facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلاقات السعودية القطرية في كتاب


عبدالله الملحم
29-04-2014 02:47 PM

عمون - عند مراجعة الطبيب لعارض صحي لابد للطبيب الحاذق من الاطلاع على ملف المريض لمعرفة العلل التي يشكوها، ومن خلالها يستطيع وصف الدواء المناسب له، ما يفعله هذا النوع من الأطباء هو بكل بساطة اطلاع على تاريخ المريض الطبي ليتمكن من التشخيص الصحيح الذي يفيد حاضره ومستقبله، وهذا ليس في الطب فحسب بل في كل مناحي الحياة، حيث الاطلاع على التاريخ يجعل نظرتنا للواقع والمستقبل نافذة وممتدة لأعماق ما نواجه من قضايا ومشكلات، والذين ناقشوا الشأن السعودي/القطري وهم خالون الذهن من إرهاصات العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين غالباً ما تكون أحكامهم غير دقيقة أو خاطئة، كما أولئك الذين ارتسمت على محياهم الدهشة وهم يرون قطر تسمي أحدث وأكبر مساجدها باسم الشيخ محمد بن عبدالوهاب !

لكن المطلع على التاريخ يعلم جيداً أن قطر أكثر دول الخليج تأثراً واعتناقاً لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، حتى إن المؤرخ سليمان الدخيل حين وصف أهلها قال: "وأهل قطر من أحسن البلاد العربية تمسكاً بالدين الحنيفي وآدابه فإنه لا توجد عندهم خرافات القبورييّن ولا شيء من البدع" وفي الكتاب المشار إليه الذي ألفه الباحث راشد بن عساكر عن أوقاف الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني في نجد ما يؤكد على عمق العلاقة التي أشاد بها الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مقدمته لهذا الكتاب الصادر عام ١٤٣٢هـ - ٢٠١١م في نحو ٢٣٢ص من القطع الكبير وعنوانه الكامل: "الأعمال الخيرية والأوقاف الشرعية في نجد للشيخ قاسم بن محمد آل ثاني". ورغم أن محتوى الكتاب لم يناقش موضوعاً من الموضوعات البالغة الأهمية التي تنبني عليها علاقات الدول إلا أن مؤلفه أورد بعض المعلومات التاريخية المهمة التي قلما تجتمع في كتاب واحد.

استهل المؤلف كتابه بمقدمتين أولاهما للأمير سلمان والأخرى له ناقش فيها مفهوم الوقف الإسلامي، ثم تمهيد قصير دلف من خلاله إلى موضوع كتابه المقسم إلى أربعة مباحث، تضمن المبحث الأول العلاقة بين الشيخ قاسم آل ثاني والملك عبدالعزيز، ومن أبرز ما ذكره المؤلف في هذا المبحث نقله لما أشارت إليه الوثائق البريطانية من أن: "الشيخ قاسم بن ثاني كان قلبه مفعماً بحب عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل" كما قدر المؤلف المدة الزمنية التي أقام فيها الإمام عبدالرحمن بن فيصل في قطر قبل أن يغادرها إلى الكويت بأكثر من ثلاثة أشهر، وعن عمق هذه العلاقة يستشهد المؤلف بما قاله الشيخ قاسم بن ثاني للملك عبدالعزيز في أحد خطاباته حيث قال: "حينما أتاني والدك عبدالرحمن الفيصل ومعه حرمه وعياله فأخرجت حريم آل ثاني من غرفهن وصناديقهن وملابسهن وأصواغهن وأنزلت حريمكم مكانهن فكانوا جميعاً في ضيافتي وهم في كل يوم لهم عندي عيد يتجدد". كما أشار المؤلف إلى أن الملك عبدالعزيز لم يكن يرد شفاعات الشيخ قاسم بن ثاني، وأورد خبر رجال ممن تشفع فيهم شريف مكة وآل النقيب في العراق وبذلوا للملك عبدالعزيز المال لافتدائهم فأبى فلما تشفع فيهم الشيخ قاسم بن ثاني شفعه فيهم.

أما المبحث الثاني من كتابه فيترجم المؤلف للشيخ قاسم بن ثاني وللشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ الذي أوقف عليه الشيخ قاسم عدداً من العقارات الزراعية وكتب العلم وجعله الناظر عليها، وفي المبحث الثالث أتى المؤلف على ذكر أوقاف الشيخ قاسم بن ثاني في الرياض والعارض وعدد من المدن النجدية، فيما كان المبحث الرابع عن عناية الشيخ قاسم بوقف الكتب وطباعتها، وأبرز الكتب الوقفية للشيخ قاسم في الرياض، وبالمبحث الخامس ختم المؤلف كتابه بصور الوثائق بين قطر ونجد، وصور الوثائق الشرعية لأوقاف الشيخ قاسم في العارض والرياض وغيرها، وصور الكتب والمطبوعات النادرة لأوقاف الشيخ قاسم في الرياض.

لم أذكر إلا القليل مما تضمنه هذا الكتاب الماتع وإلا ففي تضاعيفه الكثير من الأخبار التي لا غنى للقارئ المهتم بالشأن السعودي/القطري عنها، وفي كل الأحوال وعلى مختلف الصُعد تظل العلاقات السعودية القطرية أكبر وأكثر تشعباً وثراء من أن يحاط بها في كتاب أو يُشار لها في مقالة. الراية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :