facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا فلسطين الأرض .. *ناهض الوشاح

17-05-2014 03:47 AM

كان من السهل أن يضغط على زناد بندقيته ... كان بإمكانها أن تقول في نفسها أمره لا يعنيني ... كان ما كان أني ولدت على أرض فلسطين ونجوت من قبضة جندي غبي يحرس كنيسة مهجورة ... صرخت في وجهه امرأة لا أعرفها وتعرف أن كل أولاد فلسطين أبناؤها ... أمسكت البندقية من يده المرتجفة وصرخت في وجهه : أتريد أن تقتل ولدي ...لقد حملته بجانب قلبي لينتهي فرحي بفجيعة الأقوى على حق . اتركه وشأنه ... لم يفهم كلامها ولا شيء يعنيه سوى شهوة السلب ، طفلٌ تربّى في أكاديميات ,اقتل كي تعيش ... اخدع كي تملك .

دفعتني بعينيها وهي تدفع الجندي بيديها تاركة لي مسافة لا أنظر فيها إلى الخلف ... انطلقت كسهم مكسور من قوس مهزوم لا تحدوني سوى رغبة بالبكاء على وطن ولدت في قلبه ليعيش في قلبي .

(أماه كيف يسعني ألا أواصل تذكرك ؟) وأنا سجين خلف الأبواب المفتوحة ... أرسم شعوبا صغيرة تملأ مدينتي الكبيرة بالبشاعة والخوف والنسيان يكشف عن عورة شعارات في متناول ألسنة تتدلى تهتف : الحق حماقة بلا قوة ولا أحد يُبالي بوطن لا نملكه بل نُدندن لحن فجيعة تحكه أصابع أيار كلما لامس جرح النكبة ذاكرة جفت على عتبات اللهفة .

من منا يستطيع اختيار وطنه بعد موته ... لن يكون هناك متسع من الوقت لتلبي نداء القلب لأن رحيلك لم يكن من اختيارك وصنع يديك ... نُفيت َوكتبت السطر الأخير من حياتك قبل الوصول ... البحث عن ضائع ضياع يشبه أندلس موجودة وفلسطينٌ مفقودة من سنين طويلة نركض صوب الانحناء كي تمر العاصفة لنحظى بلحظة انتصار واحدة ... فلا يكون هناك سوى غصة تخرج من الخاصرة ... وحفنة نحن من الأفواه المترامية .

في داغستان بلد حمزاتوف... الإنسان بحاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلي ستين عاما ليتعلم الصمت ... وفي فلسطين بلدي يتعلم الإنسان المشي والرفض والجوع والتشرد والحصار وهو ابن سنتين ... ويتعلم الزحف وهو ابن ستة وستين عاما من الحزن والانتظار ... من الشغف المشاكس والبكاء على الديار .

تنهمر الأرقام بعدد الأسرى والقتلى و الجوعى ... أي خيبة تُصرّ على البقاء في أرحام عقول دفعها المألوف بتشبيه شهقة الدم النافرة بخرير الماء ... أي جحيم يقبع في أعماق لا مبالاتنا .... فارغون كقطعة قماش بللها بُصاق طفل على تاريخ لم يستر حتى عورة ابن العاص ... فاجتاحت الفتنة جسد علي مضرجا بكرامته .

واجتاح اليهود وطنا نكتبه بعد ستة وستين عاما شجن على وهن . مضرجون بالتشرد وخارطة على جدران بيت في منفى .

يا فلسطين الأرض يا وطني ... سيجف قلبي لو نسيت ترديد اسمك كل يوم ... التصقي بي أكثر كما لو أنك أمي وأنا ابنك المسافر منك عنك إليك .





  • 1 وطن النهار 17-05-2014 | 02:15 PM

    دامت فلسطين للابداع عنوان ووطنا يعيش فينا قبل أن نعيش فيه ,كل التحية والتقدير لعمق قلمكم ونبل مشاعركم.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :