facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النقدُ .. جزءٌ من الحياة وضروري في الفكر والأدب


د.عودة الله منيع القيسي
04-05-2014 05:50 PM

بتاريخ -5/4/2014- نشرتُ مقالة في موقع (عمون) – نقداً لكتاب قدم دراسةً عن شعر حافظ إبراهيم .وكان واجب النقد والحق يوجبان عليّ أن أضرب أمثلة على ما فيه من – إنشاء – كإنشاء طلاب المدارس ، ولا يليق بكاتب .

- وبعد نشره جاءت عليه – تعليقات ، بعضُها إيجابي، وأكثرها سلبي. وأنا أشكر هؤلاء- وهؤلاء- لأن النقد جزء من بناء الحياة، وضروري في الفكر والأدب. وأنا أفدْتُ مما أورده هؤلاء وهؤلاء – ويكفي أن ماعلقوا به- قد دعاني إلى كتابة هذه المقالة الآتية:-
- الفريق الأول يرى أنني نشرت مقالتي عن كتاب (حافظ إبراهيم-دراسة تحليلية وصفية نقدية) – أقصد الشهرة !!

- وأظن أن الذين رأوْا هذا الرأي لم يقرأوا لي ، كثيراً ،ليعرفوا أني لستُ مبتدئاً في الكتابة يطلب الشهرة: فالذي يطلب الشهرة من وراء مقالة يكتبها – نقداً –لكتاب، يكون كل حصيلته من الكتابة عشْرَ مقالات أو عشرين، أو ألّف كتاباً أو كتابين – فقط – فلم يَرَ نفسه اشتهر، فيكتب نقداً عن آخرين ، لعله يشتهر . أمّا أنا فقد كتبت أكثر من ألف مقالة ، في المجلات والجرائد ، والمواقع الإخبارية ، وأرْبَتْ كتبي إلى الآن على الأربعين – كتاباً، في كل فروع العربية الفصحى، وكل فروع الدين الإسلامي.وفي السياسة ، وفي التربية . أفأطلب الشهرة –إذن – من مقالة واحدة؟

.. والذي يطلب الشهرة يكون شابّاً دون الثلاثين من عمره ،لا شيخاً نيَفّ على السبعين. ويقصد هذا الشاب بنقده احد- عمالقة- الفكر أو الأدب، يتسلق على كتفية، ولا يتناول كتاباً عاديّاً لكاتب عاديّ . عباس محمود العقاد- مثلاً – عندما كان دون الثلاثين ،كان لمّا يشتهْر، كتب نضع مقالات ينقد فيها شعر- عملاق – الشعر الحديث آنَ ذاك- أحمد شوقي، أمير الشعراء. وكان شوقي قد بلغ قيمة شهرته، وهو في حدود الخامسة والخمسين من عمره. هنا.. يمكن أن نقول : إن العقاد- أراد (مما أراد من نقذهِ لشوقي) الشهرة .

- إن الإخوة المعلقين الكرام الذين رأوْا أن دافعي إلى تلك المقالة النقدية .. هو الشهره – الظنُّ الغالب أنهم لم يقرأوا لي ، كثيراً ، وإلاّ .. لما ظنوا أني أقصد- الشهرة- بعد أن كتبتٌ ما يربو على أربعين – كتاباً !- في جميع فروع اللغة العربية- والديانة الإسلامية.
كتابي (رُؤَىً –نحْويّة وصرفيّة –تجديديّة) :
- مثلاً : في كتابي (رُؤَىً – نحْويّة وصرفيّة – تجديديّة) –مكون من أربعة أجزاء- عمّان/ نشرته دار البداية- 2011م – أخذتُ على سيبَويْهِ فيه، في أكثر من مئة موضع في كتابه( الكتاب) –وجدْت أنه كفارسيّ لم يتشبع بروح اللغة العربية- فوضع قواعد كثيرة خاطئة. ولاتحتمل مقالة عرْضها ،وإنما هي وارادة في كتابي- الآنف الذكر، ووارد تصحيحي لها،ووضْعي البديل لها. وإنما أكتفي هنا بمثل واحد ، وهو (باب النسبة إلى الجمع- وسيبويه يسمّي – النسبة- الإضافة)-
- يقول سيبَوَيْه في الكتاب في النسبة إلى مُسْلمات وتَمرات- بأن الإضافة إليهما (أي: النسبة) –عندما سُمّيَ بهما، هي : مُسْلمَيّ-وتَمريُّ- الكتاب- 3/373-
- وهذا.. خُلْفٌ من القول، لأن الألفاظ.. حَدَمٌ للمعاني – كما يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني ، في كتابه :(دلائل الإعجاز-) وهذا عين الصواب ، لأننا لا نصوغ لفظة، ثم نبحث لها عن معنى – يناسبها ، وإنما يَجدّ على أذهاننا المعنى ، فنبحث له عن لفظة تؤدّيه- سواءٌ بنَقْل المعنى أم بالاشتقاق أم بالتوليد... إلخ:
- ولذا .. فهذا الذي قرَّرَهُ – سيبويْه – في (الكتاب) تجاوزهُ الاستعمال اليوميّ ، خلال العصور،لأن هذا الذي قرّره لا يُعبّر عن المعنى ، بل يتخوَّنهُ . ولذا .. نَسَبَ الناس، كثيراً إلى الجمع ، فقالوا ، مثلاً:(ابن شاكر-الكُتُبي–فنسبوا إلى الجمع= إلى الكُتُب ، لا إلى الكتاب . وقالوا: البرادعيّ – فنسبوا إلى البرادع- الجمع- لا إلى المفرد- البردعة- وقالوا : الساعاتي- فنسبوا إلى الجمع- لا إلى المفرد- الساعة . وقال: الدوالبي- فنسبوا إلى الجمع- لا إلى المفرد – دولاب . وقالوا : الجواهري- فنسبوا إلى الجمع – لا إلى المفرد- جوهرة-وقالوا: الاتحاد المغاربيّ – فنسبوا إلى الجمع – لا إلى المفرد- المغرب. لأن الاتحاد المغاربي – ليس مقتصراً على دولة المغرب ، بل يضم دول المغرب الثلاث ،فلكي يتضح المعنى قالوا : الاتحاد المغاربي- وليس المغربي ، لأن الألفاظ خدم للمعاني.
- بل .. من أجل وضوح المعنى – الذي هو المقصود.. قالوا : الزّجّاج لصانع الزُّجَّاج ، ولكنْ قالوا : الزَّجَّاجيّ – فأضافوا – ياء النسبة- عندما كان المعنى يتوجّه إلى – بائع الزجاج.ونسبوا إلى –صُور- على: صُوراني- لأن النسبة لها على – صُوريّ- تختلط مع النسبة إلى- صُورة- فينبهم المعنى – وقالوا: فلان الرازيّ – في النسبة إلى- مدينة الرّيّ- فلو قالوا:رَيّيْ، لالْتبس مع النسبة إلى- الرّيّ –أي: السقي-
- وهذا.. يدلّ على أنّ الاستعمال اليوميّ .. اطّرح قاعدة سيبويه – التي تحيل المعنى إلى غموض- واتبع القواعد التي تحافظ على وضوح المعاني.
- ومثلُ هذا .. مئة موضع وأكثر خالفت فيها سيبويه- لأن بعض قواعده كانت قاصرة عن – تَفهُّم – طبيعة اللغة العربية ، وسليقتها- خالفته في كتابي:(رُؤَىً- نحْويه وصرفية – تجديديّه)- أربعة أجزاء- عمّان/ دار البداية- 2011م الآنف الذكر . ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو أول كتاب ، في النحو العربي، يعارض سيبويْه- معارضةً جهيرة، ويأخذ عليه، في أكثر من مئة موضع (وكتبتُ –سابقاً - سبعَ مقالات في موقع –عمون-نقداً لسيبويه) .
- فلو كنت أطلب الشهرة – (وليس الحقّ والصواب) لطلبتها في هذا الكتاب.
فريق آخر:
- وفريق آخر .. رأى أن النقد يجلب الأعداء ، وينفّرُ الأصدقاء.
- فأقول :أهؤلاء الإخوة الكرام- هل اطلعوا على – المعركة النقدية التي دارت بين العمالقة الثلاثة: طه حسين – والعقاد- ومصطفى صادق الرافعي في الثلث الأوسط من القرن العشرين. لقد كان كلُّ منهم ينقد الإثنين الآخرين، ويشتدّ في النقد. ولكنهم لم يكونوا أعداءَاً ، بل كان بينهم علاقات طيبة. وكان لهذه المعركة أثرها : إذْ جعلت كلاً من هؤلاء العمالقة الثلاثة- يبحث ويغوص في البحث ، لكي يبرأ- أو يكاد يبرأ- من النقد . وجعلت كُلاًّ منهم يكتب باهتمام ويراجع ويدقق ما يكتب .
- ومن ناحية أخرى.. جعلت الجمهور المصري (والعربي) القارئ .. ينتظر مقالة كلًّ منهم في أيًّ من الآخرين – بلهفة- لكي يقرأها ، ويرى ماذا وجد من مآخذ على الآخر، أو الآخريْن.
- فخلق هذا النقد المتبادل جوّاً خصباً- وبيئة ثقافية حافزة على القراءة والمطالعة.
- ولكنْ، بعد مُضيَّهم إلى رحمة الله ، ببعد منتصف القرن العشرين.. ركدت الحياة ألفكرية والثقافية، وأضحى كثير من الكُتاب يكتب لنفسة ، ولقلّة من أصدقائه . فخفت صوت الفكر ، وصوت الأدب والثقافة.
- أمّا الدكتور الشيخ عائض القرني الذي تستشهد بكلامه، يا أستاذ نايف – هو من جماعة شيوخ السلطان الذين يجاملون ويفتون بما يريده السلطان . عائض هذا يقول في كتابه (أسعد امرأة في الدنيا) – أقوالاً تقلب تصور الإسلام في الأمور. ولقد كتبت عن هذا الكتاب مقالتين- عنوانهما :(كُتيَّب مُلوّن كدواوين نزار قباني – يهَشّ له الحكام والأغنياء) . لأنه يبقي الحكام والأغنياء – مثل عائض القرني- في نعيمهم ،ويقنع الفقراء بالرضى بما هم عليه من جوع ، وسوء تغذية .
-مما يقول – مثلاً –من هذا الكلام المقلوب- المعاكس للتصور الإسلامي:
- (أيتها الأخت المسلمة، اعملي أربعا .. تكوني أسعد امرأة في الدنيا – ولو كنتِ في خيمة ممزقة، أو في كوخ تصفر فيه الرياح : اعبدي ربّك ،وصلّي فرضك، واحفظي فرجك وأطيعي زوجك .. تكوني –أسعد امرأة في الدنيا-!
.. ولم يخطر ببال هذا الرجل أن يجعل الأربع.. خمساً ، فيقول : والخامسة أن تطالبي الدولة بإلحاح- أن توفر لك- شقة، تقيكي حرّ الصيف وبرد الشتاء – فذلك حقّ من حقوقك على الدولة – بَدَل الخيمة الممزقة أو الكوخ الذي تصفر فيه الرياح . تكوني .. أسعد امرأة في الدنيا .
- وعائض القرني هذا .. يقول في مقالة نشرها في جريدة الدستور /الأردنية – بأن الأمور قدر من الله ، فالمَِلكُ ملكُ بقدر من الله .. والغني غنيً بقدرٍ من الله .. والفقير فقير بقدر من الله-!... إلخ
.. وقد كتبت مقالة في –موقع عَمون- أنكر عليه ذلك ، لأنّ القدر غيب ، ونحن لا نعلم الغيب . ولأنّ قدَر الله تعالى الذي أراده إنما يتماشى مع الحق والعدل والإنصاف والحرية . فإذا قام ملك وكان ظالماً غير مستقيم .. فالقرآن لا يقول لنا: لا تقتربوا منه ، فهذا ملك بقدر من الله . وإنما يقول لنا : بأن قدر الله الذي أراده هو جريان الحق والعدل .. فإذا جاء حاكم أو مسؤول – وجار، وظلم .. فثوروا عليه ، وأنزلوه عن مركزه. وإذا لم تفعلوا فأنتم مقصرون: ( واتقوا فتننةً لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم ، خاصةً) –(الأنفال-25) .
- أمّا الغنيُّ .. فإذا كان كَسِبَ ماله من حلال – فليس عليه إلا أن يدفع الزكاة (والضريبة) وأن يدفع الصدقة.وكان ذالك بجدّهِ واجتهادِهِ ، وبقَدَرٍ من الله المقُدَر. أمّا-إذا كان قد اكتسب ما لَهُ أو بعضه من حرام : من غشّ ، أو مضاعفة السعر حتى يبلغ الربا( لأن الربا هو مضاعفة الكلفة –إذا كان البيع – نسيئةً ، فإذا كان حاضراً كان رباً متفاحشاً) – أو من الاحتكار، أو من النصب والاحتيال. فما اكتسبهُ ليس بَقدَرٍ من الله ، وإنما اكتسبه بقدر من صُنعه هو ..لأن الله جلّ جلاله (لا يرضى لعبادِهِ الكُفَر) –(الزُّمَر-7) – ولاكن الكافر – هو يقدّر الكفر على نفسه. –وقياساً عليه- فإن الله تعالى لا يرضى لعبادة- الغشّ والاحتيال ،في التجارة،والربا... إلخ- ولا يرضى لعباده أيَّ انحراف عن الحق ، في كلُّ مجال . فما يصنع العبدُ شيئاً من ذالك .. فإنما هو قدّره على نفسه. قال تعالى:(ما أصابَكَ من حَسَنةٍ فمن اللهِ . وما أصابكَ من سيَّئةٍ فمن نفسِكَ) –( النساء-79) .
- وإذن .. وَجَبَ على الحاكم – العادل- أن يستردّ من هاذا الغنيّ المالَ الحرامَ . فإذا لم يكن عادلاً- وَجَبَ على المجتمع أن يشكّل –لجاناً – تستردّ من هاذا الغنيّ – وأمثاله – المال الذي اكتسبوه بالحرام – إنْ بالاقناع ، وإنْ بالقوّة . لأن الله – جلَّ جلاله – يقول: (واتقوا فتنةً لا تُصيبَنّ الذين ظلموا منكم - خاصّةً ) –(الأنفال-25) – لأن الذين لم يظلموا –سكوتُهم- على الظالمين ، يؤدي إلى أن يزداد الظلمُ شيئاً فشيئاً ، حتى يطُمَّ ويَعُمَّ .
- والقرآن .. لا يقول بأن الفقر المدقع المؤدي إلى سوء التغذية- قدَر من الله . بل يطلب من الحاكم أن يضع خططاً ومشاريع – منها جبايةٌ الزكاة- وأخْذُ نسبةٍ من أموال الأغنياء – تكفي ، مع المشاريع، لرفع الفقر المؤدي إلى( سُوء التغذية ) – لأن الله خلق في الأرض أقواتاً تكفي الجميع : يقول عن الأرض والأقوات:
( وبارك فيها- وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّام ، سواءً للسائلين) – فُصَّلت-10) – فمهما كان عدد سكان الأرض .. فالله القدير ينزل من الأقوات ما يكفي هذا العدد- فإذا جاع أحد فبتقصير من الدول التي لا تضع خططاً ، وتبني على أساسها مشاريع – إضافة إلى أَخْذ نسبة من أموال الأغنياء- تكفي لاطعام الجميع – لا غنيً مُبطرٌ – ولا جوعٌ مُنكر . أما ما خالف ذلك .. فليس من قدر الله ، وإنما قدر من الإنسان ،أي :من صُنع الإنسان . بل من ظلم الإنسان للإنسان . أما قال تعالى :(إنّ اللهَ غنيٌّ عنكمْ، ولا يرضى لعبادِهِ الكفرَ . وإن تشكروا يَرْضَهُ لكم) –( الزمَر -7) . إن الله سبحانه – خلق الخير والشرّ في بَدْءِ الخلق . ولكن الإنسان هو الذي يصنع قدَرَه ، إن خيراً ، وإن شرّاً . أمّا الله الحكيم فلا يخلق قدَر الإنسان . وإن كانت عناية الله ورعايته ..لا تنقطع عن بني البشر ، بل عن الدنيا كلها
- هذا .. هو قدر الله تعالى : الحق والعدل- ووجوب مقاومة من يخرج على الحق والعدل – وإسقاطه. ومن الحق والعدل ... توفير العيش الكريم للجميع . والله الهادي إلى سواء السبيل





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :