facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الموت للضعفاء .. *ناهض الوشاح


28-06-2014 04:00 AM

حين يخلو مجتمع من رادع أخلاقي يصبح المصوغ الرئيسي للحياة هو الجريمة بكل أشكالها ... يُمارسها الرئيس على المرؤوس والسيد على العبد وصاحب العمل على العمال ... والجهل على كومة من الهياكل العظمية ترزح تحت البقاء للأقوى ...

لا أرتجل من خطبة الحجاج أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا ... ولا أسرد قصة الحقيقة الغائبة لأن كل حقيقة قناع ... وإنما أروي ما حدث في مدينة مسورة بالخوف ... مدججة بالهزيمة ... مرفوع الرأس بالانحدار .

أشباه بشرية تتطاحن من أجل لا شيء ... تفترس بعضها البعض لإحساسها بأنها ما وصلت المستنقع بعد ..بل تحوم فوق شطآن القرف لأنها تعلمت منذ الفطام استعمال اليدين أكثر من استعمال الرأس .

كلما زاد القهر ... زاد الجهل ... وكلما زاد الجهل زاد الشر حتى صار جزءاً أساسيا من نسيج وجودنا ... جزءا من ميراثنا ... صفعة على خد كل واحد منا .

حفلت الصحف بأخبار البؤس يتوغل في كل أنحاء العالم ... بالمتعبين من الزحف على أرصفة الدول العربية ...بعدد القتلى الذين سيمرون أمام عيني قابيل ... بجيل تم تهجينه على الفوضى والغوغائية والقوي يأكل الضعيف والغني نهلل له والفقير لا مكان له سوى في قلب الظُلمة التي تشبه إلى حد كبير قبرا ولكن لا يسير على قدميه .

حتى ساقتني قدماي إلى (مجمّع الباصات )... سجائر على البسطات ... فواكه ... خضار ... ملابس .. رجال مهترئون ... نساء مترهلات .... شباب على محمل المزاح ... صبايا على أهبة الفرح ... وبعض مني يشق طريقه في معمعة الفوضى الهدّامة ... ليس أمامي سوى القلق والشمس تتكدس على رأسي من شدة ما طبعت عيناي وجوها بشرية واهنة ترفرف بخطوات متثاقلة ... سمعت بأم أذني ما نشرته الصحف ولا شيء أثار حزني سوى ما رأيته بأم عيني ...

كان هناك تراشق بالألفاظ ... تناهى صراخ من أقصى المجمع ... أكوام من العيون تُحدق إلى نفس المكان الذي أنظر إليه ... تطاول فضول بعض الشيء ... تحركت خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف ... حتى وجدت الجميع يركض بعكسي ... صوت إطلاق رصاص ... سيوف في المعركة .... لست أحلم .....

أكيد أن داعش ليست في المنطقة ... لا أعلام سوداء ترفرف في المنطقة ... هجوم من طرفين أيدٍ تتشابك .. أسلحة ثقيلة تخرج من تحت البسطات ... أجساد تتدلى على الأرض ... رصاصة تمر بجانب رأسي لا تصيبني ... لكن الدم يملأ المكان من حولي ... لم تكن يدي التي أكتب بها ... وإنما كانت قدم امرأة سقطت بجانبي ... أفتش عن مكان لأخبأ رأسي ... عن مكان الهاتف ... أبحث عن شيء نسيت أين أنا بين كل هذا الخراب .

أين سيارة الإسعاف ... الجميع على غير موعد ... حتى الهاتف خيب ظني وضاع على قارعة الخوف والهرب من الموت المجاني .

عالم نُشيده فينهار .... عالم نعيشه فننهار نحن وسط أكوام بشرية مقهورة يُفصّلها الدكتور مصطفى حجازي في كتابه ( التخلف الاجتماعي) ....

الإنسان في المجتمع المتخلف عدواني ، متوتر ، يفتقر إلى العقلانية ويعجز عن الحوار المنطقي .. لأنه يعيش في حالة مزمنة من الإحباط الاعتباطي ، ومن الإهمال . إنه متروك لنفسه كي يتدبر أمره كما يستطيع ، ليس هناك ما يضمن له حقه أسوة بغيره .. عليه هو أن يحفظ هذا الحق كما تمكنه ظروفه .

عالم الإنسان المقهور هو أشبه ما يكون بغابة من ذئاب .

عذرا منك سيدتي لأني لا أحمل مسدسا أحميك من كل هذا الكبت والخزي والعار الذي يسود عالمنا .





  • 1 رمضان كريم 28-06-2014 | 11:14 PM

    الجهل لا دين له
    معبر ...دمتم في تألق دائم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :