facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نظرية أبو محمد !


28-02-2008 02:00 AM

كنت في زيارة لأحد الأصدقاء ،حيث تصادف وجود العديد من الاشخاص في تلك الجلسة ، و من ضمنهم الحاج أبو محمد - بطل القصة و صاحب النظرية - .

اسمحوا لي في البداية أن أعرفكم قليلا على الحاج أبو محمد : هو رجل في الخمسين من العمر ، نموذج جميل من الناس الذين يعيشون على كوكب أخر غير الذي يعيش عليه بقية مخاليق ربنا ، يهوى العزائم و جلسات الموائد - يحب المال - و ما بيعرف وين الله حاطه بهل الدنيا ( كما يقول المثل ) ،

أما مختصر القصة ( كي لا أطيل عليكم ) ، فقد كنت اتحدث مع الاصدقاء حول التطور العلمي الذي شهده الغرب ، و ليس الغرب فقط و لكن النهضة التي شهدتها دولا كنا نعُدها لفترة قريبة من الدول المتخلفة مثل بعض دول شرق اسيا ، و كيف أنها اصبحت الآن نموذجا يجب الاحتذاء به ، و كيف أن الغرب قد سبقنا بمراحل كثيرة في مجال التصنيع و التكنولوجيا ، و كيف اصبحنا مجتمعا استهلاكيا من الطراز الاول ،

استمر الحديث ساعتين ، طبعا كل هذا و الاخ أبو محمد شبه نائم و لا يشارك بالحديث ، و ربما ينتبه من غفوته أحيانا ليتفقد المائدة خشية أن يتم تقديم الطعام أثناء نومه ،

ثم فجأة و دون سابق انذار استيقظ الحاج أبو محمد من غفوته و اعتدل في جلسته و فتح فمه استعدادا لينطق بالجوهرة المكنونة و يُعلن نظريته على الملأ ، فقال :

سبحان الذي سخر الغرب لخدمتنا و فرغنا لعبادته

هكذا خرج علينا أبو محمد بهذه النظرية ، و قد حمد الله و شكره على تسخير الغرب لخدمتنا و ليريحنا من التعب - كي نتفرغ نحن فقط لامور العبادة !

أنا لم أجد أي تعليق على نظرية الحاج أبو محمد ، فمن المحزن أن يصل بعض افراد امتنا الى مرحلة من الجهل و اللاوعي بحيث يرى أن سلبيتنا و تخلفنا هو نعمة من عند الله و فضل !!!!!

فلو كان الامر كذلك لما قام العرب و المسلمون الاوائل بإنشاء هذه الحضارة العظيمة التي امتدت الى عدة قرون ، و حكمت أكثر من نصف العالم .
ليس غريباً علينا نموذج أبو محمد الذي لايفقه من الحياة سوى مايداعب رغباته وملــذاته ،
انه الامر المضحك المبكى ،
أما الامر المؤلم فهل لك ان تتخيل كم مليون ابو محمد يعيشون في مجتمعاتنا العربية ؟
يمثلون اكبر سوق استهلاكية في العالم ، و ليس لهم اي مكان على خريطة ،
هذا ماأراده الغرب ، أن يجعل منا اناس ثملين بلا سُكر ، همنا فـــي بطوننا وملذاتنا ، وعديمي الشعور بأيـة مسؤولية وطنية أواخلاقية و لا نفقه شيئا مما يدور حولنا .

الأتكال الكامل على الغرب أو بالأحرى على الدول الصناعية لتُقدم لنا كل مانحتاجه وبأثمان ربما تكــــون بخسة نعتقده نعمة في الوقت التي تنعكس علينا تبعاتها بعد حين لتصبح علينا نقمة ،

و اخيرا اقول ، هل الغرب يخدمنا فعلا .. ام نحن اصبحنا خدما للغرب .

yousco1@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :