facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الجنادرية" التراثية .. و"الجنادرية" الثقافية


سركيس نعوم
25-02-2014 01:41 PM

أول زيارة قمتُ بها للمملكة العربية السعودية كانت عام 1984، إذ لبّيت دعوة الصديق العزيز، أطال الله عمره، وزير الإعلام علي الشاعر الذي كان سفيراً في لبنان. وآخر زيارة لها كانت عام 1989، والداعي كان الصديق ولاحقاً الرئيس والشهيد رفيق الحريري.

لن أخوض هنا في أسباب الانقطاع وهي متنوعة. لكنني أقول إنه لم يكوِّن جفاء بيني وبين الذين مثّلوها في لبنان، إذ استمرت الاتصالات لكنها كانت متقطِّعة وموسمية. وبدا قبل نحو سنة أنها قد تتحسَّن إذ تلقيت دعوة من قائد "الحرس الوطني" الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز للاشتراك في "المؤتمر الوطني للثقافة" المعروف بـ"الجنادرية". شكرت واعتذرت لأنني كنت مرتبطاً بزيارتي الاستكشافية السنوية لأميركا. وأعتقد انه كان للسفير الحالي علي عواض عسيري دور فيها. وفي الأسبوع الأول من شباط الجاري تكرَّرت الدعوة، فقبلتها وقمت بالزيارة برفقة عدد من الأصدقاء.

طبعاً لا يكفي أسبوع لكتابة "أطروحة" عن السعودية وأوضاعها وسياساتها وعلاقاتها الاقليمية والدولية، إذ ان متابعتي لها وإن دقيقة كانت من خلال علاقات جدية لي مع بعض "المتعاطين" مباشرة بهذا الموضوع في المنطقة والعالم. ولهذا السبب أتمنى أن تسمح لي الظروف بالبحث المباشر في المذكور أعلاه مع السعوديين أنفسهم. فبذلك تكتمل الصورة ويصبح الخوض فيها بشمول ممكناً.

إلا أن ذلك لن يمنعني من إبراز انطباع أو ملاحظة بعيداً من "البروباغندا" التي اعتاد عليها العرب حكاماً ومحكومين، وأعتقد أن اللبنانيين قد يجدون فيها فائدة بعدما صار لبنان جزءاً من ساحة تتصارع فيها وعليها وعلى المنطقة دولتان اقليميتان كبيرتان هما المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ورائهما الكبار في العالم. الانطباع الأول أن "الجنادرية" التراثية مهمة، وقد خصص لها الإعلام العربي واللبناني الحيِّز الأهم من التغطية. في حين أن "الجنادرية" الثقافية أكثر أهمية إذ شارك فيها أخيراً نحو ثلاثمائة مفكر وأديب وإعلامي وسياسي وأكاديمي ورجل دين. وأعني بذلك العدد الكبير من المحاضرات التي ألقيت والحوارات التي دارت مع الحضور، علماً أن عدد هؤلاء لم يكن دائماً بالحجم الذي كان يجب أن يكون عليه. وأعني أكثر من ذلك تركيز مُعدِّي "الجنادرية" الثقافية على موضوع يشكِّل همّاً اليوم للعالم العربي والإسلامي بل للعالم كله وهو "الإسلام السياسي"، وذلك في ضوء الإرهاب المسمى إسلامياً الذي ينتشر كالفطر.

إذ خصصوا له أربع ندوات تناولت مختلف جوانبه وعلاقته بالدولة عند العرب والمسلمين. طبعاً انتهت "الجنادرية" بوجهيها التراثي والثقافي، لكن السؤال الذي طرحه عضو في "مجلس الشورى" في "مجلسٍ" كبير استضافه سعودي كبير عن نتائجها لم يجد جواباً له. والجواب في رأيي وأقوله الآن ان "الجنادرية" الفعلية يفترض أن تبدأ بعد انتهاء "الجنادرية" الرسمية. ويعني ذلك مبادرة المسؤولين إلى درس المحاضرات والمداخلات والاقتراحات التي تناولت الموضوعات كلها وفي مقدمها الإسلام السياسي، ومحاولة استخلاص عناصر أساسية لاستراتيجيا وطنية سعودية، يمكن أن تصبح عربية وإسلامية، تعالج التحديات الداخلية في المملكة وهي كثيرة، والتحديات التي تواجهها مع شقيقاتها العربية، والتحديات التي تأتيها من شقيقاتها الإسلامية وفي مقدمها إيران، كما التحديات التي تأتيها من حليفها الدولي الأول أميركا. وذلك ضروري لأن للمملكة دوراً ريادياً عربياً وإسلامياً، ولأنها مقتنعة بأنه يواجه محاولة مباشرة لتقليصه أو ربما للاستيلاء عليه. وضروري أيضاً لأن على المملكة، ورغم قلقها المشروع من حوار أميركا – إيران، أن تعرف أن الاولى لا تستغني عنها كرمز إسلامي وكريادة عربية في مواجهة الإرهاب، والاتفاق مع إيران إذا حصل لن يكفي لمواجهته لأن السنّة في العالم يشكّلون 85 في المئة من المسلمين.

أما الملاحظة الثانية فهي ان المملكة تشهد تغييراً قد يعتبره الخارج بطيئاً. لكنه ثابت، ولا يختلف عن تغييرات ناجحة قام بها جيران للمملكة إلا ربما من حيث نمط الحياة. وهو مفيد إذا رافقه تجديد في بنية الدولة. وغني عن القول ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الذي بدأه. وقد دفع ذلك قيادات دولية عدة إلى القول في السنوات الماضية: ليته تولى السلطة قبل عشر سنوات أو أكثر من موعد توليه إياها مع الاحترام التام لأسلافه كلهم.
(النهار اللبنانية)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :