممتعه وفيها قدر لا محدود من السلطات والمسؤوليات التي تزيد على كل برامج التمكين والمسؤوليه التي تدار في ايامنا هذه.

في القرية الشفاغورية المطلة على الاغوار الجنوبيه والمناظرة لاضواء الخليل ليلا كنا نشعر اننا نعيش في عالم شبه مستقل ينتج الخبز واللحم والزيت والبيض والجلود والحبال والحطب والاعشاب الطبيه واجيال من الحمير والبغال التي اغنت الاهالي عن التراكتورات والشاحنات ووسائل النقل التي لم تعرف طريقها للقرية الا عند بيت او اثنين من بيوتات القرية وما جاورها في تلك الايام.

بالنسبة لي فقد قرر المجلس الزراعي للاسرة انني لا اصلح للكثير من الاعمال الزراعيه المتعلقة بالحراثة والنقل والتحميل....فقد ادركوا ان لدي ميلا فطريا للتعامل مع الحيوانات وفهمها والعناية بها فاسندوا لي مهمات تتعلق بالرعي وسوق المواشي والعناية بالصغار ومراقبة رعيها وعزلها خلال فترات الحلب الصباحية والمسائيه.

كنت اشعر بعاطفة وتقدير لصغار المواشي فاحملها واشعر بدفئها واستمتع بمراقبتها وهي تستدير بقفزات فيها الكثير من اللهو والاستمتاع والاحتفاء بخصوبة المرعى واعتدال الطقس والوعد بعودة الامهات من المرعى بعد رحلة قطاف الازهار والاوراق من المراعي الممتدة فوق الاراضي التي تبتهج باداء ادوارها في انبات البذور التى كفرتها من الموسم الماضي لتديم دورة الحياه.

ما كان يدهشني هو الروح العدوانية التي تميز اتجاهات الاكباش والتيوس. فقد كنت اشعر ان الاجواء مهيأة لانفجار العنف واشتعال المناطحة او المرادحة في اي لحظة.. يبدأ التحرش باستعراض لا مبرر له.. ثم ما يلبث الذكر الممتلئ زهوا بفحولته بتمرين لا متناهي من الشم والتبول والدوران في محيط المرعى الذي يحتله القطيع... ويسير بحركات استعراضية فيها من الغرور والتحدي ما يكفي ليدفعك للتعاطف مع التيوس الاخرى التى لا تخفي ضعف حماسها للاقتتال الذي يحاول الفحل المغرور افتعاله.

وما يكاد الذكر الاستعراضي يفرغ من تهيئة نظرائه الذكور لجولة الاقتتال حتى تتدخل بعض الاناث وكانها تعرض نفسها كحافز للمنتصر من الذكور الذين يمارسون لعبة البقاء. في كل مرة كانت تسيل الدماء....وتكسر القرون ...وربما تتجاوز الاضرار حدود المتوقع فيخسر احدهم عينا او كسرا في الحاجب....وربما ارتجاج في الدماغ.

بعض الرعاة ومعهم الاغنام كانوا يرحبون بالاقتتال ويشجعونه.....وشعارهم دع الطبيعة تاخذ مسارها فالاقوى هو الانسب"البقاء للاقوى"... وكانوا يجدون متعة كبيره في مشاهدة ذلك.. انا لم اكن اجد في ذلك غير التهديد للسلم الاهلي.

كنت احاول ان اوقف الاقتتال بكل ما استطيع.. ولا اذكر انني استطعت في اي مرة من المرات... التنظيم وسيلة افضل للحد من الاقتتال... والحياة والمكان تتسع لجميع الذكور ... المغرورين وغير المغرورين... ففي البرية يتساوى الجميع..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :