facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن السفير الذي كان ! .. *العين المهندس محمد الشهوان


mohammad
04-06-2014 01:51 PM

فرق واضح بين من ينتصر لشخص ومن ينتصر لدولة ، فالأول يبحث بالضرورة عن مبررات تجعل من ذلك الشخص حالة مهمة وأساسيةوذات أثــــر على الصالح العــــــام ، والثاني لا تعوزه المبررات ابدأ وهو ليس بحاجة للبحث عنها ما دام يرى أن مصلحة الدولة تقتضي أن ينتصر لها الجميع ، باعتبار أن ذلك واجبا وطنياً لا غضاضة فيه .

تابعنا كسائر الأردنيين قضية سفير سورية الشقيقة لدى المملكة ، وكان واضحاً جداً منذ اللحظة الأولىلقرار الحكومة بشأنه أنالأمر يتعلق بشخص السفير لا بالعلاقة مع الدولة السورية وأن للحكومة مبرراتها المنطقية التي لا يعاندها فيها إنسان ما دام ذلك السفير قد خرج وبعلم الجميع على المبادئوالأعراف الدبلوماسية بين الدول ، ولمرات عديدة لم يتردد فيها عن توجيه الشتائم والاتهامات في كل الاتجاهات هنا داخل المملكة وهناك خارجها ، وبرغم التنبيهات العديدة من جانب وزارة الخارجية والسلطات ذات العلاقة والمواطنين والمتابعين ، فان السفير لم يتوقف عن مخالفاته لا بل أمعن في التمادي وبصورة استعلائية وعلى نحو أوجد شعوراً لدى الكثيرين بأنه يسعى فعلا لأن يُطرد بحثاً عن " بطولة " لدى حكومة بلاده .

لم تخرج الحكومة الأردنية عن أصول العلاقات بين الدول ، وإنما تصرفت بحكمة بالغةعندما قالت وبالحرف الواحد أن هذا الشخص غير مرغوب فيه بعد أن تجاوز وعن عمد كل الحدود ، وانها ترحب بترشيح شخص آخر مكانه يكون سفيراً بحق لبلاده لاشخصاً منفلتاً من عقاله يسيء إلى العلاقات متعمداً خلافاً لمهمته الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول .

لقد أبدى الكثيرون أراءهم حول هذه المسألة ومنهم من تسرع وصور الأمر كما لو كان قطعاً للعلاقات وذهب بعيداً في التحليل والتأويل والاتهام ، ولم يكلف النفس الالتفات إلىالحقيقه كما هي ، ومنهم من تفهم المسألة كما هي باعتبارها قراراً سيادياً لدولة ترفض أن تكون ساحة لبطولات زائفة يمارسها سفير دولة شقيقة دون أدنى اعتبار لأصول الضيافة أو حتى أصول العمل الدبلوماسي .

لنتصور للحظة لو أن سفيراً أردنيا مارس الشيء ذاته الذي أوغل فيه ذلك السفير في دولة شقيقة ، سورية أو غيرها ، فهل كان يمكن تحمل وجوده ولو لساعات مثلاً ، وبالأحرى هل يمكن لسفير أردني أو غير أردني أن يمارس تلك المنهجية غير المنضبطة والمنافية لسائر الأعراف والتقاليد وأن يشتم هذا ويتهم ذاك دون أن يُطرد وفوراً .

لقد طالب أردنيون كثر بوضع حد لممارسات السفير المطرود ، وطفح الكيل كثيراً ، ووجه الكثيرون كذلك لوماً مباشراً للسلطات الأردنية المختصة على صمتها وصبرها على ممارساته ورأى البعض أن ذلك ينم عن ضعف وتهاون غير مبرر على الإطلاق بعد أن استمر ذلك الرجل في التمادي على الدولة الأردنية ومسؤوليها وعلى علاقاتها الخارجية وكأنه "المندوب السامي" الذي يحق له ما لا يحق لاحد سواه .

الأردن دولة محترمة ذات سيادة ، كرامتها وعلاقاتها ومصالحها فوق كل اعتبار آخر وفوق كل شخص آخر أيا كان ، والأردن بالذات هو الدولة الاميز التي لم تكن في يوم من الأيام سبباً في الإساءة لشقيق أو صديق ، ولديهـــــا من مخزون القيم والمبادئ والأخلاق الأصيلة ما لا يمكن أن يتنكر له عاقل راشد ، وقيادتها هاشمية محترمة لها من المكانة والحضور ما يفوق الوصف ويتجاوز بكثير محاولات صغير يسعى عبثاً إلى تشويه الصورة لمرض في النفس أو بحثاً عن شهرة زائفة وبطولة وهمية على حساب الحق والحقيقة وأصالة الموقف كما حاول السفير المطرود أن يفعل.

نؤمن بحرية الرأي والموقف ، لكننا نجزم في المقابل أن كرامة الأردن وسيادته على أرضهوعلى قراره وكرامة شعبه العزيز ومؤسساته وسلطاته اكبر بكثير من أن يتهاون فيها احد مهما كان الثمن .

نحيي الحكومة وقرارها الصائب الشجاع ونسأل الله العلي القدير ان يحفظ سورية الشقيقة أرضا وشعباً وأن يكتب لها الأمن والسلامة والاستقرار ، وأن يخلصها من أمثال ذلك السفير الذي يسيء اليها اكثر بكثير مما يُحسن " أن كان يحسن أصلا ، وهو الذي يوظف ازمتها ومعاناتها المستفحلة سبيلاً للوصول والتسلق ، ولاحول ولا قوة إلا بالله .





  • 1 احمد المومني 05-06-2014 | 01:11 PM

    تحليل دقيق ورائع من الكاتب ويتوافق مع الغالبية العظمى من الشعب الاردني .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :