facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما يجري في العراق ثورة شعبية ولا عزاء للمالكي


صالح بن عفصان العفصان الكواري
19-06-2014 02:53 PM

لم يكن مفاجئاً ما جرى ويجري حالياً في العراق من تداعيات خطيرة وسقوط مدو لعدد من المدن والمحافظات وانهيار فاضح للجيش وفوضى سياسية وأمنية وتهديدات وتلاسن واتهامات بأقذع الألفاظ .

لقد حدث ما حذرنا منه طوال السنوات الماضية القليلة ، حيث كانت النار تشتعل تحت الرماد بسبب سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي الإقصائية والطائفية التي حرص من خلالها على تهميش فئة أصيلة من مكونات الشعب العراقي ظلت على مر التاريخ حاملة لواء الدفاع عن العراق ، بدليل أنها كانت أول من تصدى للمشروع الأمريكي لاحتلال العراق ، وأعني بها أهل السنة في العراق وزعماء العشائر الذين اكتووا كثيراً بسياسات المالكي العنصرية المذهبية الطائفية وعانوا منها وصبروا عليها، وكان ربيعهم من أجل نيل حقوقهم اعتصامات سلمية على مدى الشهور الماضية دون جدوى.

لذلك نقول بملء الفم ويقول معنا كل محايد وحادب على مصلحة العراق إن ما يجري في العراق هو بكل المقاييس ثورة شعبية تقودها العشائر وزعماء وقيادات القبائل في وجه نوري المالكي الطائفي الذي مهما حاول التخلص من مسؤولياته وتبرئة نفسه مما يحدث لن يفلح ولن يستطيع ، بعد أن اشتد خناق الأزمة عليه وسقطت محافظاته وهدده الثوار بالزحف عليه في بغداد حيث يتخندق ويتشدق ويكيل الاتهامات يمنة ويسرة لتبرير فشله الذريع في إدارة العراق الحبيب.

لم تكن لدى المالكي ولا لدى داعميه في محيطه الإقليمي وفضائه الخارجي ومحرضيه للأسف على مكون أصيل من أبناء شعبه ، لم تكن لديه الشجاعة الكافية ليعترف ويقول إنها ثورة شعبية كان هو أول من أشعل جذوتها بنهجه الطائفي الأعوج وسياساته الطائفية الإقصائية العنصرية العرجاء.

وبدلاً من أن يعترف ويعمل على مصالحة شعبه وتصحيح أخطائه ، ذهب بعيداً بتوجيه الاتهامات جزافاً ودون سند ودليل لدولة قطر وللمملكة العربية السعودية الشقيقة بدعم ما أسماه الإرهاب في العراق.

أي إرهاب يتحدث عنه هذا المستبد ، المسكون بحب السلطة واللاهث أبداً لمحاربة شعبه وتقتيل فلذات أكباده من أبناء العراق الأحرار ، أبناء العشائر والقبائل السنة الذين قالوا له كفى طائفية ومحسوبية وإقصاء وعنصرية.

نعم قد يكون هناك بعض المندسين من عناصر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش» لكن السواد الأعظم الذي أشعل الثورة الشعبية وفجرها ورفع لواءها في وجه المالكي هم أبناء العشائر والقبائل العربية الأصيلة من السنة بجانب بعض قيادات وأفراد جيش العراق السابق، هذه هي الحقيقة المرة التي لا يريد المالكي الاعتراف بها ويقر بأن ما يحدث في بلاده من تطورات ، هو ثورة شعبية بامتياز تؤكد كل الشواهد أنها كذلك ، إلا لمن كان في عينه رمد وفي عقله مس.

لذلك نؤكد أن ما جرى ويجري في العراق ليس داعشاً أو إرهاباً تموله قطر والسعودية ، كما يروج له المالكي وحلفاؤه الذين قادوه لهذا المأزق ، فادعاءاته وقوله مردود عليه ، بل ما يجري هو ثورة شعبية ضد نظام ديكتاتوري بعد أن طفح الكيل بالثوار من أبناء القبائل والعشائر السنية واستحوذ عليهم الغبن وطالتهم عصا المالكي الإقصائية العنصرية البغيضة .

لذلك يتحمل نوري المالكي وسياساته الطائفية الإقصائية الظالمة ما يجري في العراق وما آلت إليه الأوضاع فيه ، وعليه إن أراد تجاوز هذا المأزق ، الاعتذار لأبناء القبائل والعشائر السنة والعمل على مصالحتهم والوفاء بحقوقهم التي ظلوا يطالبون بها سلمياً لشهور مضت.

وللأسف يعمل نوري المالكي الطائفي والعنصري ، المهووس بالسلطة من حيث يدري أو لا يدري على تأجيج الخصومات بين أبناء شعبه وزرع الكراهية بينهم بانحيازه الواضح والفاضح لمذهبه ضد السنة ومحاولاته المكشوفة استمالة فئات الشعب الأخرى بالمال ووسائل الإغراء الأخرى إلى جانبه.

ولذلك كله حمل أهل السنة وقيادات ورجال العشائر السلاح وأعلنوها ثورة في وجه المالكي وسياساته العنصرية الظالمة التي تهدد بتفتيت العراق أكثر بعد أن أصبح الشمال الكردي شبه مستقل لدرجة تصديره النفط دون علم الحكومة الكسيحة في بغداد.

بقي أن نشير بكل أسف واستغراب إلى قول وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة أن ما يجري في العراق إرهاب، وأكد تعاطف بلاده في موقف غريب وشاذ عن دول مجلس التعاون مع حكومة نوري المالكي ضد ما أسماه بالإرهاب!

كيف بالله عليكم يستقيم هذا الموقف عقلياً مع ما نراه وما ظللنا نتابعه ونعيشه منذ شهور من سياسات ظالمة وتهميشية وإقصائية بحق أهل السنة والعشائر والقبائل العربية الأصيلة في العراق ليأتي العبدلله ويصف ما يجري في العراق في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الثلاثاء الماضي ، بأنه إرهاب يدينه بكل صوره وأشكاله.

وللأسف فإن الوزير يؤيد بذلك نوري المالكي العنصري الإقصائي في اتهاماته للسعودية وقطر بدعم الإرهاب ويخالف موقفهما الصريح بل موقف بقية دول مجلس التعاون المؤيد والداعم لحقوق أهل السنة ورجال العشائر المنتفضين الثائرين ضد حكومة المالكي العنصرية الإقصائية!

إن هذا الموقف الداعم لحكومة نوري المالكي العنصرية الطائفية، يناقض تماماً كما قلت مواقف السعودية وقطر ودول مجلس التعاون التي تحمّل المالكي مسؤولية ما يجري في العراق باعتبار أن سياساته العنصرية الإقصائية هي أساس المشكلة.

لقد وضع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية يده على الجرح العراقي النازف حيث عزا سعادته لدى مخاطبته أمس الأول قمة رؤساء الدول والحكومات لمجموعة الـ 77 والصين في مدينة سانتا كروز ببوليفيا ما يجري في العراق إلى عدة عوامل سلبية تراكمت على مدى سنوات، أبرزها انتهاج سياسات فئوية واعتماد التهميش والإقصاء وتجاهل الاعتصامات السلمية ووصف المعارضين بالإرهابيين.

وحقيقة نقولها إنه لا مصلحة لقطر فيما يجري في العراق إلا مصلحة الشعب العراقي وسلامته ، هكذا هي قطر مهمومة بهموم شعوب أمتها ، لا يهمها من يحكم بقدر ما يشغلها ويقلقها ظلم الحكام للشعوب ومعاداتهم لها بعد أن ائتمنهم الله عليها . فليخسأ الخاسئون والظالمون والاقصائيون من أمثال نوري المالكي والمطبلين لهم، وليعش العراق حراً أبياً ، موحداً أرضاً وشعباً.

نقول للمالكي لا تعاد شعبك ، لأن ما يجري اليوم في العراق من ثورة شعبية لم يحدث من فراغ ، فأنت المسؤول الأوحد عنه ولأن استنجادك بالخارج لن ينفعك ، فلن ينفعك حزب الله ولا الحرس الثوري الإيراني ولا التدخل الأمريكي الذي تطالب به لإخماد الثورة الشعبية الأصيلة ، بل إن الضمانة الوحيدة لبقائك في السلطة هي أن تصالح شعبك وتتصالح أولاً مع نفسك وتخرجها من جنون العظمة وهوس السلطة وتهميش وإقصاء المعارضين والخصوم السياسيين ، وإلا فالثورة ماضية في تحقيق أهدافها بعد أن انكسر قيد الصمت وانقطعت حبال الصبر التي مدها لك الثوار طيلة الفترة الماضية وحينها سوف لن ينفع الندم وعض الأصابع.

إنها مفارقة عجيبة أن يجتهد المالكي بعد أن أخفق في إدارة العراق لجمع القوات الأمريكية وخصومها من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى جانبه للملمة أوصال دولته الفاشلة التي انهار جيشها وفر من وجه الثوار وليجعل الوضع جحيماً أكثر على أهل السنة في ظل الوقائع الماثلة والظروف الراهنة التي تنزف دماً في العراق الشقيق.

* رئيس تحرير الراية القطرية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :