facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المتعوس وخايب الرجا .. أو الجربا و جعجع!


محمد خروب
27-04-2014 01:35 AM

«زفّ» المكتب الاعلامي لمرشح قوى 14 اذار الرئاسي، منظّر الفدرلة وحياد لبنان ازاء «الجارة» اسرائيل، التي لا ترقى الى مرتبة العدو في نظره (كانت حليفته طوال ربع قرن)، سمير جعجع، خبراً مثيراً.. بدا من صياغته وسرعة بثّه وكأنه تعويض عن الفشل الذريع، الذي حصده مجرم الحرب الملطخة يداه بالدماء في جلسة مجلس النواب الاولى يوم الاربعاء الماضي عندما نال 48 صوتاً كانت اضعف من «7» اصوات حمراء (دع عنك البيضاء وعدد 52) التي ذكرّته بضحاياه وإجرامه الذي تجاوز الحدود الطائفية والمذهبية واغرق لبنان وشعبه في بحور من الدماء لم تزل ذاكرة اللبنانيين حية ومتحفزة، أمام محاولات تسويق جعجع واظهاره بمظهر «القدّيس» الذي دفع ثمن اخطائه وبات الآن اكثر عقلانية وديمقراطية (كذا) بل ويعد اللبنانيين بأن يقيم لهم جمهورية «قوية» لا تستند إلاّ الى الدستور!.

نقول: زفّ جعجع خبر تلقيه اتصالاً من رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض (احمد الجربا) تمنى له «النجاح» في الانتخابات الرئاسية التي يخوضها، وحتى تبدو تمنيات الثائر «الأممي» الكبير ذات صدقية ومستندة الى تمثيل وازن، ما بالك وان جحافل الجربا تقف على ابواب دمشق وتستعد لاقتحامها واعلان جمهوريتها القوية الجديدة (كما جمهورية جعجع العتيدة)، فان مكتب سمير جعجع اضاف على لسان الثائر الجربا قوله: ان الشعب السوري سوف يكون مرتاحاً ومسروراً بوصولكم الى قصر بعبدا..

«التمّ المتعوس على خايب الرجا» هكذا قال اجدادنا، عندما تبدّى لهم المشهد على وضوح غير مسبوق، وعندما تم تظهير الصورة، كلاهما يخوض سباقاً نحو قصر الرئاسة، مجرم الحرب افتتح السباق الى قصر بعبدا، ورئيس الائتلاف القادم من عالم التجارة السرية (وما ادراك ما نوع وطبيعة تلك التجارة التي يعرف تفاصيلها رفاقه في الائتلاف وغيرهم) لن يدخل متاهة الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران القريب، لأنها ستكون «مزوّرة» ومحسومة سلفاً للرئيس السوري, بل هو سينتزع «قصر المهاجرين» عنوة ويدخله دخول الفاتحين ومن على شرفاته أو في احدى مساحاته، سيخطب خطاب النصر ويحدد ملامح سوريا الجديدة, التي ستقطع مع ارث الماضي وستقلب صفحات تحالفاته مع قوى الشر والديكتاتورية والطائفية وستكون شريكاً (ندياً حتى لا تنسوا) لاصدقائها في واشنطن وباريس ولندن, وخصوصاً تل ابيب، التي بات كمال اللبواني (المعارض الهمام الذي ابدى استعداده لتأجير الجولان المحتل وتحويله الى حديقة سلام مع اسرائيل, التي لا مبرر للعداء معها كونها دولة محبة للسلام ما بالك لو ساعدت المعارضة في اسقاط النظام السوري القائم؟)..

ولأن جعجع حضاري وعصري وديمقراطي ويتمتع بكياسة ولباقة ويتقن–الان–مبادئ الدبلوماسية وربما يكون قد بدأ منذ فترة التَدُّرب على بروتوكول القصر الرئاسي، والكيفية التي يتوجب عليه التصرف وفقها في ظروف ومناسبات واجواء قد لا تكون متطابقة فإنه بادر الى شكر الثائر الكبير الجربا، شاكراً إياه على عاطفته النبيلة (كلاهما من طبقة النبلاء الجدد) مؤكداً له في الان ذاته, «أننا» قلباً وقالباً مع الشعب السوري في نضاله من اجل قيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحديثة في سوريا».

رؤية مستقبلية، لزعيم متنور استبدل الدبلوماسية ولغة المتحضرين بالسلاحـ وبات «عزيز» سعدالدين الحريري وحزبه «السُنّي» الذي يحمل اسم المستقبل, لكنه يتمسك بالماضي الدموي ولا يتحالف إلا مع اعداء العروبة ورهط المتأمركين والمتأسرلين, والذين يفسرون سياسة «النأي بالنفس» على أنها تطهّر وابتعاد عن الهموم العربية، والاقتراب من مراكز العولمة و»الأمهات» الحنونات اللواتي يوزعن المساعدات ويتعهدن الدفاع عن السيادة والاستقلال لبلاد الارز, ولا يتوقفن عن توبيخ اسرائيل وتهديدها بالعقوبات، اذا ما واصلت انتهاك القرار 1701 ورفضت اعادة مزارع شبعا وباقي الاراضي اللبنانية المحتلة..

لم يبق على الجربا، سوى تهنئة جعجع مسبقاً، وبما يكون «مكتب» فخامة الاخير قد «استبقى» بعضاً من اقوال فخامة الرئيس السوري المُنْتَظَرْ, لاسباب يمكن فهمها, كون زعيم الميليشيا الانعزالية, ذات التاريخ الاسود, أكد في شكل لا لبس فيه أو غموض استمراره حتى النهاية، ربما كي يقطع الطريق على سعد الحريري فيما لو استدار نحو الجنرال عون وتوافق معه (وفريق 8 اذار) على ذهاب الاخير الى قصر بعبدا, فيما جاء هو على رأس حكومة «جامعة»، كي تكون الرئاسات الثلاث في ايدي زعماء «اقوياء» وليس على شاكلة ميشال سليمان أو تمام سلام..

يجدر بالجربا أن يتعظ من «المصائر» التي آل اليها من سبقوه في خفّتهم وسذاجتهم وقدرة الاخرين من ممولين وداعمين واسياد على تحريكهم كيفما شاءوا, كما يجدر بجعجع ان يستخلص الدروس والعبر من ماضيه الأسود, وخصوصاً من جلسة الثالث والعشرين من نيسان الجاري, عندما اقام له «الضحايا» ومن وقف على خاطرهم.. محاكمة ثانية, مذكّرين إياه بالدم المسفوك على يديه، لرشيد كرامي وداني شمعون وعائلته, وخصوصاً أبناء طوني فرنجية..

لن يُفلح خائب الرجاء ولن يضيء «فانوس» المتعوس.. والايام بيننا.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :