تشكل ظاهرة التنظيمات الاسلامية المسلحة والتي تسعى حسب معتقداتهم لاقامة دولة اسلامية بطريقة طالبان من خلال استخدام كل وسائل الترويع والخوف والقتل والدمار ،وبالاستعانة بكل اشكال التسلح من رشاشات وصواريخ فردية والقنابل وغيرها . واستغلال كثير من الشباب لاقناعهم بان الحكم لا بد ان يكون لهم .

ولقد جاءت داعش كواحدة من هذه التنظيمات التي تمارس كما نلاحظ نشاطها عبر الحدود من سوريا الى العراق واستغلال حالة الفوضى وعدم الاستقرار الامني في كثير من الدول العربية لتسعى الى تحقيق اهدافها والتهديدات الامنية الخطيرة التي تظهر من خلال المناطق التي تسيطر عليها بفرض انظمة وتعليمات يقال انها من وحي الدين الاسلامي .

وبما ان الاردن من الدول التي تسعى داعش الى الاقتراب من حدودها او العمل على فتح مسارات امنية تساهم في ايجاد نوع من الفوضى وعدم الاستقرار الامني في داخل الدولة ، ومن اجل تشتيت كافة الجهود المبذولة للحد من مخاطر هذا التنظيم ، وبالتالي جعل الاردن مسرحاً جديداً لاحداث امنية محتملة ، تشكل خطورة على امنه واستقراره .

علماً بان الشريط الحدودي الاردني من الجهة الشرقية والشمالية ذو اتساع كبير وصعب السيطرة الامنية عليه من كافة الجهات ، وبالرغم من التحوطات الامنية والعسكرية على هذه المناطق الا ان استثمار عامل الوقت وعدم جعل اي من التنظيمات التي قد تشكل تهديدأ لامن الاردن واستقراره ، فلا بد من حشد كافة القوى والخطط الاستراتيجية لتعبئة كافة الجهات العسكرية والامنية المختصة في مواجهة المخاطر الامنية المحتملة ، وخاصة من التنظيمات النائمة التي قد تستغل مثل هذه الظروف لاحداث اي اختراقات امنية داخلية .

وبالرغم ان طبيعة الاردن السياسية والاجتماعية والامنية لن تساهم في حدوث اية اختراقات امنية محتملة من داعش وغيره ، وذلك لما يتمتع به المجتمع من محبة الوطن والوفاء له ، وكذلك القدرات التي تمتاز بها قواتنا المسلحة والجهات الامنية والاستخبارية في الحفاظ على امن الوطن ، وعليه لا بد من اشعار كافة شرائح المجتمع ، وخاصة الشباب بعدم الاندفاع والانجراف نحو افكار مثل هذه التنظيمات والتوعية المستمرة من مخاطرها على الامن الوطني .

ولذا على كافة المؤسسات الوطنية والتنظيمات الحزبية والاعلامية والتجمعات العشائرية والجامعات والهيئات الدينية وغيرها ، حشد جهودها لتفويت الفرصة على من يحاول العبث بامن الاردن واستقراره والحفاظ على لحمة وتكوين الدولة دون اي عبث قد يهدد الوطن .