facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سؤال التجديد .. من يحسم الاجابة .. ؟


حسين الرواشدة
27-06-2014 04:51 AM

الاسلام دين صالح لكل زمان ومكان والتجديد فيه حقيقة أصيلة تعبر عن طبيعته وجوهره ورسالته ، ولا تنتقص منه لانه اولا دين العقل والنظر ولانه - ثانيا - يرفض الجمود والتقاليد ، ولأنه -ثالثا - دعوة أبدية لتجديد النفوس والمجتمعات والانسانية كلها ، ومع ذلك ظل مفهوم التجديد مختلفا فيه وعليه ، البعض اختزله في احياء ما اندرس وتقويم ما انحرف ، والبعض اعتقد انه محاولة للعودة بالدين الى ما كان عليه يوم نشأ وظهر بحيث يبدو مع قدمه كأنه جديد ، وآخرون رأوا ان التجديد لا يكون في الدين وانما في التدين من جهة الفهم والتطبيق.. فيما ربطه بعض المعاصرين بحركة الاجتهاد المفتوح الذي يتجاوز الاطر المذهبية والحدود الفقهية.

لا بد ان نتفق ان الدين يتجدد “ان الله يبعث على رأس كل مئة عام لهذه الامة من يجدد دينها” وان هذا التجديد المرادف للاجتهاد “وهو مصطلح مقبول من كافة علماء المسلمين” لا يعني التبديل او التغيير او الانحراف ، ولا يعني الخروج على الاسلام ونصوصه الثابتة كما لا بد ان نفرق بين النقل المرتبط بالثابت والمقدس وبين كل ما يتصل به من فهم بشري.. وقد وضع علماؤنا معايير واضحة للتفريق بين الاثنين ، وعليه فان التجديد - وان اختلفت مستوياته - يرتبط دائما بحركة الفكر والدين وبتطبيق الشريعة واحكامها في اطار ما يطرأ من متغيرات في الزمان والمكان.

في القرآن الكريم لم يرد مصطلح التجديد لكن وردت معان مرادفة له كالبعث والاحياء والخلق والاعادة ، وفي السنة النبوية ورد اربعة احاديث اشهرها ما ذكرناه سالفا ، وهو يشير بوضوح الى حاجة “الدين” للتجديد وحاجة الامة للمجدد الذي يمتلك مواصفات خاصة كما يشير الى المدة الزمنية التي يفترض ان يحدث فيها التجديد.

سؤال لماذا نجدد ديننا وتديننا مفهوم ، لكن سؤال: اي المجالات يشملها هذا التجديد ما زال مختلفا عليه ، البعض يرى التجديد في مجالات الفكر والفقه والتراث وسائر المعارف والبعض يراه في الوسائل وبعض المضامين ، وآخرون يخشون من التجديد الذي قد يعبث بالدين والعقيدة ، او من دخول البدعة الى امور الدين.

لا شك بأن امتنا اليوم بحاجة الى حسم الاجابة على سؤال التجديد ، والى تقديم ما يلزم من عروض حضارية لتجاوز الازمة التي نعيشها مع انفسنا ومع العالم ، وهذا لا يمكن ان يتحقق الا اذا نجحنا في فك الاشتباك بين الدين والتدين ، وبين التراث وسلطته وقدسيته وبين الاخذ بالكل او ترك الكل ، واخيرا.. بين ايماننا الراسخ بصلاحية الشريعة وفهمنا الجامد لها احيانا.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :