facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمزية الأسد والانتخابات الرئاسية


د.حسام العتوم
03-05-2014 01:29 PM

حددت دمشق من خلال رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام يوم الثالث من حزيران المقبل من هذا العام 2014 موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية السورية، و 28/أيار لتصويت السوريين في الخارج بالارتكاز على الدستور الجديد الذي أقر في 28/2/2012 ليلغي الدستور السابق وليسمح للرئيس بشار الأسد بالترشيح لولاية ثالثة مباشرة دون ترك جولة واحدة كما دساتير الأنظمة الجمهورية، وينص بأحقية الترشيح لدورة رئاسية مدتها سبع سنوات بدلاً من أربعة مع إمكانية التجديد لدورة ثانية أي الاستمرار 14 سنة، ثم يخلي مكانه الرئاسي لدورة واحدة ويستطيع أن يكرر نفسه مستقبلاً إن أراد والشعب ذلك، وبهذا نلاحظ تذاكي دستوري برمج سابقاً، والرئيس الأسد الابن (47 عاما) سبق له أن ترشح لدورتين سابقتين وحسب الدستور السابق عامي 2000 و 2007 ولمدة ثماني سنوات متتالية بحجم أربع سنوات لكل دورة، وهذه الجولة الرئاسية تختلف عن سابقتها كونها تنعقد بعد مرور أربع سنوات على اندلاع الاحتجاجات الشعبية الإصلاحية على درعا جنوب سوريا 2011 والتي شكلت امتداداً للربيع العربي المعاصر الذي انطلق من تونس عبر ليبيا ومصر واليمن والبحرين وارتكز على أحداث العراق أيضاً عام 2003، وبسبب إلغاء المادة الدستورية الثامنة التي كانت تحتكر الترشح على حزب البعث الحاكم فتحت الأبواب على مصراعيها أمام التعددية.

لقد تم الإعلان رسمياً عن ترشيح الرئيس بشار الأسد بواسطة رئاسة مجلس الشعب 28/نيسان وعن بدء استقبال الأسماء الراغبة بالترشيح حتى تاريخ 1/أيار فترشح حوالي 25 اسماً بعد تزكية 35 عضواً في البرلمان وتقدمهم للمحكمة الدستورية بطلب الترشح عرف منهم نائبان (حالي معارض موالي وهو ماهر حجار وهو شيوعي سابق، وحسان النوري نائب ووزير سابق ومعارض موالي) إلى جانب أسماء أخرى غير معروفة للعامة في كل سوريا، وتم إقفال باب الترشح بوجه كل من غادر سوريا مثل المعارضة الوطنية العاملة حالياً في تركيا على شكل ائتلاف بقيادة أحمد الجربا، ولم نسمع صوتاً أو رغبة بترشح أي من أعضاء المجلس الوطني السوري أو من هيئة التنسيق الوطني أو من الهيئة الكردية العليا أو من الشخصيات الوطنية المستقلة القوية، وكان بإمكان الائتلاف الوطني في الخارج أن يرشح شخصية وطنية مستقلة توافقية من الداخل السوري ويتبنى إسنادها خفية أو علناً مما يعني أن الأسد لن يكون بحاجة لتزوير الانتخابات في ظل ظرف عدم الاستقرار طول المدى للحصول على نسبة مئوية تفوق 90% وتصل إلى 99% وتحت أمواج القتل حوالي(150 ألفاً) والتشرد الخارجي والداخلي حوالي (6 ملايين وأكثر)، والجرحى والخراب والدمار، واجتياح طابور المرتزقة الخامس المتشدد دينياً بقيادة تنظيم القاعدة الإرهابي وفصائله الجهنمي مثل (داعش، والنصرة، والشورى) وغيرهم من الحركات السلفية السلبية، وفي ظل تآزر النظام مع حزب الله وإيران لأسباب استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى، فهل في فوز الأسد المنتظر والمتوقع استقرار قادم لسوريا؟؟ وهل للفيتو الروسي الصيني المشترك مساهمة للتجديف بهذا الاتجاه عبر صناديق الاقتراع القادمة؟ وهل تتفق أمريكا مع روسيا في الشأن السوري على أن بقاء الأسد أفضل مائة مرة من صعود القاعدة؟ وهل ستقتنع أمريكا بعد فوز الأسد بأنها أخطأت في تقديرها السابق الذي أراد تحريك الناتو لحسم الأزمة عسكرياً من الخارج؟ ماذا عن ما تبقى من سلاح سوريا الكيماوي المهدد لأمن إسرائيل والمنطقة الشرق أوسطية حالة صعود الأسد مجدداً للسلطة؟ ما هو رأي القوى السياسية الوطنية المعارضة من احتمال فوز الأسد الكبير ومن دون لبس أو جدل؟ دعونا نبحث وإياكم هذه المحاور وبتوازن لعلنا نصل لنتيجة ناجعة مفيدة.

كمراقب إعلامي وسياسي لا أتوقع أن يعم الاستقرار سوريا مجرد عودة الأسد مجدداً إلى السلطة في دمشق عبر صناديق الاقتراع القادمة التي أعدت مسبقاً على مستوى الدستور والترشح بدقة تضمن بقاء نظام العائلة الأسدية وشكلية حزب البعث ترجمة لشعار (إلى الأبد) ولكي ينتقل الحكم الجمهوري بسلاسة إلى الابن والحفيد (حافظ) بعد وصوله بسهولة للرئيس بشار إثر وفاة والده الرئيس المرحوم حافظ، وترجمة لموديل الملكورية السياسية من أنظمة الحكم (الجمهورية) بمعنى أن بشار الأسد ليس رئيساً للجمهورية السورية فقط بل ملكا ًفي ثوب رئيس، لكنه لو فكر بتعديل أو تغيير الدستور لاحقاً لتتحول جمهوريته وغابته إلى نظام ملكي على طريقة أمير خليجي سابقاً لوصفه شعبه المجروح والمشرد والمقتول والمدمرة مدنه وقراه بالملك غير العادل وربما بأكثر من هذا بالاتجاه السلبي وهو القائل بأنه جاء للحكم ليس لنسف الواقع وإنما لتطويره (كتاب اختبار بشار بالنار/ فلاينت ليفرت، ص 150) ولكن بأي اتجاه والكلام هنا لي؟ ولدي قناعة بأن موسكو التي يعتقد بأنها متمسكة به وبنظامه لا ترى بديلاً قويا ًمتزناً له حتى الساعة ولا منتصر على الأرض في الصراع الدائر بين النظام والمعارضة وجيشها الحر وحتى بوجود إسناد للطرفين واحد للنظام من قبل إيران وحزب الله عملياً ومن قبل روسيا والصين سياسياً انطلاقاً من عالم متعدد الأقطاب ولمواجهة الحرب الباردة المستمرة التي تقودها أمريكا باسم الغرب والعرب، وللمحافظة على المصلحة الاقتصادية عالية الشأن، ولإغلاق الطريق أمام المحاولات القطرية في منافسة روسيا على سوق تصدير الغاز إلى أوروبا، وآخر على مسافة قريبة من المعارضة الوطنية السورية المسلحة ممثلاً بالطابور الخامس العامل تحت مظلة تنظيم القاعدة الإرهابي وهو المتصارع بنفس الوقت معها على السلطة، والمتحارب داخلياً وسط الفصائل الداعشية المتشددة والمنحرفة والمجرمة القادمة من أفغانستان والعراق ومن ثمانين دولة عالمية وتيار قفقاسي غامض متطرف مع خالص احترامي بالمقابل لاهل وتاريخ وفولكلور القفقاس بشكل عام جنوب روسيا.
حسب نداء زعيمهم أيمن الظواهري فإنه موجه لقتل البعثيين والشيعة أولاً، وكل هذا يمر الآن عبر تركيا الأمر الذي يدفع بروسيا وأمريكا الآن ورغم الخلاف غير المشروع على أوكرانيا من قبل أمريكا تحديداً بالقبول بالأسد ونظامه مؤقتاً مع الإيمان بأن المستقبل السياسي ليس له ويجب أن يتغير ديمقراطياً كما تريد روسيا وليس عبر الناتو كما أرادت أمريكا قبل الفيتو المشترك الروسي الصيني، وبأن صعود القاعدة سيشكل أسوأ الخيارات ليس على سوريا فقط ولكن على المنطقة الشرق أوسطية برمتها.

بكل تأكيد فإن الفيتو الروسي الصيني كون إسهاماً لإيصال سوريا إلى صناديق الاقتراع ودفع بعملية السلام الداخلية السورية وتحت إشراف دولي أن تتحرك ولو بتعثر عبر مؤتمري جنيف 1 و 2 والتجديف للوصول إلى جنيف 3 من أجل الإمساك بطرف خيط السلام ولا مخرج الآن من غير تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والمعارضة الوطنية وإبعاد التدخل العربي والأجنبي السلبي المالي والعسكري والتعاون عربياً ودولياً من أجل طرد فلول القاعدة الشريرة وفصائلها المسلحة القذرة التي عاثت فساداً وخراباً وقتلاً وتشريداً على الأرض السورية، ولا زالت تعمل من أجل تدمير الوطن السوري بالكامل وتقسيمه إلى دويلات وويلات لا يحمد عقباها مثل اعتبار السبايا ونكاح الجهاد جزءاً من عادات وتقاليد المنطقة ولله في خلقه شؤون، ولقد أثبتت التجارب في العراق 2003 وفي ليبيا 2011 بأن الخيار العسكري الخارجي أثبت فشله وقاد إلى مزيد من القتل والتشريد والدمار، وكاد (الربيع الإصلاحي) الذي تم تحويل مساره أمريكياً إلى أوكرانيا أن يواصل مسيره إلى طهران وإلى كل دولة لا تنسجم معها واشنطن وتصنفها على التحالف الدولي الشرقي وسط عالم رحب من الأقطاب المتعددة غير المعترف بها غرباً.

السلاح الكيماوي السوري المصنف دولياً من أسلحة الدمار الشامل والذي اشترته سوريا لترتيب توازن عسكري مع إسرائيل ولمنع أي تقدم احتلالي اسرائيلي جديد لسوريا تحديداً بعد ضياع الجولان عام 1967 وبعد جهود روسية أمريكية مشتركة في جنيف تم إخراج وتدمير ثلثي الترسانة، وستبقى دمشق مطالبة وبناء على كامل رغبتها بتسليم ما تبقى منها لنفس الغاية، وهو الأمر الذي به تم التمكن من امتصاص الغضب الدولي الذي قادته تل أبيب ومؤسسة أيباك في واشنطن، وعودة على فوز الأسد المتوقع وبدرجة أكيدة جداً فإن قوى المعارضة الوطنية السورية الجادة والصدامية في الداخل والخارج ستبقى ترفض ولاية السيد الرئيس بشار الأسد الجديدة، وستبقى تعتبر أن من ترشح للمنافسة الشكلية سار واقتيد حسب برنامج أمني وليس سياسي فقط أعد مسبقاً، فحسن عبد العظيم رئيس لجنة التنسيق الوطني يعتبر منافساً حقيقياً قوياً للأسد لو ترشح أو لو سمح له بذلك وهو يقف ضد إجراء انتخابات رئاسية سورية وسط لهيب الاقتتال في الشوارع وقطع الرؤوس وأكل الأحشاء، ويساند استمرار انعقاد جنيف 3 بعد الارتكاز على ما سبقه، وبأن مجلس الشعب القادم الجديد المنتخب سيكن نسخة عن السابق وشكلي وحسب مقاس النظام الذي يطالب بإسقاطه، ويطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين داخل سوريا وعودة المهجرين وتشكيل حكومة وطنية انتقالية، فيما يطالب جورج صبر زعيم المجلس الوطني السوري بالإطاحة علنا ًبالنظام السوري ويرفض التدخل الأجنبي العسكري وهو أمر يصعب تنفيذه كما نلاحظ حتى عبر صناديق الاقتراع ومع احترامنا لمشاعره الوطنية، وينحصر مطالب الهيئة الكردية العليا بالمشاركة في جلسات جنيف والتحقيق بجرائم الحرب التي ارتكبت بحق الكرد في ريف حلب وعفرين، وأخيراً وليس آخراً كل ما أتمناه هنا هو الأمن والاستقرار لسوريا الوطن، وإعادة بناء علاقات خارجية صحيحة ومتوازنة له والوحدة الحقيقية لكل العرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :