facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا حل إلاَّ هذا الحل !


صالح القلاب
03-07-2014 05:07 AM

ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، رداً على مقتل ثلاثة شبانٍ من أبناء المستوطنين، لا يشبه إلاَّ ما كانت تقوم به حكومة العنصريين البيض الـ»أبرتهايد» ضد أهل البلاد السود والملونين في جنوب إفريقيا فهذا البطش وحرق المنازل وتدميرها وهذا القصف العصبي العشوائي على غزة وهذه الاعتقالات الكيفية لا تدل إلاَّ على أنَّ هناك رعباً حقيقياً من الحاضر والمستقبل بات يعيشه القادة الإسرائيليون وعلى أن هناك إحساساً مستجداً بأن لحظة الحقيقة قد اقتربت وأنَّ حساب التاريخ الذي لا يرحم بات يقف على الأبواب.

كان على قادة إسرائيل بدل انفلات الأعصاب واللجوء إلى العنف المفرط وإلى حرق المنازل وهدمها أن يواجهوا حقيقة أن هؤلاء الشبان هم من أبناء المستوطنات التي أقيمت بإشراف قوات الإحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية ، أرض الشعب الفلسطيني، وأنَّ وجودهم في المناطق التي كانوا يتواجدون فيها قبل أن يحصل معهم ما حصل هو استفزاز لا يمكن احتماله لأصحاب هذه الأرض التي تنبت فيها في كل يومٍ مستعمرة جديدة والتي تتصرف حكومة بنيامين نتنياهو على أنها أرض للإسرائيليين وأن وجود الفلسطينيين فيها هو وجود جالية غريبة على أرضٍ لغيرهم.

قبل أن تلجأ الحكومة الإسرائيلية إلى هذه العقوبات الجماعية، التي كان مارسها العنصريون البيض في جنوب إفريقيا ضد السود الذين هم أهل البلاد الحقيقيين والتي مارسها النازيون القتلة ضد اليهود الألمان كونهم يهود بدون أي ذنب إقترفوه، كان عليها ،أي الحكومة الإسرائيلية، أن تتريث وأن تستعين بـ»العقلاء» الإسرائيليين لإدراك الدوافع الحقيقية التي أدت إلى قتل هؤلاء الشبان الثلاثة الذين يتحمل مسؤولية قتلهم من اتخذوا قرار استباحة الأراضي الفلسطينية وزرعها بـ»المستعمرات» خلافاً لحقائق التاريخ وتمرداً على القرارات الدولية التي أكدت المرة تلو المرة على أن هذه الأراضي أراضٍ محتلة وأنه لا يحق للإسرائيليين الإقامة فيها «غصْـباً» عن أهلها الحقيقيين.

ويقيناً لو أنَّ هذه الحكومة الإسرائيلية لم تتصرف مع الفلسطينيين كما تصرف نظام الـ»أبرتهايد» في جنوب إفريقيا مع السود الأفارقة أصحاب الأرض الفعليين لكان الفلسطينيون أول من استنكر قتل هؤلاء الشبان الثلاثة وأول من بادر لـ»تعزية» ذويهم ولعل ما لا يعرفه بنيامين نتنياهو وباقي متطرفي حكومته هو أن صلاح الدين الأيوبي قد أرسل طبيبه الخاص لعلاج ريتشارد (قلب الأسد) الذي كان أهم قادة «الفرنجة» الذين كانوا يحتلون هذه الأرض نفسها التي تحتلها إسرائيل الآن وتقيم وتزرع فيها كل هذه «المستعمرات» الغريبة عن التراب والهواء والأرض والسماء.

لن تجدي كل هذه الحملات الإنتقامية التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو لإشعار المستوطنين، الذين يحتلون وبقوة السلاح أرضاً ليست لهم، إنهم في مأمن وإن عليهم أن يتمسكوا بـ»مستعمراتهم» وبالتأكيد فإنه لن يجدي كل هذا العنف الأهوج والمفرط في إخافة الفلسطينيين وردعهم عن التمسك بحقوقهم المشروعة كما أنه لن يجدي في إقتلاع حركة «حماس» لا من الضفة الغربية ولا من غزة وهنا فإنه لابد من التذكير بأن موشيه دايان كان قد قال ، بعد إطلاق حركة «فتح» للثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو يستعرض قبضته :»إنَّ هذه المقاومة التي يتحدثون عنها هي بمثابة بيضة في يدي أستطيع أن أحطمها متى أشاء»...وأيضاً فإنه لابد من التذكير بأن إسحق شامير بعد غزو بيروت في عام 1982 كان قد قال إنه لا منظمة تحرير ولا عرفات بعد الآن!!.

الآن هناك فرصة تاريخية بالفعل لسلامٍ دائمٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين رغم أنه بالمعطيات المطروحة سيكون مجحفاً بحق الشعب الفلسطيني وهذا يعني أنه إذا أراد «العقلاء» الإسرائيليون ألا تتكرر حادثة مقتل الشبان الثلاثة وأن يعيش أطفال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بدون أحلام مرعبة فإن عليهم أن يُلزموا هذه الحكومة المنتفخة بالأوهام التاريخية والمتورمة بالأحقاد باغتنام هذه الفرصة الذهبية السانحة..

فإسرائيل لن تستطيع العيش وإلى الأبد كمعسكر كبيرٍ وكمعتقلات وكزنازين معتمة.. إنه بإمكانها أن تكون جزءاً من هذه المنطقة والشرط لهذا هو احترام الفلسطينيين والإعتراف لهم بدولة مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وحل بقايا القضايا العالقة بالتفاهم وبالطرق السلمية.
(الرأي)





  • 1 اسرائيل ستقرر........ 03-07-2014 | 05:58 AM

    مش على كيفك

  • 2 psychiatrist من بني حسن 03-07-2014 | 06:03 AM

    هذا كلام فارغ يدل على عدم معرفتك بالسياسة وكلامك مجرد كلام إنفعالي يدل على أنك فقدت التواصل مع الواقع

  • 3 بتار 03-07-2014 | 02:52 PM

    لأول مرة أعجب بمقال للقلاب...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :