facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في عيد العمال .. أين هم العمال الأردنيون


بلال حسن التل
04-05-2014 03:08 AM

احتفال الأردن بعيد العمال يجعلنا نطرح السؤال: أين هم عمال الأردن؟ وكم يغطون من حاجات السوق؟ وكم يوفرون على البلاد والعباد من العملات الصعبة؟ والجواب على هذه الأسئلة لا يحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى إجابات صادمة.

أين هم العمال الأردنيون في قطاع الزراعة، باعتبار اننا بلد زراعي، كان جلّ آبائنا وأجدادنا إلى عقود قريبة من المزارعين، الذين يحرثون أرضهم ويزرعونها، ويحصدون غلالها، فيأكلون مما يزرعون، وينفقون سائر أيام سنتهم ممّا تنتجه أرضهم من غلال.. فبلادنا كانت ذات يوم أهراء روما، ومصدر غذاء إمبراطوريات كثيرة، آخرها الإمبراطورية العثمانية، وكان أبناؤها هم الذين يمارسون زراعتها وحصاد أغلالها، ولم يعرف الأردنيون إلى سنوات قريبة العمالة الوافدة في أرضهم، قبل ان يصبح القطاع الزراعي الأردني كله.

بما في ذلك الحدائق المنزلية أسير العمالة الوافدة، ولم يعد العمال الأردنيون يعملون فيما تبقى من سهولنا ومزارعنا التي أكلت جلّها المباني، فقد صار الأردنيون يأنفون من العمل في الأرض، واكتفوا بالتشدق بأنهم «أبناء حراثين»، ففي بلدنا حلت الثرثرة محل الإنتاج في كل المجالات.

غير قطاع الزراعة الذي تلاشى وجود العمال الأردنيين فيه، نسأل عن وجود العمال الأردنيين في قطاع البناء والإنشاءات. ففي الوقت الذي يشهد فيه بلدنا حركة بناء مجنونة، تأكل الأخضر واليابس، حتى لا تكاد تترك لنا أية مساحات للزراعة والإنتاج الزراعيّ، فإننا لا نجد أثرًا للعمال الأردنيين في هذا القطاع، فقد انسحبوا من هذا القطاع تماماً مثلما فعلوا في قطاع الزراعة، وصار قطاع البناء أسيرًا هو الآخر بأيدي العمالة الوافدة، التي لم تتوقف عند حدود المزارع والحقول، بل زحفت إلى الحدائق المنزلية بعد أن سيطرت على بناء بيوتنا ثم سيطرت على مداخل بيوتنا. فكل حراس العمارات وبوابيها صاروا من العمالة الوافدة، دون ان ندري حجم الخطر الاجتماعي، والاقتصادي، بل والجسدي جراء سيطرة العمالة الوافدة على العمارات السكنية، بل لم يعد وجود هذه العمالة الوافدة مقتصرًا على حدائق وأبواب بيوتنا، بل امتد إلى داخل هذه البيوت، من خلال عشرات الآلاف من الخادمات والخدم الوافدين، الذين يعملون في بيوتنا باعتبار أن الأردنيين يأنفون من ممارسة هذا النوع من الأعمال، ومن ثم بالضرورة يأنفون من العمل كعمال وطن.. فصار جلّ عمال الوطن من العمالة الوافدة أيضًا.

غير قطاع عمالة البيوت، وعمالة القطاع الزراعي، وقطاع البناء والإنشاءات.. أين هم العمال الأردنيون في قطاع الخدمات؟ كم نسبتهم في محطات الوقود؟ كم هي نسبتهم في المطاعم والفنادق والمقاهي؟ بل أين هم العمال الأردنيون في محلات البقالة والسوبرماركت وعند الجزارين؟ ألا يسيطر العمال الوافدون على النسبة الأعظم من العمل في هذه المجالات، بعد ان انسحب منها الأردنيون جراء الابتكار الأردني المميز الذي أسموه «ثقافة العيب»؟.

ومثل قطاع الزراعة، والبناء، والخدمات.. كذلك الحال في قطاع الصناعة، أين هم العمال الأردنيون في هذا القطاع؟ فباستثناء قطاع الملابس الذي لا يزال العمال الأردنيون يشغلون نسبة من العمل فيه، هي بالتأكيد أقل من النصف، فإن الصناعات الأردنية الأخرى تعتمد بنسبة عالية، وعالية جدًا على العمال الوافدين.. فالزائر إلى مدينة الحسن الصناعية في إربد، يعتقد انه خارج الأردن لقلة العمال الأردنيين العاملين في مصانع هذه المدينة، ولا تختلف الحال كثيرًا عن المدن الصناعية الأخرى، التي صار وجود العمال الأردنيين في بعض مصانعها، والكثير من المصانع خارجها وجودًا رمزيًا، لأن الأردنيين يأنفون من أن يكونوا عمالاً، بينما لا يأنفون من ان يكونوا عالة على غيرهم، ومع ذلك نحتفل بعيد العمال، ونعطل الدوائر والمؤسسات، ونقيم المهرجانات، ونلقي الكلمات، وننظم الإضراب تلو الإضراب، وهذا جزء من التناقض بين أقوالنا وأفعالنا.

ففي الوقت الذي نتحدث فيه كثيرًا عن العمل وقدسيته وعن مكانة العامل، فإننا في دواخلنا وممارساتنا نأنف من العمل، ونفضل عليه البطالة والتسوّل المقنع، وغير المقنع بدليل اننا نشكو من البطالة، في حين يعمل في بلدنا مئات الآلاف من العمال الوافدين الذين صار بعضهم مقاولين ومتعهدين، وملاكًا كبارًا، واكتفينا نحن بالتبرم من واقعنا وبالتحذير من ضياع بلدنا جراء سيطرة الوافدين على مفاصل رئيسة فيه، ما كان لهم ان يسيطروا عليها لو ملأنا نحن فراغها.

في عيد العمال نتساءل: أين هم العمال الأردنيون؟ ولماذا يضيعون على بلدنا الملايين من العملات الصعبة التي تخرج سنويًا عن طريق العمال الوافدين، الذين أخلى لهم الأردنيون الساحة بدعوى فارغة من مثل «ثقافة العيب» وغيرها من الدعاوى.

في عيد العمال لسنا بحاجة إلى مهرجانات ، لكننا بحاجة إلى إعادة بناء مفاهيم وقيم، تُعيد للعمل قيمته، وتُعيد الأردنيين للعمل، كما كان يفعل آباؤهم وأجدادهم الذين كانوا يأكلون مما يزرعون.. يأكلون من عرق جباههم وبجهد سواعدهم، التي بنت هذا الوطن الذي يضيعه الآن أصحاب ثقافة العيب من عمال القبات البيضاء.
(الرأي)





  • 1 الصعلوك 04-05-2014 | 05:04 AM

    ليش هواه فيه عندنا عمال أردنيين عندنا غالبيتهم وزراء ونواب ومناصب رفيعة
    يعني غالبيتهم اصحاب المعالي وأصحاب السعادة والبكويه
    والباقي شويه عاطلين عن العمل بنتظرو شواغر بالوزارات أوبينتظروا الانتخابات النيابية القادمه
    عشان يترشحو وبهيك مافي عمال عندنا ولا يستفيدو من عيد العمال
    مو هيك يا بلال

  • 2 شو يعني 04-05-2014 | 03:10 PM

    شو قصدك كمان عبدالله النسور هو المسؤول ؟؟؟؟؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :