facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا بين الموروث والواقع!


د. سحر المجالي
16-02-2008 02:00 AM

تتنازع الساحة السياسية التركية هذه الأيام توجهات متضاربة حول وجوب الاعتراف بشرعية ارتداء الحجاب داخل الجامعات، وهو ما يؤيده حزب العدالة والتنمية، ذو الأغلبية المطلقة في البرلمان (354 مقعدا من أصل 500 )، وحليفه حزب الحركة القومية التركية، هذا من جهة، ووجهة النظر التي ترى بعدم مشروعية ثقافة الحجاب لتناقضه مع المبادئ العلمانية التي بنيت عليها تركيا الحديثة، ويمثل الجيش وإدارات الجامعات والقضاء والأحزاب العلمانية والليبرالية أهم دعاة الوقوف بوجه التوجهات الإسلامية التركية الجديدة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، والتي، حسب اعتقاد هذه الأحزاب، تبعد تركيا عن القيم العلمانية التي ستقود إلى دخول تركيا إلى منظومة الاتحاد الأوروبي.
لقد مر تاريخ تركيا المعاصر ومنذ القرن العشرين بإحداث مهمة ومفصلية، أولها الانقلاب الاتحادي على السلطان العثماني عبد الحميد عام 1918، والآخر بعد الحرب العالمية الثانية والذي تمثل بقيام التعددية السياسية في تركيا، مما أعاد الإسلام إلى الساحة السياسية، وظهور الصراع ما بين تيار تغريبي يرى في الغرب، سياسيا واقتصاديا وفكريا، المثل الأعلى له ، ويمثل هذا التوجه حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى أتاتورك. وتيار شعبي-عقيدي يرى في الإسلام هويته الأساسية، الذي مارس حقه الديمقراطي وفاز بالانتخابات البلدية عام 1992، وذلك بحصول حزب الرفاه الإسلامي على 5ر24% من مجموع المقاعد. واستمر تقدم هذا التوجه ممثلاً بحزب الرفاه حتى الانتخابات البلدية التالية عام 1994، حيث حقق كذلك فوزا ملفتا للنظر أوصلته فيما بعد إلى منصب الرئاسة.

وبعد انتخابات نيسان 1999 البرلمانية والبلدية، والتي تعتبر إحدى أهم المحطات في تاريخ هذا الحزب، حل في المرتبة الثالثة في القوى الحزبية في البرلمان، حيث حصل على 112 نائبا. كما استطاع الوصول إلى المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية. وإدخال أول سيدة محجبة إلى البرلمان التركي وهي د. مروة قاوقجي ، وقد أثار ارتداؤها للحجاب داخل البرلمان أزمة سياسية ما بين الإسلاميين والعلمانيين الذين عارضوا دخول سيدة محجبة للبرلمان التركي، بل أن الرئيس التركي ،آنذاك، اتهمها بصلاتها الخارجية مع دول ليست على وفاق مع تركيا، حيث صدر بحقها قرار يحرمها من جنسيتها في أيار 1999. هذا الصراع الذي امتدت تداعياته حتى هذه الأيام التي تشهد صراعا سياسيا حادا بين دعاة الحرية الشخصية للإنسان التركي، وحقه في التعبير عن رأيه، سواء في المظهر أو الفكر، وبين دعاة العلمانية الذين يمتشقون سيف العولمة ويستقوون بأعداء الإسلام خوفا من التوجهات الإسلامية وتناميها في تركيا، علما بان الأسس التي قامت عليها العولمة ويناضل من اجلها دعاتها هي الحرية الشخصية التي تؤمن بحق الإنسان أن يظهر بالطريقة التي يراها مناسبة.

إن هذه المواقف العدائية تجاه الإسلام المتنور في تركيا،- والذي اثبت قدرته على الانفتاح، وفعالية في تحريك الاقتصاد والمجتمع التركي، والتعامل العقلاني مع الأحداث، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي، وقاد عملية التنمية المستدامة من اجل تحقيق الازدهار الاقتصادي لتركيا، بالإضافة للاستقرار الأمني الذي يعيشه الشعب التركي والذي فقدته خلال حكم العلمانيين، خاصة إبان انقلابات أعوام 1960، 1971، 1980- ، تثبت بان الهدف هو الاستمرار في فرض الاستلاب الحضاري والقيمي والعقدي.

موضوع الحجاب، يعتبر جزءاً من المبادئ الديمقراطية التي تؤكد على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ودولة القانون، الأمر الذي تؤكده المبادئ الأساسية لعضوية الاتحاد الأوروبي. فهل يدرك العلمانيون بان موقفهم هذا لا يصب في مصلحة تركيا ، ويتناقض مع طموحها الدخول في عضوية الاتحاد الأوروبي؟
عن الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :