facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان ورائحة الكبريت


حمزة المحيسن
26-06-2014 04:01 AM

هو موسم " عيدان الكبريت " التي كنا نحشوها حشوا في " الطخاخات " حينما كنا صغارا ، العائلة الكبيرة تجتمع انتظارا لآذان الإفطار ونحن نلهو في الخارج بالكبريت نترقب صوت المؤذن للآذان نضرب على الصخور المتناثرة هنا وهناك وعلى الحيطان لتكون الحارة بأكملها على موعد مع اصوات مختلفة الإيقاع وكل حسب كمية الكبريت المحشو في " الطخاخات "، في رمضان كانت رائحة الكبريت تملأ المكان ، مع ذلك كانت تحمل خلفها أجمل ما في رمضان آنذاك من لهو بريء وعالم طيب جميل ، فعلى المائدة الرمضانية كان هنالك أكثر من صنف لانواع الطعام ليس ترفا أو جوعا أو فجعا - فالحمد لله - آنذاك اليد كانت قصيرة جدا ولكنها كانت كبيرة بعطاء المحبين ، فالجيران على مختلف مشاربهم ومساكنهم كانوا يتبادلون العيش والملح والزاد " فالعشرة " رغم ضيق العيش وضنك الحياة ما هانت ولا أستكانت بل زادت في رمضان ، مائدة أجمل ما فيها انك تجد عليها " المنسف " و " الملوخية " و" المفتول" و "البخاري " و" المسخن " ، تحمل انفاس الجارات الطيبات لا تحمل في طياتها تقسيم المقسم وتجزاة المجزا الذي نعيشه في هذا الزمان حسب الأصول واندية " الفطبول " ، فالحارة في رمضان كانت بحجم الوطن وبطعم خالص من الإيمان ، روحانيات إيمانية صوفية تتلذذ في سماعها لوالد يدعو إبتهالا إلى الله مع صوت المؤذن ليغفر لأبيه وام تدعو بالسلامة والتوفيق لإبناءها في الحياه ، في رمضان آنذاك لم تكن شبابيك البيوت تتزين بهلال رمضان كما تتزين بيوتنا الآن ، فنور الناس والجيران بالحارة كان يشع نورا وهدى ومحبة وتقى وطيب ومودة أجزم بانك تسطيع مشاهدتها من سطح القمر ...!!!!

كبرنا وبلغنا الله رمضان في هذا الزمان ولكن بطلة مختلفة وهيئة كئيبة غريبة تلف الوطن وتلف الأوطان ، فالكبريت ملهاتنا ولعبنا آنذاك أصبح حقيقة ، ففي رمضان هذا الزمان هنالك من يسمع صوت المؤذن على وقع المدافع والبارود والطيارات والرصاصات والمتفجرات، في رمضان آنذاك كانت قائمة الدعاء قاصرة على الدعاء لفلسطين والأموات من الارحام والمسلمين، بينما يطل علينا رمضان وقائمة الدعاء تطول وتطول لكل بلاد العرب والمسلمين من الشام لبغداد إلى مصر ويمن وبورما وأفريقيا الوسطى وصومال وعدن ، فبلاد العرب والأسلام اوطاني كساها الظلم والأحزان ، وعلى مستوى الحارة لم تعد حاراتنا كما كانت تشع نورا وطيب وبهجة وسرورا فزادها جله في حاويات النفايات ، صومنا فيها أصبح نوم وسهر وضيق وضجر بمن يعيش معك من البشر في السوق تضيق درعا وكرها من "زامور " السيارات وقنوات فضائية همهاالجيوب وإفساد القلوب التي يقصدها رمضان الخير، رمضان يطل علينا ونحن نعاني من أسوأ ازمة في الأخلاق،ازمة تتطلب من الدعاة في المساجد والمنابر الإعلامية المختلفة ان ينبروا لصياغة الخطاب الموجه للمسؤول والفرد في المجتمع للوصول إلى خلق وحلم الرسول " صل الله عليه وسلم "قوامها " كلكم راع ومسؤول عن رعيته " ، فما وهنا وما خسرنا إلا حينما فقدنا أخلاق الأسلام وخسر العالم معنا بإنحطاط المسلمين ...فرصة علينا ان نغتنمها في رمضان لكي نعود لأخلاق الإسلام ...فاللهم بلغنا رمضان والاوطان عامرة بالحب والسلام والخير والوئام .





  • 1 سنشم رائحة فحم الآراجييل 26-06-2014 | 12:58 PM

    سنشم رائحة فحم الآراجييل بدل الكبريت يعبق الهواء العليل في سهرات وخيام شهر الصيام في جميع الأحياء وفي الصباح تبدأ موجات القحة عند المدخنين

  • 2 ملح بارود 27-06-2014 | 10:24 PM

    من يوم ما استوردوا ......وهي بتفرقع لحالها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :