facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موت المفاوضات


سمير حجاوي
06-04-2014 02:47 PM

على الرغم من وصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى طريق مسدود، فانها تتارجح ولا تسقط، وتحتضر ولا تموت، لان الراعي الامريكي يحاول مدها باجهزة التنفس الاصطناعي للحيلولة دون موتها النهائي، فالجميع حريصون على عدم اعلان "وفاة المفاوضات"، ولكل طرف من الاطراف اسبابه الخاصة.

الا المصيبة الكبرى في محاولة اطالة هذه المفاوضات العبثية، رغم توقفها مرحليا، هو تحولها من مفاوضات للبحث عن حلول تعيد للفلسطينيين حقوقهم السليبة إلى مجرد "مفاوضات للمفاوضات"، فالمهم ان تستمر حتى ولو كانت مشلولة وغير قادرة على الحركة او تحريك اي شي، مما يسبب المزيد من المعاناة والشقاء بالنسبة للفلسطينيين المعذبين في الارض.

ما يهم الكيان الإسرائيلي هو استمرار التنسيق الامني بين سلطة محمود عباس والاجهزة الإسرائيلية، والحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية، ومنع اي انفجار على الارض،وكذلك توفير غطاء دولي للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار بالاستيطان وتهويد الضفة والقدس دون مسائلة على اعتبار ان هذه الامور تندرج تحت بند "قضايا الحل النهائي" وبالتالي لا يجوز فرض حل على احد الطرفين، وبما ان الكيان الإسرائيلي هو الاقوى فهو قادر على فرض كل ما يريد على الجانب الفلسطيني، في حين لا تجد سلطة عباس مفرا من الاستجابة للاملاءات الإسرائيلية لانها الطرف الاضعف، كما حدث عند استئناف المفاوضات العبثية دون وقف الاستيطان، وهو الشرط الذي وضعته سلطة عباس ثم تنازلت عنه لاحقا، اي ان سلطة عباس تستلم للارادة الإسرائيلية دون مقابل استراتيجي.

في الجهة الاخرى تحولت هذه المفاوضات العبثية إلى مبرر للوجود بالنسبة لسلطة محمود عباس، في ظل الغاء الخيارات اخرى، وبالتالي فان موت المفاوضات يعني ايضا موت سلطة عباس، وهو ما لا يريده هذا الرجل السبعيني الذي لا يملك اي شرعية نضالية لقيادة الشعب الفلسطيني، وهذا الموت قد يجر الويلات على حركة فتح التي وفرت المظلة لعباس من اجل التفاوض على امل تحقيق اي انجاز على الارض، وهو ما فشل بتحقيقه منذ بدء المفاوضات، فهو يقود سلطة غارقة في الفساد والديون، وعاجزة امام الاحتلال وما يقوم به من اغتيالات واحتلالات في الاراضي التابعة نظريا لسلطته، وهو عاجز عن تقديم اي امل للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وعاجز عن حماية المدينة المقدسة وعن توفير الحماية للفلسطينيين الذي يموتون جوعا في مخيمات سوريا او العراق او الذين يتم التعامل معهم كمجرمين في مصر، واذا ما اضيف على هذا العجز فشل الخيار الاستراتيجي المتمثل ب"عملية السلام"، فان هذا يعتبر بمثابة عملية انتحار.

لا امل ابدا من تكرار انني لا اثق بعباس، لانه لا يوجد في سجله سوى الاخفاقات والتنازلات عن حقوق الشعب الفلسطيني، فهو الذي يؤمن بالتفاوض كحل وحيد لا ثاني له حتى لو قضم الكيان الإسرائيلي كل فلسطين وهودت كل الارض وحولت المسجد الاقصى إلى كنيس وطردت كل السكان واعتقلت كل الشباب.

اما الطرف الثالث في المعادلة، اي الراعي الامريكي، فيبدو انه يعتمد استراتيجية "بقاء الحال على ما هو عليه حتى اشعار اخر" دون توجيه اي لوم للكيان الإسرائيلي، بل وتوفير درع حماية لهذا الكيان، ومحاولة ارضاء سلطة عباس ببعض الوعود المعسولة التي سرعان ما ينفيها الزعماء الإسرائيليون كما حدث اكثر من مرة، وهذه الاستراتيجية لا تكبد الامريكيين الكثير من الخسائر، فهم مشغولون ب"التناوش" مع روسيا حول اوكرانيا واوروبا الشرقية اكثر من اهتمامهم بالوضع في فلسطين المحتلة لان الاحتلال الإسرائيلي لا يواجه اي خطر حقيقي، وبالتالي فان هذه القضية لا تحتل "اولوية عملية" للراعي الامريكي، وهذا ما يفسر تلويح الامريكيين بالانسحاب من رعاية المفاوضات، وهو ما جعل سلطة عباس "تدب الصوت": لا تتركونا وحدنا، والا فان حماس ستسيطر على الضفة الغربية كما سيطرت على غزة، وعندها ستصبحون وجها لوجه امام حماس، وهي ذات المخاوف التي تعبر عنها بعض القطاعات الإسرائيلية التي ترى ان الافراج عن 26 اسيرا فلسطينيا ليست اكثر من "قطعة حلوى" تقدم للجانب الامريكي والفلسطيني، سيحصل الكيان الإسرائيلي مقابلها على اطلاق سراج الجاسوس الامريكي الإسرائيلي "جوناثان بولارد" وعلى وقت اطول للمفاوضات الضرورية كغطاء لبناء المزيد من المستوطنات واستكمال تهويد القدس، وهي الرابحة في كل الاحوال.

هذه المفاوضات العبثية تكبد الشعب الفلسطيني خسائر فادحة، من الدم والدموع والارض والتشريد والقتل والاستهداف والاهانة، وهي تفتت الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، وتكسر اماله وطموحاته وحقوقه التي قاتل من اجل استعادتها منذ 65 عاما، وهذا ما يحتم على القوى الفلسطينية كلها التصدي لهذا العبث الذي يدمر الشعب الفلسطيني، ومواجهة استراتيجية محمود عباس الرامية إلى تفكيك "الحقوق الفلسطينية" بل والوجود الفلسطيني كله، واعتماد المقاومة خيارا استراتيجيا لانقاذ الشعب الفلسطيني من الضياع بعد ان جرب الفلسطينيون المفاوضات 22 عاما بلا طائل.
(الشرق القطرية)





  • 1 مهاوش 06-04-2014 | 04:04 PM

    صح لسانك.

  • 2 معاني .... 06-04-2014 | 06:44 PM

    في اللغة العبرية لايوجد مرادف لكلمة مفاوضات والقاموس واللغة العبرية لاتعرف إلا كلمة مساومات وبذالك ستستمر المساومات الفلسطينية الإسرائيلية الى مالانهاية

  • 3 07-04-2014 | 01:51 AM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :