facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حملة «الاقصى يوحدنا» .. ( لا لـ فتح .. لا لـ حماس .. نعم لفلسطين الموحدة)


د.زكريا محمد الشيخ
06-03-2008 02:00 AM

ثارت الجماهير العربية والإسلامية واستنفرت الأحزاب كوادرها ونزل الملايين إلى شوارع العواصم المختلفة منددين ومستنكرين، يحرقون الأعلام ويحملون اليافطات ويصرخون بأعلى صوتهم، لمعاقبة العدو الصهيوني، على أمل أن تتحرك القيادات العربية والمنظمات الأممية ومجلس أمنها لوقف محرقة قطاع غزة على يد الجلاد الصهيوني البغيض، قاتل الأبرياء والأنبياء، عدو الإنسانية والبشرية والحضارات والأديان، مشعل الفتن ومؤجج الصراعات.

موقف جليل ومقدر لشعوبنا العربية والإسلامية، من باب أضعف الإيمان.. ولكن (!) ماذا بعد؟ جميع المتظاهرين، بعد أن بحت أصواتهم، وأفرغوا لهيب غضبهم المشتعل بهتافاتهم الصادقة النابعة من قلوب تبكي دما، عادوا إلى منازلهم، ليتسمروا مرة أخرى أمام الفضائيات ليكملوا مشاهدة مسلسل المآسي والبلطجة الإرهابية الصهيونية، ويرتعوا إلى فراشهم الدفيء ويخلدوا في نوم مفعم بالكوابيس .. معتقدين أنهم لبوا نداء الواجب وقاموا بدورهم في نصرة أخوانهم في فلسطين.. والقصة تنتهي هنا وقد تتلوها بعض الفعاليات والندوات والبيانات هنا وهناك.

مشهد المسيرات والهتافات هذا، متكرر منذ أن رأت عيناي نور عالمنا الظالم قبل أربعين عاما ويزيد، والمأساة الفلسطينية مستمرة كذلك بل ومستعرة، والإجرام الصهيوني ماض دون توقف، ومجلس الأمن أداة وغطاء بيد الصهاينة لتمرير جرائهم الإرهابية، والدول العربية، القابعة في سبات مميت، يكفيها بيان استنكار شديد اللهجة، والأحزاب السياسية والدينية أدرجت بند المسيرات وإصدار البيانات والخطابات الحماسية المنددة بالكيان الصهيوني كفعالية روتينية لإثبات وجودها .. “نحن هنا” .. وقدرتها على تحريك مشاعر الجماهير وتجيير حناجر شعوبنا بغية تمرير أهدافها الحزبية وولاءاتها وأجندتها الفصائلية الضيقة.

هذا المشهد يقابله مشهد آخر أكثر إيلاما، والمتمثل في استمرار مهزلة التشرذم والردح والشتائم التي تتبادلها القيادات الفلسطينية عبر الفضائيات، كل يتهم الآخر بأنه السبب في منح الصهاينة الغطاء لتمرير أجندتهم الإرهابية.. ففي الوقت الذي كان فيه أطفال ونساء فلسطين يسقطون شهداء الواحد تلو الآخر على أرض الإسراء والمعراج، يخرج علينا خالد مشعل زعيم حركة حماس من دمشق متهما محمود عباس وعبر الفضائيات، بأنه هو من مهد لهذا العدوان الصهيوني.. وبعد لحظات والفلسطينيون ما زالوا يلملمون أشلاء شهدائهم ويضمدون جراحات ضحايا المحرقة الصهيونية ويحصون أعدادهم وعويل النساء والأطفال يرتفع في أثير الكون، يخرج علينا عزام الأحمد، عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعلى شاشات الفضائيات كذلك متبجحا ومتهما حركة حماس بأنها هي التي أعطت المبرر للصهاينة لتنفيذ جريمتهم بسبب انقلابها على ما سماه “الشرعية الفلسطينية”.

ومن هذا المنبر أقول لكلا الطرفين من قيادتي فتح وحماس، صدقتما، فأنتما مجتمعين منحتم الصهاينة المبرر والغطاء لقتل أطفالنا ونسائنا وتدمير فلسطيننا الحبيبة وحققتم الحلم الصهيوني في شرخ فلسطين أرضا وأنسانا إلى كيانين وشعبين وحكومتين هزيلتين، نعم أنتم مسؤولون عن كل الأرواح التي أزهقت، نحملكم إياها في أعناقكم يوم لقاء الله سبحانه، بسبب قصر أفقكم السياسي وتشبثكم بمناصبكم بل واستماتتكم بالدفاع عن كراسيكم وإيصالكم لأقدس قضية عرفتها البشرية إلى الحضيض لتصبح أضحوكة لأعدائنا.

هنا لا أخاطب الأحزاب السياسية والدينية والقيادات التي تنظم المسيرات الجماهيرية المنددة بالكيان الصهيوني والتي تربطها أجندات وولاءات حزبية لهذا الفصيل أو ذاك، لأن أغلبيتها، وببساطة، لا تمتلك القدرة والموضوعية والانفتاح الذهني لاستيعاب أو فهم ما سأدعو إليه، بل من المرجح أن تشن عليّ حملة معاكسة نظرا لفقدانها النضج السياسي وعدم رغبتها وقدرتها على الاستماع إلى الرأي الآخر المستقل، ولكنني أخاطب في هذا المقام الشعوب المؤمنة ووسائل الإعلام غير الحزبية، وقواعد، لا قيادات، الجماعات والأحزاب السياسية والدينية، وكل مواطن ومواطنة في وطننا العربي والإسلامي الكبير، وأقول لهم: “آن الأوان لاستخدام وسائل وآليات جديدة ومختلفة، فعالة ومؤثرة، لمواجهة العدو الصهيوني بعيدا عن الانجرار وراء الأجندات الحزبية الضيقة واستدراج عواطف الجماهير وتجيير مشاعرها لحصد مكاسب سياسية وشخصية على حد سواء”.

وأقترح هنا، أن نترك القيادات التقليدية لتمضي بذات الوسائل التقليدية، وتسييرها للمسيرات والاكتفاء بالبيانات الاستنكارية والخطب النارية، فهي لن تستمع لنا، ولن تسمح لأي من كان أن يتولى زمام المبادرة، بل ستشكك في نواياه، لأنها أدمنت على احتكار العمل الجماهيري وقيادته وتجييره لأحزابها، كما أنها لن تجرؤ على قول كلمة الحق ضد قيادات الفصائل المتناحرة التي تساندها.. ولكنني أدعو هنا كل غيور على دينه ورسوله الكريم وأقصانا المبارك وعلى فلسطيننا التاريخية والذي لا يبتغي سوى إرضاء الله ونيل الفردوس الأعلى، أن يخلع رداء التعصب الحزبي، وأن نقف جميعا في حملة موحدة إعلامية وشعبية غير حزبية ونرفع شعار: “الأقصى يوحدنا”.. نقول “كفى.. اتحدوا” .. “لا لـ فتح لا لـ حماس.. نعم لفلسطين التاريخية” .. “لا لـ غزة حماس.. لا لـ ضفة فتح.. نعم لـ فلسطين الموحدة” .. “لا لـ فتح عباس أسلو .. لا لـ حماس مشعل السلطة .. نعم .. لـ حماس الشهيد ياسين.. حماس الجهاد .. نعم لـ فتح الشهيد عرفات وأبو جهاد .. فتح المقاومة والتحرير” .. “نعم لكل فصائل المقاومة .. نعم للوحدة الشاملة”.

عدونا الصهيوني لن تضيره المسيرات ونواح الثكالى والأطفال.. فهو بداية مجرم وإرهابي “تمْسَح” على ممارسة هواية القتل وسفك الدماء، ومن ورائه قوة وترسانة عسكرية إرهابية عظمى هي أمريكا? يتزعمها مسيحيون متصهينون “محافظون جدد” حاقدون على الإسلام والمسلمين? ومجلس أمن مستميت ومتكالب وموحد للدفاع عن الدولة الصهيونية الصنيعة، وموقف عربي رسمي متشرذم وعاجز، واقتتال فصائلي فلسطيني بغيض.. فهل نتوقع من كيان الإرهاب الدولي أن يرق قلبه ويستمع إلينا.

ولكن ما يجب أن نفعله ونسخر له كافة إمكانياتنا الإعلامية والمالية والجماهيرية وغيرها هو أن نوحد صفوفنا في حملة موحدة على كافة الصعد لوقف مهزلة التشرذم والشتائم والردح والعودة إلى السلاح الفتاك الذي جعل العالم يلتف حول قضيتنا ويتعاطف معها وهو: انتفاضة الحجارة .. فمفعول الحجر أثبت أن فعاليته تفوق فعالية تلك الصواريخ والمسيرات والخطابات بملايين المرات.. سلاح المقاومة الموحد هو الرد الفعلي على الهمجية والإرهاب الصهيوني.. اتفاقية أسلو وانجرار حماس وراء كراسي السلطة والاقتتال الفصائلي كلها سبب البلاء في تراجع قضيتنا وتخلينا عن حقوقنا في فلسطين التاريخية وعن مبادئنا.

دعوة أطلقها في هذا اليوم ومن هذا المنبر الإعلامي المستقل إلى جميع وسائل الإعلام غير الحزبية وجماهيرنا التي تبتغي الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، أن تطلق حملة “الأقصى يوحدنا”.. فكما أطلقنا حملتنا “رسول الله يوحدنا” والتففنا جميعا حول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والذود عنه في أزمة الرسول الدنماركية .. فليكن الأقصى هو سبب وحدتنا ونبذ خلافاتنا وتشرذمنا.
عن الحقيقة الدولية .
د. الشيخ رئيس مجلس إدارة الحقيقة الدولية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :