facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طبيعة الخلاف العربي- العربي "منظور خلدوني"


عبدالعزيز الخاطر
17-03-2014 08:51 PM

لا يمكن التوقف في الحديث عن الخلافات العربية- العربية عند اسبابها الظاهرة،لأن هذه الاسباب ذات طبيعة بنيوية عميقة تصل الى تخوم تأسيس الدولة العربية وطبيعة هذا التأسيس, ولنا هنا بعض الملاحظات:

أولا: الدولة العربية دولة «عظامية» في تشبيه لها بالانسان العظامي مقارنة بالانسان «العصامي», بمعنى أنها تفترض أحقية تاريخية مطلقة اطلاقا من رؤية الزعيم الذي يفكر بالنيابة عن شعبه،لذلك رأينا ان الخلاف بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر أصبح خلافا بين السعودية ومصر, والخلاف بين صدام والاسد صار خلافا بين العراق وسوريا...الخ.

ثانيا: عظامية الدولة الجمهورية جاءت من المرجعية الثورية، بينما عظامية الدولة القبلية جاءت من المرجعية النفطية،ففكرة الثورة أسست بناء عظاميا اسمه مجلس الثورة لا يخرج عنه الحكم الا نادرا بل يمثل مرجعية عند الخطوب ,كما في الجزائر, وإمتلاك النفط اسس لبناء عظامي عائلي يتناسل.

ثالثا:الدولة العصامية تمر بالتاريخ وتفاصيله وتسدد ضرائبه،بينما الدولة العظامية تتعالى عليه وعلى تفاصيله عند الخلاف, لذلك ترى الخلاف الغربي الغربي ليس خلافا على الوجود بقدر ما هو خلاف على التفاصيل،بينما الخلاف بين دولنا العظامية خلاف يصل الى مرحلة الوجود.

رابعا: الدولة العظامية دولة دينية سواء كدين أو كأيديولوجية سياسية لانها تحتاجه لاستمرارها, بينما الدولة العصامية تقوم على السياسة والحوار.

خامسا: معظم محاولات الشعوب العربية للإنتقال للدولة العصامية, التوافقية المعتمدة على بنية مشتركة توافقية, تسرق لتتحول الى دولة عظامية ذات وصية تاريخية أو دينية, والربيع العربي دليل واضح على ذلك.

سادسا: مجتمع الدولة العظامية, مجتمع عاطفي أكثر منه عقلانيا،ينهار عندما يموت الزعيم, وفاة عبدالناصر شهدت اكبر جنازة في التاريخ، وبعد عام جرت عملية تصفية شاملة لتراثه, وبسبب موت زعيم كوريا الشمالية مؤخرا بكت الناس في الشوارع بكاء لم اشهد مثله في التاريخ.

سابعا: وسائل الإعلام في الدولة العظامية وكلاء دفاع وشهود لم يشاهدوا شيئا, وأشهر مثال البرافدا الروسية وتشرين السورية وصحف معظم دول الخليج العربية, والمجتمع وكيل معتمد للدفاع وهو آخر من يعلم،بينما في الدولة العصامية وسائل الاعلام تكشف الخلل وتحاور وتبحث عن الاسباب بموضوعية،فالدولة العظامية لا تُحاسب من قبل مجتمعها, بينما الدولة العصامية عرضة للحساب والاحلال، والتغيير.

ثامنا:ليس من حق المجتمع في الدولة العظامية أن يسأل عن التفاصيل، بل يدافع عن النتائج، شعوب دول الخليج مثلا لا تعرف تفاصيل الخلاف بالضبط بين الانظمة, لا يستطيع اي مواطن سعودي مثلا ان يثبت ان قطر تتدخل في الشؤون السعودية سوى ما يسرب عمدا او سرا من تفاصيل أو يختلق اختلاقا. ولا يملك أي مواطن قطري أو إماراتي اثباتات واضحة دامغة عن طبيعة الخلاف بين الدولتين الشقيقتين سوى خطبة القرضاوي وهذا امر يمكن تجاوز، بفصل مايكرفون النقل مثلا.

تاسعا: الخلاف في الدولة العصامية «التي مرت بتجربة تاريخيةأوجدت دولة مواطنة» ليس موضوع غزو يفاجئ الجميع ليلا أو يستيقظ المواطن على وقع دبابات في شوارع بلده وهو ذاهب لممارسة عمله كما وقع في الكويت وفي ربيع براغ في الستينيات. هو موضوع يطرح على طاولة البرلمانات ويبحث كثيرا حتى يفتقد عنصر المفاجأة التي تسبق الكارثة و لذلك قيل الديمقراطيات لا تتحارب.

عاشرا:الخلاف العربي- العربي سيظل افراز ا لطبيعة الدولة العربية الخلافية التي تناكف تيار العصر بمرجعياتها العظامية،الثورية منها أو الوراثية النفطية, لذلك يلجأ المجتمع ويحتفي بالظاهرة الصوتية لسد الفراغ البنيوي المفقود، لذلك فانتصار محاور على آخر صوتيا يعد انتصارا للدولة وكأنها مباراة في كرة القدم، لذلك فالمجتمع في حالة تشجيع من على المدرجات والنصر والهزيمة واردان بقدر الله، والكرة أجوال كما كان يقول الكابتن «لطيف» رحمه الله. الوطن القطرية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :