facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مع جلالة الملكة في يوم المرأة


بلال حسن التل
16-03-2014 02:08 PM

كان لافتاً للنظر الطريقة التي أحيت بها جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم العالمي للمرأة.. في الثامن من الشهر الحالي، حيث لم تذهب جلالتها إلى أحد فنادق الخمس نجوم لتلتقي بسيدات يُتقنَّ فن الحديث المنمق عن حقوق المرأة ومطالبها، وفق ما قرأنه أو سمعنه من وسائل الإعلام، دون أن يكون لهن إلمام بحقيقة أوضاع المرأة الأردنية، وما تحققه في الأطراف بعيداً عن صخب العاصمة وأضوائها وبهارجها، التي تخدع انظار الآخرين، لكنها لم تستطع خداع نظر الملكة رانيا عن مكامن القوة الحقيقية للمرأة الاردنية الكامنة في الأطراف، وفي ميادين العمل الحقيقية، لذلك تركت جلالتها بعض الذين لا يتذكرون المرأة إلا في مناسبة يومها العالمي، فيكثرون من التنظير، واختارت بدلاً من ذلك، أن تلتقي كوكبة من السيدات الاردنيات المتميزات، اللواتي حفرنَ بالصخر ليحققنَ انجازات، وليصنعن التغير الحقيقي في حياتهن وحياة محيطهن بالممارسة العملية، وليس بشقشقة الألسن فصار من حق الملكة أن تفاخر بهن الدنيا، خاصة وأن هؤلاء المتميزات يجمعن على أن جلالتها هي ملهمتهن وسندهن الحقيقي.

إن كل من تابع حوار جلالتها مع السيدات اللواتي التقتهن، لم يكن بحاجة الى كبير عناء ليكتشف أن جلالتها تتابع متابعة حثيثة مشروعات هؤلاء السيدات، وترتبط معهن بذكريات حميمة، فيها الكثير من المحبة والألفة والتواصل الشخصي المباشر والحميم، الذي يحفزهن للمزيد من النجاح وهذه من المزايا القيادية التي تتمتع بها الملكة رانيا، هي التي مكنتها من اكتشف مواطن القوة الحقيقية للمرأة الاردنية، فذهبت اليها في مواقعها في الأغوار، وعلى رؤوس الجبال في عجلون، وعلى أطراف الصحراء في معان بل وفي عمق الصحراء أيضاً فكل من يتابع انجازات المرأة الاردنية الحقيقية والعملية يكتشف بسهولة أنها تأتي من هناك.

فالأردنيات في الأغوار والبوادي والريف والبادية هن اللواتي نافسنَ باصرار وشجاعة. ووصلنَ قبل نساء العاصمة وغيرها من المدن الكثيرة الى قبة البرلمان، والى مجالس البلدية عن طريق صناديق الإقتراع، بينما نساء العاصمة يتئكن كثيراً على الدعم غير المنظور للوصول، وينظّرن كثيراً عن حقوق المرأة، دون أن يفعلن الكثير لصنع تحولات حقيقية للوصول الى هذه الحقوق، بعكس نساء الأطراف اللواتي صرنَ عضوات منتخبات في البرلمان والبلديات وذهبنَ الى أبعد من ذلك، فأقمنَ المشاريع الزراعية المنتجة، وأقمنا الصناعات الغذائية التي صار دخلها يكفيهن وعائلاتهن وأقمنَ...... وأقمنَ..... وتركنَ الثرثرة للأخريات. وهؤلاء اللواتي إلتقتهن جلالتها بمناسبة يوم المرأة العالمي يبرهن أن العاملات بصمت وجِدّ هن اللواتي يحققن الإنجاز ويصنعن التغيير الحقيقي.

والأردنيات في الأطراف وهن يحققن كل هذه الإنجازات، لم يفتعلن معارك مع الرجل، أباً كان أو زوجاً أو أخاً. فقد كان من الواضح أنهن لقينَ كل دعم ومؤازرة من هؤلاء الرجال، بل لعلنا نلحظ دائماً أن هناك إنحيازاً دائماً من الرجال نحو النساء، بينما نجد عزوفاً من المرأة عن مناصرة المرأة في كثير من الأحيان، وصناديق الاقتراع في الإنتخابات خير دليل على هذه الحقيقة..

ليس بالأمر الغريب أن تأتي النساء المتميزات اللواتي إلتقتهن جلالة الملكة رانيا من الأطراف. وأن تتحدث هؤلاء النسوة عن دعم اقاربهن من الرجال لهن، فعلى العكس مما هو شائع في ثقافة بعض المتصديات لقضايا المرأة في بلادنا، فإن الحقيقة تقول: إن المرأة العربية والأردنية جزء منها، كانت على مدار التاريخ قوة اقتصادية منتجة وفاعلة، وإن تقاليدنا الإجتماعية لا تحول بين المرأة والعمل، وإن كانت صورة مشاركة المرأة في العمل تتأثر بالمستوى الثقافي والإقتصادي للمجتمع في كل فترة من فترات التاريخ، تماماً مثلما يتأثر الرجل بهذا المستوى، لذلك فإن علينا أن نوجه جهودنا الى النهوض بالمجتمع وبوعيه لينهض هذا المجتمع برجاله ونسائه، بدلاً من أن نفتعل معركة بينهما، فتكون النتجية مزيداً من التخلف الناتج عن التشرذم، ذلك أن الجزء الأكبر من مشاكل المرأة الأردنية هو جزء من مشاكل المجتمع الاردني بشقيه الذكوري والأنثوي، خاصة تلك المتعلقة بالإقتصاد، وبفرص العمل، وبالتعرض للعنف، كما أن الجزء الأكبر من هذه المشاكل هو إفراز خلل ثقافي، انتج خللاً في منظومة القيم، خاصة في جانبها السلوكي، وهذا يعني أن علينا أن ننظر إلى قضية المرأة في بلادنا على أنها جزء من معركة الوعي الإجتماعي، الذي يجب أن نعيد بناءه على أسس سليمة لننهض بمجتمعنا بكل أفراده من الرجال والنساء.

وإذا كانت منظومة التقاليد، لا تحول بين المرأة والعمل حتى في زراعة الأرض، ورعاية الماشية، وغير ذلك من المهن التي يعرفها المجتمع، فإن القيم الإسلامية التي هي مصدر للكثير من عاداتنا الاجتماعية، لا تمنع المراة من العمل، ويكفي أن نتذكر أن اول محتسبة في الاسلام تولت مراقبة الأسواق في عهد سيدنا عمر بن الخطاب كانت إمراة، وقبل ذلك علينا أن نتذكر أن الإسلام أقرَّ للمرأة بالذمة المالية المستقلة، فعملت المرأة في ظل الإسلام، في سائر النشاطات الإقتصادية الحلال، ولم نجد من فقهائنا من ينكر على المرأة عملها، وقبل ذلك كله يجب أن نتذكر أن تكريم المرأة في الإسلام هو عبادة وتقرب إلى الله..

لذلك علينا أن نفهم منظومة قيمنا لتكون مصدر إلهام لنا، ونحن نعمل على بناء مجتمعنا وإشراك المرأة في هذا البناء، وهو ما تسعى إليه جلالة الملكة رانيا العبدالله، التي عرفت مواطن القوة فذهبت إليها واستنهضتها فكانت قصص النجاح التي صار من حق جلالتها أن تفتخر بها.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :