facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصفيق حار .. ودموع في برشلونة!!


د. هاني البدري
22-05-2014 03:31 PM

في نهائي بطولة دوري إسبانيا التي أقصت برشلونة البطل الأسطوري بصعوبة أمام أتليتيكو مدريد، في مباراة أقل ما يقال فيها إنها درس في الرياضة النظيفة والروح المتسامحة والأخلاق.. لم يتوقف جمهور برشلونة عن التصفيق الحار لأداء الفريق الذي قضى على أحلامه، بعض مشجعي برشلونة كانوا يصفقون إعجابا بأداء الفريق الخصم فيما عيونهم تذرف دموع حسرة الخسارة..

في نهائي دوري اسبانيا، اقتنعت أننا من (طينة) أخرى، وحتماً لسنا من تلك الشعوب التي تشكل الإنجاز الحضاري البشري الآن بالحوار والتسامح واحترام الآخر وتقدير جهد الآخرين، والاعتراف بأفضلية الأحسن وباستحقاقه الأفضل..

إن فرص النجاح والإبداع والتميز هي جزء من (كيكة) المحاصصة التي لا نعيش بدونها، ولا نرضى الا بتربعنا فيها، على نظرية "يا فيها يا اخفيها"..!! لا أذكر أن فناناً عربياً امتدح فضائل فنان آخر إلا بما تفيض به بعض العبارات الدبلوماسية المطاطة من أداء مستهلك لا ينم الا عن غيرة (أبناء الكار) الواحد..

يتكرر المشهد بين المثقفين والكتاب والإعلاميين والحزبيين ورجال الدين حتى.. في العالم العربي..!! أما السياسيون فلا مجال للتصفيق لأداء جيد ولا حتى من قبيل المجاملة، فمغادر الموقع واقع.. والقادم مهلل به وبمواهبه، وفي التصريح رقم واحد، يكون الحديث دوماً عن "احترامنا لكل الجهود التي سبقتنا.. ولكن أمامنا مشوار طويل من تصحيح الأخطاء وتعديل المسارات" ينتهي التصريح الأول بابتسامة مشفوعة بعبارة "ادعوا لنا بالتوفيق لخدمة البلد وخدمتكم"..!! أذكر أنني التقيت رئيس وزراء كان غادر موقعه في تغيير وزاري صبيحة ذات اليوم الذي التقيته فيه مساءً على شاطئ البحر الميت، لعله احتاج للحظات صفاء في ذات يوم الرحيل في أخفض بقع الأرض..!

أتذكر أنني ومن باب المجاملة التي لا نعرف غيرها قلت له.. "الله يعطيكم العافية يا باشا.. ما قصرتوا وعملتوا جهدكم"، فأجابني بسرعة البرق وكأنه كرر الإجابة عشرات المرات منذ صبيحة اليوم.. "الصحيح غادرنا وسلمناهم كل الملفات جاهزة للتطبيق.. عليهم أن ينفذوا فقط" شكرت دولته قبل أن يختفي نزولا ويغوص في البحر الميت..!

بالمناسبة، بذات التجربة الفاشلة التي خرج بها دولته.. خرج خلفه الذي تسلم الملفات الجاهزة.. وغادر وتركها لمن وراءه جاهزة..! نحن لا نشكر صاحب فضل، وخصوصاً أولئك الذين مدوا أيديهم لينتشلونا في أول الطريق، لا نعترف لصاحب أداء كبير بل نحيل إنجازه لعشرات الأسباب؛ أسرته، عشيرته، ثروته، نسيبه، دهائه، لسانه، أي شيء، إلا السبب الذي يمكن أن يكون سبباً بالفعل.. تميزه. حتى في تلك التجارب التي نجد أنفسنا محصورين في زاوية لا تمكننا من الطعن في نجاح.. نجد أنفسنا بدون أن نشعر ننفث غضبنا وغيرتنا الممزوجة بربع اعتراف.. فنتندر "فعلاً انه شاطر.."!!

نحن العرب لن نقف يوماً في مدرجات برشلونة.. لأننا لا نقوى ولا نعرف كيف نصفق من قلوبنا!!
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :