facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل الشعب الأردني عنصري وغير متسامح؟


د.محمد غزيوات الخوالدة
19-04-2014 04:01 PM

بات من السهل على القارئ الأردني ملاحظة ظاهرة سلبية تفشت بشكل أفقي وعامودي في غالبية مجتمعنا الأردني إلا وهى ظاهرة العنصرية وعدم التسامح والتعايش وقبول الأخر , لا بل فقد وصلت عند البعض إلى طعن وقتل الشخصية وتدميرها من خلال تشويه السمعة , و للأسف فقد بات الكثير من الناس يصدق ما يسمع بدون تمحيص أو تأكد من الخبر ويرتكب بهتانا كبيرا , وعلية فقد بات من الضروري أن نشر ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر المختلف في مجتمعنا الأردني في الدين والسياسة حيث أصبحت حاجة أساسية وملحة وخاصة في ظل هذه الظروف الحساسة والحرجة التي يمر فيها وطننا الأردني، ويجب زرع هذه الثقافة في نفوس وعقول الجيل الناشئ، لأنها تساهم بشكل فعال في خلق جيل واع قادر على معرفة الخبيث من الطيب و تحمل أعباء المسؤولية بشكل ايجابي وسليم، لأن مثل هذه الثقافة تشكل ترسيخاً قوياً لمعالم الوحدة الوطنية الأردنية التي ينبغي بناؤها على أساس من الثقة وبعيداً عن الهواجس وحسابات الربح والخسارة.

فثقافة التسامح وقبول الأخر هي ثقافة إنسانية، تقوم على الحقيقة الإنسانية المتسامحة البعيدة عن التطرف والغلو وإلغاء الآخر, وهنا لا بد من الإشادة ببعض الشخصيات الدينية والتاريخية المتسامحة فرسولنا الكريم علية السلام صاحب المقولة الشهيرة المتسامحة إلى قريش "اذهبوا فأنتم الطلقاء" بعدما أذاقوه مر العذاب وطردوه من دياره، والسيد المسيح علية السلام صاحب المقولة المؤثرة "من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"، و المهاتما غاندي صاحب سياسة المقاومة السلمية (فلسفة اللاعنف) وتسامحه ومقولته "أين يتواجد الحب تتواجد الحياة", وإن اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان وهو أعظم من ما أبدعه الإنسان ومن أكثر الأسلحة قدرة على تدمير الشر, توفي مقتولاً برصاص شخص هندوسي متعصّب لم ترق له عظمة التسامح الغاندي , والمجتمعات الغربية تعيش أبهى أيامها وازدهارها هذه الأيام, لارتكازها على قيم التعددية لذلك نرى بأن السبب الكامن وراء استقرارها النسبي وغناها الثقافي يعود إلى حقيقة أنها لا تعتمد على عقيدة سياسية وحيدة أو وجهة نظر واحدة .

ولا يتحقق التسامح وقبول الآخر في وطننا الأردن، إلا بالحوار والتواصل بين جميع مكونات شعبنا الأردني، والمشاركة الحقيقية في صناعة واتخاذ القرار، لأن إقامة حوار بناء، وخلق فضاء للنقد والفكر المستقل يجعل من السهل أن يسود مجتمعنا الأردني حالة من الاستقرار والسلام والتعايش مهما اختلفت اطيافة ومعتقدات أبنائه.

إن الحوار والتواصل الدائم ضمن فئات مجتمعنا الأردني هو الطريق الصحيح لحل كافة القضايا العالقة على ساحة هذا الوطن، وهو الخيار الوحيد عن فرض الرأي بالعنف والقوة، وبالحوار نحافظ على التواصل والمحبة والسلام، ونعمق معاني الديمقراطية والتعاون، ولا يكفي لنجاح الحوار مجرد الدعوة إليه دون اتخاذ خطوات عملية تترجم ما اتفق عليه من قبل الأطراف المتحاورة على أرض الواقع، وتنمي الثقة بين المتحاورين، فإذا لم يطمئن المتحاورين إلى المصداقية في إجراء الحوار، وإذا لم تستبعد العوائق والموانع فيصبح الحوار بدون غاية أو هدف ويصبح حواراً ديماغوجيا و بيزنطيا، أو مجرد حوار من اجل الحوار.

إن مجتمعنا الأردني والحمد لله متجانس ثقافياً بشكل عام وهذا يجعله يتمتع بقوة مميزة خاصة به، تساعده على خلق مناخاً تشترك فيه الثقافات المختلفة لحوار مثمر يعود بالنفع على الجميع، ويساعد على إقامة حس وطني و مجتمعي تكافلي متساويا، وبذلك يسهل عملية التواصل الداخلي بين أبناءه، ويغذي ثقافة التواصل بدلا من التناحر والعنصرية وإقصاء الأخر ويزودها بروح الحياة.

إن الرسالة الموجهة إلى جميع أبتاء مجتمعنا الأردني ومن شتى الأصول والمنابت إلى قبول بعضنا البعض ولا يعني بالضرورة الانسلاخ عن ثقافتنا أو معتقداتنا السياسية والدينية، إنما هو إقرارنا بوجود الاختلاف وقبولنا لبعنا البعض، بشرط أن لا تكون هذه الثقافة تسلطية دكتاتورية وانتهازية مبنية على حساب حقوق الآخرين أو وجودهم، كما ويجب النظر إلى الآخر المختلف معه من دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو القومية أو الخلفية الاجتماعية أو الاتجاه السياسي أو أي سبب آخر، وطالما أن الاختلاف لا يكون على حساب وجود الآخر أو حياته، فالآخر هو فرد مواطن، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، فيجب احترام ثقافة الاختلاف والعمل على تعزيز قبول ثقافة الآخر المختلف مهما بلغت درجة الاختلاف، وتفعيلها بشكل طبيعي بما تنسجم مع واقعنا الأردني ومتطلباته.

إن قيم التسامح وفهم الأخر قامت عليها مبادئ الأنبياء والمصلحين من أمثال المهاتما غاندي وفولتير ولهما اتجاهان اخذ وعطاء وتفاعل ايجابي مع القيم الإنسانية فأن غابت هذه القيم تنعدم إمكانية تكافؤ الفرص في التعبير عن الرأي, و تنقطع فرص الحوار والتواصل بين مكونات مجتمعنا الأردني, وإن افتقادنا لسلطة القانون والتسامح والحوار يوقع الضرر على الجميع بدون استثناء.

إن نعترف ونقر ونتسامح مع الآخر هو أمر جيد ومقبول نظرياً في مجتمعنا الأردني ولكن يجب العمل من أجل ترسيخ قيمة هذه الثقافة وتطبيقها في الحياة اليومية بشكل يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء.

ومن أجل العمل على نشر هذه الثقافة لا بد من أن تقوم جميع مؤسسات مجتمعنا المدني الأردني باتخاذ بعض الخطوات العملية الجادة في هذا المجال منها على سبيل المثال تبني برامج علمية وتربوية لتنمية الوعي المجتمعي, وإدراج قيم التسامح والمحبة وقبول الأخر ونبذ العنصرية في مناهجنا التعليمية الأردنية لإعداد مواطنين صالحين قادرين على التعامل مع المستجدات على الساحة الوطنية الأردنية وكذلك استخدام كافة وسائل الإعلام الحكومي والخاص المرئي والمسموع والمكتوب من اجل نبذ كافة أشكال العنصرية والتطرف والتخلف والتشدد في مجتمعنا الأردني.
إن تفعيل القانون من اجل تأكيد قيم التسامح وقبول الآخر، واللجوء إلى الحوار وإلغاء فكرة شطب الآخر، يعتمد على استعداد كافة جهات مجتمعنا الأردني التي تريد بناء مستقبلها على أساس تغليب المصلحة الأردنية العليا على الخلافات الشخصية والعشائرية والسياسية والمشاعر السلبية البعيدة عن التعقل والتروي في نتائجها.

وبالرغم من بعض الإحباطات نلاحظ أن هناك تصميماً واضحاً لدى كافة المهتمين والغيورين الأردنيين العاملين بشأن العام سواء كان على المستوى السياسي أو الاجتماعي على حرية الإنسان وحقوقه المشروعة في الاستمرار بالعمل والنضال الدؤوب وبالوسائل المتاحة والممكنة في نشر هذه الثقافة مهما كان الثمن، وبفضل العولمة والتقنية الحديثة، لا يمكن لمجتمعنا الأردني اليوم عزل نفسه عن محيطة الخارجي، خصوصاً مع انتقال الأشخاص ورأس المال والتكنولوجيا والأفكار بحرية عبر الحدود وبالتالي إنتاج أشكال جديدة للتفكير والحياة.





  • 1 19-04-2014 | 07:33 PM

    نعتذر

  • 2 19-04-2014 | 07:48 PM

    نعتذر

  • 3 عنصرية بدمنا من شتا الأصول والمنابت 19-04-2014 | 08:01 PM

    بتطلع مع شوفير تكسي يقولك انت اردني فلسطيني ولا ! حتى انت يا وديييييييع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :