facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حمزة باديس .. رحيـلك مُـــرْ


رشاد ابو داود
10-05-2014 07:23 PM

ليست مهمة المتاعب فقط بل مهنة الموت المفاجىء. الموت حق ولا راد لقضاء الله، لكن ما من موت الا ومعه حزن ودموع ساخنة تحرق القلب . فكيف حين يكون المتوفى زميلا تقضي معه وقتا اكثر مما تقضي مع ابنائك واشقائك، وأسرتك ؟! بل وكيف لا يكون الحزن يقتلع شرايينك من مكانها حين يكون من فقدت من اقرب الاصدقاء الذين تبوح لهم بافراحك واحزانك، وتأتمنه على اسرارك ؟!

حمزة، وحمزة فقط كان يحب أن نناديه، كان انسانا بكل معاني الانسانية، .يريحك حين يراك متعباً، يستمع اليك بعقله وقلبه، يورد لك تجارب عاشها واحداثا مرّ بها طيلة حياته المليئة بالأحداث . لحظات معه وتشعر بالراحة وتتمنى لو يطول الوقت ليحدثك اكثر عن والده الجزائري الذي جاء الى فلسطين في الثلاثينيات من القرن الماضي ليناضل مع ثوار فلسطين ويعيش في يافا ثم ينتقل بعد نكبة 1948 الى القدس حيث انجب حمزة .ويعود حمزة الى الجزائر ليتعرف الى عائلة ابيه ذات التاريخ العريق .

قبل ايام كان حمزة شعلة نشاط، يركض ركضا في ممرات الجريدة حاملا صفحة اخرجها بابداع كما لو كانت جوهرة ، معتزا بها، فخوراً بابداعه . تشعر انه بسرعة حركة ابن العشرين لا رجل تجاوز الستين . دخل مكتبي ومعه شاب وسيم كأبيه «هذا ابني سامي» قالها بنشوة أب حقيقي . تحدثنا قليلا وعند مغادرته قلت لسامي «ديروا بالكم علينا نحن الآباء» ضحكنا جميعا وغادر . لم اكن اعلم ان الموت كان يسمع وهو ايضاً يضحك ! لم يعد ثمة وقت لرعاية ابن أو اخ أو صديق !

حمزة كان مبدعا حقيقيا دخل الصحيفة من باب الاخراج والثقافة من كل الابواب، والحياة من باب الحياة الجميلة الرائقة فكان مثقفا ملما بالشعر والتاريخ، ذواقا للفن والأدب بكل انهاره . وقد نشر رواية تحدث فيها عن الانسان وبواطن التفس البشرية .ارتحل وراء مهنته من الاردن الى السعودية الى قطر وعاد قبل اربع سنوات الى حيث كان في «الدستور» التي احبها و احبته .

سافتقد في حمزة الاسفنجة الذهبية التي كانت تمتص توتري، كما كنت انا له حين يتوتر . وما الصحافة الحقة الا توتر فراحة فتوتر، وكل يوم حياة جديدة حتى تلد المطبعة الجريدة .سافتقد رقيه ورائحة الكولونيا التي كانت تفوح من مكتبه وصوت فيروز يحضر البحر من يده والياسمين بزهره الى مكتب انيق كاناقة حمزة .
رحمك الله يا صديقي.يا من رحلت فجأة فآلمتنا وأبكيتنا!!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :