facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كأس العرب!!


خيري منصور
22-06-2014 03:34 AM

ليس اعتراضاً على الرياضة بمختلف مجالاتها، فهي من صميم الوجود البشري وإحدى أهم فاعليته لكن الإفراط في أي شيء هو تعويض عن غياب شيء آخر، وما كان للمباريات أن تظفر بكل هذا النصيب لولا ظروف معروفة أدت إلى تهميش العقل، وتحديداً في العالم الثالث الذي حلت فيه حروب الكرة مكان حروب ميدانية، وأصبحت الانتصارات في الملاعب بديلاً لانتصارات حقيقية، وهذا شجن يطول. والأهم الآن هذا الكأس العربي المليء بالدم والذي يتنافس عليه أخوة أعداء في كل مكان من هذا العالم الملغوم بالكراهية والترصد. كأس العالم فارغ ولا يوجد في داخله شيء، لكنه يتسع لباقة ورد مثلما يتسع لرأس طفل مذبوح!

ولسوء الحظ أن هذا التزامن بين مباريات كأس العالم في الكرة وبين المباريات بالذخيرة الحية في العراق وغيره من بلاد الأعراب يتيح فرصة للمفاضلة والتي غالباً ما تكون لصالح أي شيء آخر غير الدم، هذا السائل الأرخص من النفط وحتى الماء بعد أن توفر بكميات تفيض عن الحاجة لتحرير ثلاث قارات على الأقل.

وقد يقول البعض من هواة الاختزال والتسطيح أن العالم كله شغوف بهذا النشاط لكن هؤلاء ينسون وبمعنى أدق يتناسون أن البرازيل ليست محتلة وأنها قطعت شوطاً في التنمية تحسد عليه من الذين قطعوا أشواطاً في الأنيميا!

وبريطانيا لا تعاني من حرب أهلية وكذلك فرنسا والولايات المتحدة وهولندة، فهذه الأوطان لا يسيل منها على مدار الساعة من الدم ما يكفي كل أسماك القرش في المحيطات وكل الضواري في الغابات، فالإنسان فيها يتعلم ويقرأ ويعزف ويلعب، وما من شيء يأتي على حساب شيء آخر.

إن كأس الدم العربي لا علاقة له بالمونديال ولا بكرة القدم بل بكرة الرأس هذه الكرة التي يتقاذفها استراتيجيون وقوى دولية ويسجلون بها أهدافاً لا تحصى، لأن المرمى بلا حراس!

ولا بد أن هناك جراحة دقيقة جرت بتخدير شامل ومتقن لهذا العربي بحيث يستأصل منه الدماغ وليس الزائدة الدودية، لأن الزائد الفعلي في عالم تحكمه الغرائز هو العقل.

ثلث مليار عربي يتوزعون بين من ينتحرون ومن يقتتلون ومن يأكل أحياؤهم لحم موتاهم، ظفروا بما لم تظفر به أمة في هذا الكون من الموقع والثروة والتاريخ، لكنهم بددوا الميراث بسفاهة تستحق الحَجْر عليهم، وبعبقرية شيطانية نادرة حولوا الفائض إلى نقصان ومديونيات، وفي لحظات حرجة كالتي نعيشها أو بمعنى أدق نموتها، يبدو هؤلاء مجرد سائحين في أوطانهم فمتى يتحول السكان إلى مواطنين؟؟
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :