سائقو التاكسي وحتى الناس العاديون في عمان يطلقون على بناية ضخمة في ضاحية الرابية بعمان وهم يمرون قريبا منها اسم (المستوطنة)..أي السفارة الاسرائيلية، سائق تكسي كان يقلني قال: لا فرق كثيرا بينها وبين المستوطنات،المستوطنة اكبر من القرية الفلسطينية بجانبها وكذلك السفارة الاسرائيلية ..كبرى السفارات الاجنبية في عمان باستثناء السفارة الامريكية..!

ومثلما ينفر الفلسطينيون من المستوطنات ينفر الاردنيون من السفارة هذه،فجميع الفعاليات الشعبية نيابية وحزبية ونقابية وغيرها نفورها ورفعت مئات المذكرات تطالب فيها الحكومة وفي اكثر من مناسبة مُرة بطرد السفير وإغلاق سفارته واستدعاء سفيرنا..ناهيك عن عشرات الاعتصامات والمسيرات التي يمزق ويحرق فيها علم العدو الاسرائيلي ومنها في مجلس النواب ، والتي بدأت أمام الجامع الحسيني وفي صباح اليوم الاول لتوقيع المعاهدة بواشنطن 6حزيران 1994 وعبر 20 عاما أتذكر من شاركوا في هذا الأعتصام التاريخي الدكتور يعقوب زيادين والدكتور أسحاق الفرحان والدكتور عبد اللطيف عربيات والمهندس أبراهيم غوشة وعيسى مدانات والمهندس ليث شبيلات والمحامي كمال ناصر وكاتب هذه السطور.

كراهيةالشعب الاردني ل(إسرائيل) قديمة..وجديدة ومستمرة ايضا فهو لا ينسا ابدا اعتداءاتها على السلط وكفر اسد والكرامة والشونة وقبية ونحالين وحوسان والسموع وغيرها سقط فيها مئات الشهداء والجرحى..وأُعلنت الكراهية للسفارة ..والسفير وبقوة بعد قيام عملاء الموساد العام 1997 والذين إنطلقوا من السفارة الاسرائيلية بدس السم للمناضل خالد مشعل ولكن الله ستر..!

ومع أن لجاناً نقابية وحزبية أردنية قد نهضت لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني وفور توقيع وادي عربه سيئة الذكر..الا ان فواكه وخضروات اسرائيلية رأيناها تنساب الى المستهلك خلسة إضافة الى ظهور مكاتب التشغيل لعمالنا في (اسرائيل) وبرواتب مغرية .. وكذلك بروز دور جديد للسفارة وهو السمسرة لشراء اراض في فلسطين المحتلةعامي 1948 و 1967 من اردنيين من اصل فلسطيني يقيمون في عمان..كما عُقدت مؤخرا اتفاقية (ناقل البحرين) البحر الاحمر والبحر الميت بين الاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينيه ومن ضمنها انشاء محطة تحلية مياه قرب العقبة ....

ويجرى الحديث الان عن مشروع صناعي اردني اسرائيلي كبير سيقام على ضفتي نهر الاردن تُسوق منتجاته في الدول العربية والتي سيكتب عليها(صُنع في الاردن)...ويجري الحديث ايضا عن قيام شركة البوتاس وبرومين الاردن بتوقيع اتفاق لتوريد 2 مليار مترا مكعبا وبقيمة 771مليون دولار من الغاز الطبيعي الاسرائيلي والمستخرج من حقل(تامار) قبالة حيفا على الساحل الفلسطيني.. والحبل على الجرار..واول الرقص حنجلة...!!