facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




" أصبر يا مؤمن "


حمزة المحيسن
28-02-2014 02:26 AM

وضع كرسيه أمام دكانه ليراقب المشهد العام للحارة وهي احد طقوسه اليومية المعتادة في كل صباح باكر وبعد ان قام برش الماء أمام باب دكانه لترتطيب أجواء " القعدة " ، جلس " أبو ربحي " صاحب الدكان متجليا ليتابع الحدث الخاص بساكني الحارة من " الاوادم " ولا يخلو الامر أيضا من مشاهدة القطط التي تعيش في الحارة ، فالقطط بالنسبة إليه عندما تمارس القفز في حاويات القمامة المنتشرة في الحارة فغن هذا مؤشر هام بالنسبة إليه يعبر عن مستوى الرفاه الإقتصادي الذي يعيشه السكان من زبائن الدكان ، فالحاوية الموجودة مثلا عند بيت " أبو مرعي " وهو احد رواد دكانه ومن أصحاب شعار " سجل على الدفتر " لو شهدت نشاطا رياضيا ملحوضا من القطط بالقفز منها وإليها لتلتقط مخلفات الطعام من اللحم والعظام فهذا يعني ان " ابو مرعي معاه مصاري وغارش عن دفع الحساب " ، لكن في هذا اليوم المشهود من جلوسه امام الدكان حدث شيئا إستثنائيا ألا وهو ان القطط لا يوجد لها نشاط فعلي عند الحاويات بل وجدها تنتشر وهي تنظر في السماء وتلاحق العصافير فعلى ما يبدو ان الحارة تعاني من حالة قحط وجفاف شديد انعكس على جوع قططها وأبعدهم عن حاوياتها ، المهم وفي غمرة إنشغاله في النظر والترقب للمشهد تفاجأ بوجود قطة من قطط الحارة وعلى مقربة منه يقفز على عصفور صغير ، يقوم هذا القط الارعن بتثبيت العصفور بمخالب يديه والعصفور " ينتفض " محاولا الهروب ولكن بلا جدوى ودون أي ردة فعل من " أبو ربحي " القريب منه ، اللهم انه أكتفى بالنظر إلى المشهد وصارخا بصوته وبشكل خافت مخاطبا العصفور بالقول " أصبر يا مؤمن ..أصبر يا مؤمن ..أصبر يا مؤمن ..." لينتهي المشهد القريب جدا من " ابو ربحي " والقط قد " بلع العصفور بلعا " ....!!!!

لا تستغربوا او تستهجنوا ردة فعله فهنالك من أمثال " ابو ربحي " البرجوازي في مجتمعنا اناس كثر ، فإذا كان ابو ربحي لا يأبه بالعصافير فهؤلاء البعض من "البرجوازيين" لا يأبهون بالبشر ، بلد يعاني الامرين في الغلاء والفقر والبطالة التي وصلت مستويات عالية من شبابنا ما زالت تبعاتها تنهش بالمجتمع وتستنزف القيم الرشيدة فيه مولدة حوادث وقصص مؤلمة من السرقات والتعديات وإنحلالا خلقيا وحالات متزايدة من الانتحار وتعاطي المخدرات في صفوف الشباب ما زال المجتمع يدفع الثمن ...وهؤلاء البعض من البرجوازيين مشغولين فقط في زيادة أرصدتهم بالبنوك وإقتناء السيارات الفارهة يراقبون عن بعد المشهد العام ولسان حالهم لهؤلاء " أصبر يا مؤمن " .

لقد فات هؤلاء ان التجارة المربحة هي التجارة التي تكون مع الله ...فلو قام كل مالك وصاحب مصلحة بتزكية امواله في تشغيل العاطلين عن العمل من المجتمع وهم كثر ، فحتما ستكون الجدوى الإقتصادية لمشاريعهم أكثر بركة في الرزق والصحة والعافية لاموالهم وانفسهم واولادهم والأجمل أن مجتمعنا سيتعافى من امراض البطالة ونتائجها الفتاكة فيه ، فإلى كل مواطن أردني شريف " صاحب مصلحة " الوطن في هذا الوقت بحاجة إليك فتقرب إلى الله في العاطلين عن العمل ولك الاجر إن شاء الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :