facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تتجرع فتح وحماس السم


سمير حجاوي
24-04-2014 12:20 PM

يصعب التفاؤل باجتماعات المصالحة بين فتح وحماس في غزة، وخلافا للمثل القائل "تفاؤلوا بالخير تجدوه"، لم اجد في الكلمات التي تبادلها اقطاب القيادي الحمساوي اسماعيل هنية والقيادي الفتحاوي عزام الاحمد اكثر من "حفلة من المجاملات" التي لا تعني شيئا، فقد سمعنا هذا الكلام كثيرا في مكة المكرمة والقاهرة والدوحة، وكانت النتيجة دائما "صفر على الشمال".

المصالحة بين فتح وحماس تخضع لعوامل داخلية وخارجية، وهي جميعها تعمل ضد التقاء الطرفين وتصعب من مهمة "تلحيم" الوضع الفلسطيني لرتق ما انكسر بعد "الانقسام- الانقلاب - التمرد - الشقاق - الانشقاق" حسب المصطلحات المتداولة لدى كل الاطراف، والمقصود بذلك طبعا استيلاء حركة حماس على كامل السلطة في غزة وطرد حركة فتح من المشهد قبل 7 سنوات، وهو واقع لا يزال قائما حتى الان، وقد خبرت هذا الانقسام والاستقطاب الشديد عندما زرت قطاع غزة والتقيت عددا كبيرا من الصحفيين والناشطين هناك.

التوصل إلى مصالحة بين فتح وحماس يعني الاتفاق على الحد الادنى من المشتركات الفلسطينية على الاقل، وهذا يشمل اطلاق سراح جميع المعتقلين لدى الطرفين وهو مالم يحدث حتى الان، فلا زال كل فصيل يحتفظ بسجناء من الطرف الاخر، يمكن استخدامهم "اوراقا تفاوضية" على الطريقة الاسرائيلية، وهناك ايضا قضية التنسيق الامني مع الاحتلال، فسلطة محمود عباس في رام الله تتمسك بخيار التنسيق الامني وتعتبره ركنا "مقدسا" في العلاقات "المرة" مع الكيان الاسرائيلي، وهذا ما لا توافق عليه حماس من حيث المبدأ.

لكن اهم لغم داخلي يمكن ان ينسف المصالحة بين الطرفين هو الاختلافات الاستراتيجية بينهما، فعباس يرى ان لا بديل عن المفاوضات الا المفاوضات، ولا وجود لاي نوع من المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وان هذا الامر انتهى إلى غير رجعة، وهو ما يؤكد عليه عباس ميرزا يوميا، في حين تؤمن حماس ان المقاومة هي مفتاح الحل لدحر الاحتلال الاسرائيلي، وتؤكد المرة تلو المرة انها لن توقف الجهاد والكفاح المسلح ضد الاحتلال الاسرائيلي، فكيف يمكن تجاوز هذا اللغم دون ان ينفجر؟ وعلى اي قاعدة ستصرف الطرفان؟ وهل ستلتزم حماس بموقف سلطة رام الله القاضي ان "المفاوضات هي الحل" ام ان فتح وعباس سيرضخان لمطالب حماس باعتبار الكفاح المسلح جزءا من عمل المقاومة الفلسطينية للتخلص من الاحتلال؟

بصراحة من الصعب لكل طرف ان يتنازل للاخر في هذا الملف الوجودي، فالفرق بين المفاوضات حلا وحيدا، والسلاح حلا ضروريا كبير والهوة واسعة، وعلى الارجح فان الحل سيكون على شكل السكوت على الواقع كما هو "سلطة عباس تفاوض وسلطة حماس تقاوم" على ان تدخل حماس في هدنة لفترة معينة تجمد فيها نشاطها العسكري، لمنح جهود عباس "فرصة" امام ما يسمى المجتمع الدولي، وهذا الحل "الواقع المسكوت عليه" هو المخرج الوحيد للطرفين معا.

اما اللغم الثاني في هذه المصالحة بين فتح وحماس فيكمن في طبيعة الواقع الذي تشكل على الارض في قطاع غزة والضفة الغربية، فكل البنى الموجودة في قطاع غزة هي "بنية حماس السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية" وكل البنى في الضفة الغربية هي بنى فتح "سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا"، فكيف يمكن تفكيك البنى الاحادية الحمساوية والفتحاوية في غزة والضفة؟ وما هي سبل اعادة الدمج؟ وعلى اي قاعدة؟ وباي نسب؟ فحماس لن تتخلى عن "دولتها" في غزة، كما ان فتح لن تتخلى عن "دولتها" في الضفة" بسهولة، لان هذا الامر يتطلب تفكيك كل البنى القائمة في غزة والضفة واعادة بنائها على اسس جديدة، وهذا امر في غاية التعقيد، فالبنية في غزة قائمة على المقاومة والبنية في الضفة تقوم على المفاوضات والتنسيق الامني مع الاحتلال الاسرائيلي.
هناك واقعان مختلفان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبنيتان سياستان وايديولوجيتان مختلفتان تماما، والدعوة إلى تشكيل "حكومة كفاءات" واجراء انتخابات لن يحل المشكلة، بل ان اجراء انتخابات قد يزيد من حدة المشكلة بدل حلها، وهذا يتطلب مقاربة فلسطينية اخرى مغايرة "لحفلات المجاملة" التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالمصالحة الحقيقية اقرب ما تكون إلى "تجرع السم" من قبل الطرفين، وتجرع السم امر ممكن نظريا لكنه صعب عمليا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :