بدأت الاستعدادات والترتيبات لاستقبال قداسة البابا في الاردن .. دولة التآخي والمحبة ..
ووراء جلالة الملك ، سيخرج الاردنيون لاستقبال البابا فرنسيس .. وسيجدنا على امتداد الاراضي الاردنية قد تلاقينا هلالا وصليبا .

اننا هنا على ارض الاردن .. مملكة التسامح .. الناس سواء ، ولا فرق بينهم بغض النظر عن العرق او الجنس او اللون او الدين .. اننا هنا في أردن العرب ، نقتدي برؤية واضحة حدد معالمها وارسى رسالتها منهاج الحكم العادل ، والشفافية في القوانين والانظمة والتعليمات . وان الجهود متعاضدة ومتكاملة على ايدي اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية ، ابناء وطن واحد ، نحو تحقيق الهدف الاسمى وهو تفعيل الحوار ، وتعاظم التعايش المشترك .

ولقد اكد الاردن .. قيادة وحكومة وشعبا .. وجميعهم صناع سلام .. السلام القائم على العدالة والمساواة .. السلام المبني على اهمية بناء جسور التواصل بين اتباع الديانات السماوية .. هنا على ارض نهر الاردن الخالد .. وهناك على امتداد الارض الفلسطينية المثقلة بالعنف والقتل والتشرد .. ارض الصمود عبر التاريخ .. والأرض التي تحتضن المسجد الاقصى المبارك ، ومهد السيد المسيح عليه السلام ، وكنيسة القيامة .

نعم .. لا تزال القافلة تسير .. والبرامج الهادفة متواصلة في حقول التعليم والابحاث والثقافة والحوار . وتتسارع الخطوات وآليات العمل ، ضمن منظومة متناغمة ، نحو التأهيل المتواصل بالقيم الحضارية في التعايش السلمي الديني بين شعوب المنطقة ، وخلق التوازن ، والحد من مظاهر التعصب والتطرف ، واقتلاعها من الجذور حيثما وجدت !

وهاهي التجربة الاردنية الفريدة في فحواها وآلياتها ومناهجها .. التجربة التي عملت وما تزال على تشجيع التعايش الديني ، ضمن اطر ديمقراطية واحترام الانسان لانسانيته .. وردع النزاع الفكري والجسدي ، تحت ستار الدين . انها التجربة الاردنية ، التي حازت بجدارة على اعتراف رسمي ، من الدوائر العالمية المختصة حول حقوق الانسان !

وهنا في كل منطقة فوق جبال وروابي عمان الحبيبة لوحة فسيفسائية رائعة .. فهناك مئذنة يعلوها الهلال .. وبالقرب منها جرسية كنيسة يعلوها الصليب .. انه التآلف والتعايش المشترك .. انه الايمان بالله سبحانه وتعالى .. انه التعاضد والتكاتف .. انه الوطن الذي نفتخر ونعتز به عندما نقول وننادي بأعلى اصواتنا " لقد تلاقينا هلالا وصليبا " .

فاهلا بسيدي الحبر الأعظم في مملكة التسامح .. هنا على أرض نهر الأردن الخالد .. وليكن اسم الرب مباركا .