لا يُنكر على الشركات المنتجة والمعبئة للزيوت النباتية ، وغيرها من الشركات سعيها لتسويق وترويج منتجاتها بالطريقة التي يختارها المسوقون والمنتجون ، من ذكر لمزايا لا تعد ولا تحصى لقيمة هذا المُنتَج أو ذاك ، لكن ُينكر على معظمهم الإيقاع بالمستهلك عن طريق مغالطات علمية ، فاللازمة الموسيقية التي يعزفها المنتجون والمعلنون للزيوت النباتية بشتى مصادرها تبدو وكأن زيتهم النباتي ماركة " كذا " خال من الكوليسترول ، وتكتب عبارة " خالي من الكوليسترول " بخط كبير وواضح ، ويتم التوكيد على ذلك في الإعلانات والدعايات التي تبث عبر الإذاعة والتلفزيون ، وكأن الزيت النباتي من الماركات الأخرى يحوي هذه المادة المؤذية ( عند وصولها لنسبة معينة بالدم ) . ولعلمهم أقول : إن زيت " البريك " وزيت " الكلاتش " بل وكل الزيوت المعدنية الأخرى تخلو من الكوليسترول ، وليس الزيوت النباتية فقط ، لأن الكوليسترول لا يوجد إلا بالدهون الحيوانية فقط ، ومنها جلد الدواجن ، ودهون لحوم الحيوانات ، والحليب غير منزوع الدسم بكافة منتجاته ومشتقاته ، وصفار البيض . كما أن الزيوت النباتية بما فيها زيت الزيتون وإن كانت تخلو من الكوليسترول إلا أن فيها من المواد والمكونات المؤذية ما فيها ، إذ تحوي جميعها على نسبا ما من الدهون الثلاثية ( ترايغلسرايدز ) والتي تؤذي صحة الإنسان عند تجاوزها حدودا ونسبا معينة .

أعتقد أن من واجب الجهات الرسمية والتابعة للهيئات الحكومية ، وذات الصلاحيات الرقابية كوزارة الصحة وغيرها أن توقف الإعلانات ذات الأخطاء العلمية ، وفي ذلك حماية للمواطن ، وإعلاء لدورها الرقابي وواجبها الوطني .
إرحمونا .. يرحمكم الله .

haniazizi@yahoo.com