facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة الاستجداء والتسوّل الأكاديمي


د.زياد خليل الدغامين
16-03-2014 11:56 AM

باتت ثقافة الاستجداء من ملوثات العملية التعليمية في المدارس والجامعات، وأصبحت هذه الظاهرة تتحكم في سير العملية التعليمية وتؤثر فيها بشكل كبير، فما أن تدخل المحاضرات الأولى في كل مادة إلا وتستمع إلى الطلبة يسألون عن الامتحانات وهو سؤال مشروع لا ضير فيه، لكن يعقبه سؤال آخر عن مبلغ الزيادة في الدرجات التي سيمنحها عضو هيئة التدريس لكل طالب، ويذكرون أن الدكتور الفلاني زاد لطلابه خمس درجات، وفلان ثلاثة؟ فكم ستزيد أنت؟ ويحدث هذا عند كل امتحان، بل إن بعضهم قال لي: يا دكتور إن لكل إنسان من اسمه نصيبا وأنت اسمك زياد فكم ستزيد لنا؟ وليس هذا مقتصراً على طلبة البكالوريوس بل يشمل الدراسات العليا أيضاً !

يتودّدون ويستجدون مدرسهم ليرحم من في الأرض كي يرحمه من في السماء ! وكأنهم بذلك يطلبون تغيير مسمى الجامعات لتصبح جمعيات خيرية للبر والإحسان يمنح فيها الطلبة درجات لا يستحقونها، ينجحون فيها بلا عناء.

وعند كل امتحان كذلك يمارس الطلبة هذه الثقافة ويضغطون على المدرس بضرورة التخفيف من المقرر الدراسي، وحذف أكبر قدر منه، وهي استجداءات يرضخ لها المدرسون في الغالب إلا ما رحم ربي. ولا يكون ذلك إلا على حساب المقرر الدراسي.

ويمارس طلبة الدراسات العليا هذه الثقافة يستجدون الدرجة، ويستجدون التخفيف من المادة، ويتسوّلون فيسألون مدرسيهم موضوعات بحثية، لله يا محسنون! هل عندك موضوع يستحق الكتابة يمكن تسجيله لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه؟ هذا بعد أن ينهي الطالب دراسة المواد في كل مرحلة، إنه يخرج من دراسة هذه المواد مفلساً لا يستطيع أن يعثر على موضوع يكتب فيه ! وكأنّ تلك المواد لم تؤهله لاختيار موضوع معين! فلا يجد من نفسه القدرة والكفاءة أن يختار موضوعاً ذا بال ينجز فيه تلك المرحلة.

والفاجعة الأكبر في هذه الظاهرة الأخطر أن يكون بعض أعضاء هيئة التدريس هم من يمارس هذه الثقافة، ثقافة الاستجداء والتسوّل ! أيعقل هذا ؟ أجل، فبعضهم يقرر كتابه الخاص للتدريس ويلزم الطلبة بشرائه، والويل لمن لا يشتريه ! حتى إنّ بعضهم قال لطلابه: أترضون لي الخسارة ؟ لأن بعض الطلبة لم يشتر المذكرة التي كتبها. وكأن وظيفته تحولت من معلم صاحب رسالة إلى تاجر بائع كتب، هذا دون أن تخضع تلك الكتب والمقررات لتقييم علمي صارم، فالكتاب الجامعي – كما هو معلوم- له مواصفات وشروط خاصة.

وقد يستجدي عضو هيئة التدريس رضا الطلبة فيكرمهم بالدرجات العلى، لما أنّ الكرم من أخلاق العرب ! لأسباب، منها: أن يضمن تسجيلهم عنده في كل فصل، وخصوصاً في الفصل الدراسي الصيفي. أو أنّه يسعى لشهرة أو شعبية عندهم. أو أنّه ينتظر منهم ردّ الجميل عندما يقوم هؤلاء الطلبة بتقييمه في نهاية الفصل الدراسي، فيرفعون تقديره ليقترب من الكمال بحيث يتجاوز في مستوى الأكاديمي مستوى الأساتذة في جامعة هارفارد مثلا. ويبلغ الاستجداء ذروته حين يوعز بعضهم إلى الطلبة بضرورة الكتابة إلى الجهات المعنية لطرح مادة معينة عنده نظراً لعالميته وقدرته الفائقة وخبرته الواسعة في التدريس .. وليس لذلك من تفسير إلا أنه استجداء!

فإذا كانت الوسط الأكاديمي بات يرزح تحت نير هذه الظاهرة فكيف يمكن أن تتم عملية التقييم الصحيح للطلبة؟ بل كيف تتم عملية التقييم لعضو هيئة التدريس؟ لقد أصبح الأستاذ الناجح عند الطلبة هو من يكرم طلبته بالدرجات، ولا يرصد الحضور والغياب، ويحذف نصف المقرر الدراسي، ويتأخر عن محاضراته ويبكر بالخروج منها، أو يعتذر عن بعضها... فكيف يمكن أن ترقى المعرفة وتتقدم؟ وكيف يمكن أن يكون التعليم وسيلة بناء لا معول هدم؟ وهل لدى جامعاتنا نية أو رغبة أو عزم على الإسهام في الصعود إلى القمر!! ومتى يكون ذلك!
وإذا علم أن وزير التربية والتعليم المحترم قد كشف عن حقيقة مذهلة حين ذكر أن طلبة الصفوف الثلاثة الأولى لا يجيدون القراءة والكتابة، فما عسى وزير التعليم العالي أن يقول حين يعلم أنّ طلبة الجامعات مع ثقافة الاستجداء هذه سيتخرجون منها دون أن يميز بعضهم بين الفاعل والمفعول !





  • 1 أ.د. زياد خليل الدغامين 18-03-2014 | 08:16 AM

    إلى محمود العلي
    لو كنت صادقا لأفصحت عن هويتك الحقيقية وكشفت عن اسمك أنا لم أدرس طالبا بهذا الاسم طيلة ثلاث سنوات قضيتها في أم القرى، وإن كنت مدرسا فلا ترجمن بالغيب

  • 2 أ.د. زياد خليل الدغامين 18-03-2014 | 08:58 AM

    إلى رقم 8 محمود العلي كفاك إثما أن تحتجب وراء أسماء موهومة، فلم أدرس طالبا ولم أعرف أستاذ بهذا الاسم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :