عمون - أعلن المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون السيد رمضان الرواشدة، أن المشاهد سيلمس تطورًا كبيرًا على شاشة التلفزيون الأردني من حيث المستوى الفني، ومن حيث المضمون محددًا بداية شهر تموز القادم موعدًا لانطلاقة جديدة للتلفزيون الأردني، جاء ذلك في ندوة «الدور المجتمعي للتلفزيون الأردني في ظل تطور الإعلام العربي» التي نظّمها مركز «البيرق الأردني للدراسات والمعلومات» وأدارها رئيس المركز بلال حسن التل وشارك فيها إعلاميون وفنانون وأكاديميون.

وقال الرواشدة: إن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تنفذ الآن خطة لتحديث البنية الهندسية للتلفزيون الأردني، بكلفة 21 مليون دينار أردني، حيث تُجرى عملية تحديث واسعة للاستوديوهات والكاميرات وسائر المعدات الهندسية، ليتمكن التلفزيون الأردني من مواكبة تطورات العصر.. علمًا بأن الأجهزة التي يعمل بها حتى الآن منتهية الصلاحية، وخرجت من الخدمة منذ عشر سنوات على الأقل.

وأضاف الرواشدة: إنه بموازاة إعادة البناء الهندسي، والفني لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون يُجرى إعادة هيكلة المؤسسة إداريًا، حيث تم وضع هيكل تنظيمي جديد للمؤسسة يتضمن تحديدًا دقيقًا للوظائف ولمواصفات ومهمات شاغليها بما يعرف بالوصف الوظيفي، وقد مر النظام الجديد للمؤسسة بكل مراحله الدستورية، وصدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة عليه في مطلع نيسان الجاري، حيث ستبدأ المؤسسة قريبًا بإعادة تسكين موظفيها وفق الهيكل الإداري الجديد. مع السعي المتواصل لتطوير إمكانياتهم الفنية والإدارية وذلك في إطار الحرص المتواصل على تدريب كوادر المؤسسة في الداخل والخارج.. وفي هذا السياق وقّعت المؤسسة اتفاقيات تدريب مع محطتي (B.B.C) و(مونتي كارلو).

وقال الرواشدة: إنه وتزامنًا مع التطور الفني والإداري للمؤسسة سوف يلمس المشاهد للتلفزيون الأردني تطورًا كبيرًا في برامج التلفزيون حيث ستُجرى جراحة للكثير من البرامج بهدف تطويرها، وستعتمد المؤسسة أسلوبًا جديدًا للبرامج بهدف تقديم ما هو أفضل للمشاهد الأردني، خاصة وأن ثورة الاتصالات وكثرة القنوات، أحدثت تطورًا كبيرًا في علاقات المشاهد مع القنوات؛ فلم يعد ولاء المشاهد للمحطات بل للبرامج التي أصبحت خياراته فيها واسعة، وهو ما يدفع التلفزيون الأردني إلى تقديم المزيد من البرامج المتميزة، وفي هذا الإطار ستقوم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني بإطلاق قناة جديدة يكون فيها الاهتمام بالشباب هدفها الرئيسي، وستقدم القناة الجديدة برامج متنوعة–ثقافية، وترويحية، وحوارية–بأسلوب قادر على جذب الشريحة الأكبر من أبناء المجتمع الأردني. كما نسعى لاستعادة دور التلفزيون الأردني في خدمة الدراما الأردنية. وفي هذا الإطار وعلى الرغم من شح الموارد المالية وقّعت المؤسسة اتفاقيتين؛ الأولى: مع نقابة الفنانين الأردنيين، والثانية مع اتحاد المنتجين الأردنيين وقامت مؤخراً بإنتاج مسلسل «المبروكة».. وسنبذل كل ما في وسعنا للمساهمة في إعادة الألق إلى الدراما الأردنية.

وكان الرواشدة قد أكد في مستهل حديثه أن التلفزيون الأردني قناة محلية تبث فضائيًا، وأن هدفها هو المشاهد الأردني حيثما كان، وهذا يحمل التلفزيون الأردني مسؤولية كبرى. فبالإضافة إلى مهمته في إيصال رسالة الدولة الأردنية إلى مواطنيها، والى العالم، فهو يعمل على إيصال صوت المواطن إلى المسؤولين في الدولة. وأضاف: إن إحصائيات الرأي العام تشير إلى أن التلفزيون الأردني يحتل المرتبة الأولى من حيث الأخبار المحلية بالنسبة للمشاهد الأردني، وانه بمقياس المحطات التلفزيونية الأرضية أفضل بكثير من غيره على الرغم من الصعوبات التي يواجهها، وفي مقدمتها الموارد المالية.

كما استعرض المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون أثر ثورة الاتصالات مع الإعلام العربي، وكذلك أثر ما يسمى «بالربيع العربي» على هذا الإعلام، مؤكدًا أن «الربيع العربي» نسف مفهوم الموضوعية والحياد، وكشف انحياز الكثير من القنوات العربية على حساب الموضوعية، والنزاهة، والحيادية، والمهنية.

فصارت الحقيقة غائبة عن الإعلام العربي، كما نسفت أحداث «الربيع العربي» مفهوم «الشاهد العيان» الذي كان من أهم مصادر توثيق المعلومات قبل أن تزوّره بعض الفضائيات العربية في إطار تزويرها للأحداث والوقائع. في ظل نمو دور «المواطن الصحفي»، الذي مكنته ثورة الاتصالات، خاصة في مجال الهواتف الذكية من ان يكون مصدرًا رئيسًا للمعلومات.. مما يعني أن على وسائل الإعلام أن تكون أكثر مهنية لإقناع المتلقي.
(الرأي)