facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نساء محسودات!


فريهان سطعان الحسن
12-05-2014 04:13 AM

هي فتاة أنهت درجة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال، وتعمل بوظيفة جيدة لكنها ليست التي تطمح إليها. و"العريس" الذي تقدم لها لم يكن بالمواصفات التي تحلم بها.. كما أن حياتها لم تكن كما رسمتها، رغم أنها فعلياً حياة جيدة ولا ينقصها شيء.

دائما تشعر أن شيئاً ما وراء عدم تحقيق ما تتمناه، أو معاكسة القدر لها، وهي دائمة الشكوى والتذمر بعد أن وجدت ضالتها، وأدركت سبب ما تعتبره "إخفاقاتها" في مجالات عدة؛ فليس ما يحصل ذنبها، بل هي "محسودة" بسبب ملاحقة عيون الناس لها باستمرار.

هكذا تلخص هذه الفتاة تفاصيل حياتها. فلا شيء يسير وفق ما تتمناه لأن الحسد يأكل كل شيء كان يمكن أن يكون لها، في صفها أو يحقق أمنياتها.

فتاة أخرى شعرت أن حياتها أصبحت أفضل بعد أن عاندتها سنين طويلة. لكن ذلك تحقق فقط عقب زيارتها "شيخاً" معروفا "قرأ عليها"، وعالج -كما تقول- "العيون الحسودة" التي كانت عائقا بينها وبين أي تقدم يمكن أن تحصل عليه.

هي الآن مطمئنة، لأن حياتها تسير على ما يرام! وفي حال شعرت أن الحسد ما يزال يلاحقها، فستعود لذات "الشيخ" أو "العرّاف"، حتى يساعدها في "فك" السحر، أو القضاء على العيون الحاسدة الماكرة!
هذه حال الكثير من النساء؛ يعلقن إخفاقاتهن أو قلة "حظهن" على مشجب الحسد، الذي يصير وحده شغلهن الشاغل.

في كل حديث لا تغيب عن لسانهن كلمة "نحن محسودات"، "أمورنا تتعركس باستمرار"، "حالنا واقف"، "الناس ما بتتركنا بحالنا".. إلخ.

محزن أن نرى تلك النماذج بكثرة بيننا؛ يتخلين عن علمهن وثقافتهن ومعرفتهن، ويبقين أسيرات لتلك المعتقدات، من دون أن يكون هناك أي تقدم ملحوظ في حياتهن، أو سعي نحو الإنجاز والاختلاف وتحقيق الطموح، عوضاً عن تعليق الإخفاق الذي يصيبنا جميعاً على شماعة الحسد.

المشكلة أن الفتيات ورغم حصولهن على تعليم جامعي، ما يزلن ينسقن خلف "الخرافات"، ويرضخن لدوامة الخوف وهروب الحظ وعيون الناس. يساعدهن في ذلك المجتمع والعائلة أحياناً كثيرة، حين يؤيدن تلك "الخزعبلات"، ما يجعلهن يلجأن للعرافين من أجل "فك حجاب اللعنة"!

على مدار أكثر من نصف قرن، تضاعفت أعداد النساء المتعلمات، ارتقى بعضهن إلى أعلى مراتب الوظائف العامة والخاصة. وفي الوقت نفسه، انحسرت نسبة الأمية بين النساء، ما بشّر بتنامي الوعي والتخلص من السلبيات داخل المجتمع.

لكن رغم كل تلك الإنجازات، فإن العقلية الرجعية ذاتها ما تزال تسيطر على طريقة تفكير نسبة غير قليلة أبدا منهن، وعلى أسلوب تعاطيهن مع تفاصيل الحياة وتكريس السلبيات داخل المجتمع.

إن المرأة تقع في فخ النظرة المجتمعية. وما تزال تلجأ إلى تفسير جميع ما يحصل معها وفق معايير شعبية قديمة، تؤثر بلا وعي في قدراتها ومداركها، لتبقى ضمن عقلية لا تسمح لها بالتطور أو الاختلاف، وبالتالي أسيرة تفكير لا يقدمها خطوة واحدة، فلا معنى للمعرفة والثقافة والعلم الذي اجتهدت به.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :