facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين شوك الامان .. ورغيف الفوضى والنار .. ماذا تختار؟


إخلاص القاضي
19-06-2014 05:41 PM

حالة من التململ تسود اوساط الكثيرين ممن يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا على الوطن وحبا له، وسط اشتداد الازمة في العراق، والتداعيات المفترضة على الاردن حدوداً وأرضا وامنا واقتصادا وغيره، بعدما اغرق الاردن لجوء متعدد الجنسيات لاسباب مختلفة لم تكن آخرها الازمة السورية.

كلما قُلنا ان الامور سارت على نحو يقنع المواطن الذي لا يرضى بغير الاردن بديلا - رغم تباطؤ مسيرة الاصلاح - وملفات عالقة تراوح المكان، وجدنا ان الاردني مضطر لتذكر اوجاعه وهمومه وقلقه على لقمة عيشه وأمنه رغم التأكيدات التي تقول ان الاردن "محصن ومنيع"، والخطورة تكمن في "خلايا نائمة"، ليست مدججة بالاسلحة، بل بافكار محقونة تنتظر فرصة للانقضاض على اي شيء، بلا هدف واضح، محركها الفقر والبطالة والاحساس بالغبن والتهميش والاضطهاد والالغاء والاقصاء والجوع والحزن والمرض.

كنت قلت في تقرير نشرته سابقا ان عقلانية الاردنيين وتعلقهم بوطنهم وحكمة الهاشميين وقدرتهم على ادارة الازمات منعت عسكرة الديمقراطية في الاردن، بينما رد علي احدهم: هي ليست عقلانية لاحد، هي قوة للمخابرات والجيش والدرك، واخذت كلامه على محمل الايجابية، فقلت له، وما المانع ان نكون محصنين امنيا، فاجابني، ليس بالامن وحده يحيا الانسان!

هنالك حالة اخاف ان اصدق تفسيري لها، واخاف ان ابني عليها، فقد ذهبت لاعداد تقرير حول اهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به كل من العراق وسوريا فضلا عن الازمات في دول " الخريف العربي "، والفراغ الرئاسي في لبنان والتهديد الذي يواجه المنطقة برمتها تحت مسيميات طائفية وغيرها، فاجابني مواطن متقاعد من مؤسسة ما، بالقول : " لم يبق بنا قوة للدفاع عن شيء، في ظل تزايد الفقر والبطالة، ووجودنا في بلد نسبة الاردنيين به لا تتجاوز 25 بالمئة، لقد شاركنا اللاجىء والوافد والمقيم والمنكوب والنازح بلقمة العيش، لقد قاسمونا المياه والسكن والرغيف واجور العمل، نشعر اننا غرباء في وطننا، نحن انهزمنا بحكم الشعور بالغربة، فكيف ندافع عن الوطن ونحن جوعى ".

صعقني رده وشعرت بأن لسان حاله يشبه الكثيرين، وحين تحدثت صراحة امام جمع ما حول رده و الذي من المفترض به ان يكون قدوة في الذود عن الوطن، قالوا لي : سمعنا ثلة من حراك ما تقول "لو امتدت داعش الينا لمددنا ايدينا لها"!

وفي اطار غير بعيد حدثني احدهم بان شعور المواطن الاردني بالهزيمة يتعزز بسبب غياب الاصلاح الحقيقي الذي من المفترض ان ينجز لينعكس على مستوياته المعيشية، ولم يعد يعنيه كلمات وشعارات كالجبهة الداخلية والوحدة الوطنية والامن والامان.

ومن هذا المنطلق وهذا الاطار ندعو الاجهزة الامنية وكل المسؤولين عن حماية الوطن الى وضعنا وبكل شفافية بحقيقة وصورة الاوضاع، ومستوى السيطرة على كل ما يمكن ان يهدد امن الوطن، بيد ان القبضة الامنية المحكمة "دون البطش " عليها ان تترافق ومسيرة اصلاح اقتصادي اجتماعي عاجل جدا، قبل فوات الاوان، لانه يبدو فعلا ان بعض الجيوش والشعوب تمشي على بطونها، فيما الاردن اثبت على مر التاريخ انه عصي على كل الازمات والمؤامرات والاجندات، وقوي امام كل متصيد ومأجور، حيث ان انسانه مؤمن به، واتمنى ان لا ننحني امام اي عاصفة، وقد تجاوزنا بالحكمة والعقل كل الظروف العصيبة، ومن المفترض ان نبقى على ذات المنوال، سيما والخطر في دول الجوار يتصاعد يوما بعد اخر.

الاردنيون لن يرضوا وبعد مآلات الخريف العربي، بغير الهاشميين بديلا وهذه حقيقة مقتنع بها القاصي والداني، ولكن شيئا ما يلوح بالافق، اهو مخطط حقيقي لتنفيذ اجندة الدولة الاسلامية في العراق والشام، ام ان حالة من الاحباط اصابت البعض ممن يتمنون لو يضعون ايديهم بايدي "داعش"، والاسئلة المطروحة: هل يبيع الانسان وطنه من اجل لقمه عيشه، هل يبيعه لان فرصة للتعليم ضاعت على ابنه، او لانه محبط من ازدياد الغني لغناه والفقير لفقره، هل هكذا تكافأ الاوطان، وهل نعيش فعلا في وطن "فندق"، اذا ما انخفضت مستويات خدماته، للعنّا ادارته وبحثنا عن افضل ؟؟، أسئلة برسم الوطن، والسؤال الابرز : اذا خيرت بين شوك الورد في ظل امن الوطن، ورغيف الخبز المدفون تحت رماد الفوضى والدمار، ماذا تختار؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :