facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كفاكم لعبا بالنار


جهاد المنسي
22-06-2014 05:28 PM

تذهب المنطقة برمتها راهنا لتأزيم غير مسبوق ينبئ بمشاريع وتقسيمات أكبر وأوسع وأشمل، وينتج عنها انشقاقات وانشطارات لدول في الإقليم، وربما يساهم بنشوء مناطق جغرافية ودول جديدة.

فالعراق في وضع لا يحسد عليه، تضربه الطائفية، والفتاوى المذهبية، وتنهشه جماعات متشددة، وحكومة غير متوازنة، استبعدت لغة الحوار، وفشلت في فتح قنوات اتصال مع أطياف المجتمع فوجدت ذاتها لاحقا معزولة، بعيدة عما يجري ووجدت أن محافظات بأكملها في طريقها للتمرد عليها ليس حبا في داعش، ولكن رفضا لممارسة سياسة الإقصاء، التي اتبعت على مر السنوات الماضية.

بيد أن ذلك لا يعطي الحق لأي كان مهما هُمش ومهما استبعد، ومهما مورس بحقه إقصاء أن يؤيد ظلاميين قتلة يقتلون على الهوية ويرفضون الحوار ولا يؤمنون بالديمقراطية.

الدولة المدنية عليها في المقام الأول استبعاد كل ظلامي لا يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحق المرأة في الوجود والعمل والمساواة وحقها في الكلام وحقها في الخروج من المنزل، وحقها في منع التحرش بها جنسيا، وإنزال أقصى العقوبات على من يفعل ذلك، وحقها في تبوؤ مواقع قيادية، وحقها في الترشح للبرلمان والحكومة.

ما يحصل في العراق أمر جلل، وكبير، وتتداخل فيه أصابع إقليمية وغربية، وأيضا عربية، وأبعاده أوسع من قصة حكومة مذهبية، وثورة في الأقاليم السنية، إنما هو مرتبط بشكل أو بآخر بما هو مخطط للإقليم من منحنيات باتت تنفذ وترسم بأيد عربية، وأحيانا أيدي جهات متشددة تتغطى بالإسلام والدين.

أزمة العراق ليست وليدة اللحظة وإنما وليدة دستور الحاكم الأميركي للعراق إبان الاحتلال بريمر الذي قسم العراق مذهبيا وطائفيا، كما هو وليد أصابع عربية أخرى لا تريد للعراق الاستقرار، وإنما تريد إشعال المنطقة بمشاكل وحروب، لإبعاد الأنظار عما يحدث في مناطقها من عبودية وغياب لأبسط قواعد حقوق الإنسان، ووليد لغياب الديمقراطية ورفض لفكرة الدولة المدنية.

وفي سورية التي تضربها تيارات ظلامية تحت شعار (الثورة والحرية)، رغم أن تلك التيارات ومن يتبعها، وما ينتج عنها لا تؤمن بحرية ولا بثورة، وإنما يؤمنون بالظلامية فكرا، والقتل معتقدا، وتصفية كل ما يخالفهم في وجهات النظر، باستثناء معارضة محدودة في الداخل السوري والخارج ما تزال ترفض التدخل الخارجي وترفض الإرهاب الأعمى وتدعو للحوار وسيلة للوصول للديمقراطية.

للأسف ما يزال الإعلام يلعب دورا تجهيليا فيما يجري، وما تزال بعض الفضائيات تقدم قتلة وظلاميين باعتبارهم ثوارا، يريدون الحرية والعدالة، وهؤلاء يعتمدون على مقولة وزير الدعاية في عهد هتلر جوبلز الذي قال يوميا "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، وهؤلاء يريدون أن يصدقهم الناس فيما يقولون، وللأسف فإن بعضا مما يقولونه بات مصدقا عند فئة من الناس تعتمد على مثل ذاك الإعلام وسيلة للمعرفة.

كفاكم تجهيلا، كفاكم دفاعا عن فئات ظلامية لا تؤمن بالدولة المدنية، كفاكم تصوير أنفسكم مؤمنين بالحريات العامة وحقوق الإنسان وانتم في الوقت عينه تساندون وتؤيدون قوى ظلامية لا تؤمن بالحرية أساس عمل ولا بحقوق الإنسان منهج حياة، وانما يؤمنون بان كل من خالفهم او ناقشهم أو انتقدهم دمه مهدور.

لمثل أولئك وللدول العربية والإقليمية التى تقف مع الأفكار الظلامية، وتدعمهم حتى باتوا يقفون على شبابيك بيوتنا، نقول كفاكم لعبا بالنار كفاكم تجييشا لتخريب الدول العربية وتشطيرها، فمن المؤكد أن النار ستصل يوما لأصابعكم، وقد تلتهم ما تبقى من أجسادكم التي بقيت عارية مكشوفة.
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :