عمون – محمد الخوالدة- "غرة المدى " كان اسوأ انواع الزواج التي كانت معروفة في منطقة الكرك في الماضي البعيد، فقد كانت الزوجه في قديم زمان المحافظة اما ان تختار من الاقارب او من الوسط الاجتماعي للزواج، وابرز ما في ذلك زواج"البدل" حيث يتزوج شخصان كل باخت الاخر، وهذا يفرض ان تتمتع كل من الزوجتين بذات الحقوق من حيث المهر وتجهيز لوازم بيت الزوجية ومن حيث المعاملة من قبل الزوج واسرته احتراما واكراما وتقديرا ، فان اخل احد الزوجين واسرته باي من تلك الحقوق فان ذلك يعني بالضرورة ان تتم معاملة الزوجه الاخرى بذات الاسلوب ، ولا بد من البيان هنا ان اغلب حالا زواج الامس كانت تتم بين ابن وابنة العم ، فابن العم كان اولى بالزواج من ابنة عمه وبامكانه الاعتراض على زواجها ووقفه حتى لوكانت في طريقها الى بيت الزوجية ،لذلك كان يقال قديما ان "ابن العم يستطيع انزال ابنة عمه حتى لوكانت على ظهر الفرس او في هودجها".

وهناك ايضا نوع اخر من الزواج وهو الزواج من ابنة الخصم الذي يقدم على قتل شخص من اسرة الزوج وتعتبر هذه الزوجه جزء من "المدى" أي العوض الذي يدفعه ذوو القاتل لذوي القتيل وهنا تسمى الزوجة "غرة مدى" وغالبا ماتتعرض هذه الزوجه للذل والاهانة في بيت زوجها ، ورغم انقضاء عهد هذا النوع من الزواج في منطقة الكرك منذ زمن بعيد فلا زالت من تتعرض من الزوجات الى ظلم واضطهاد الزوج واسرته في ايامنا هذه تحتج على مثل هذه المعاملة بالقول للزوج واسرته " ماني غرت مدى عندك او عندكو".

وكان منطوق عقد الزواج قديما والذي كان يسمى ب"الزنامه " يختلف كثيرا عن منطوق عقود الزواج في هذه الايام وخاصة من حيث متطلبات اثاث ولوازم بيت الزوجية ، اذ تنص عقود الزواج في هذه الايام كاشتراطات مكتوبة على مايسمى مقدم المهر الذي لايعول عليه كثيرا والذي غالبا مايكون دينارا واحدا ، اما مايعول عليه اكثر فهو المهر المؤجل وتوابع المهر حيث يحتسب المهر المؤجل بالدنانير الاردنية وهناك من يغالون كثيرا في قيمة هذا المهر باعتباره يحفظ حقوق الزوجه ان رام الزوج تطليقها ، اما توابع المهر في عقود زواج اليوم فتنص على اثاث بقيمة متفق عليها وذلك ثمنا للوازم بيت الزوجية الاساسية وهي غرفة النوم وتجهيزاتها من افرشة واغطية ، وغرفة الجلوس اضافة الى اساسيات المطبخ وفرش ارض البيت وغير ذلك اذ يشترط الكثيرون في هذه الايام ان تقيم الزوجه مع زوجها في بيت مستقل وليس ان تقيم ضمن منزل اسرة الزوج ، اما الاشتراطات غير المكتوبة لاتمام الزواج فهي اقامة حفلتي الخطبة والزواج في صالات الافراح المكلفة وما الى ذلك من امور .

اما عقود زواج الامس فكانت تنص على المهر المعجل الذي قد يكون عينيا او نقديا ، اما لوازم بيت الزوجيه فهي كذا طن او قنطار من الصوف لاعداد الفرشات واللحف التي كلما كان عددها مرتفعا كلما كان ذلك ادعى لحظوة الزوجه وعلو شانها بين قريناتها من بنات العمومة او الخؤولة او الحي اذ لم يكن حينها سرائر للنوم او حرامات او فرشات مصنعة من الاسفنج عالي الضغط ، فيما لا اشتراطات قديما اين تقيم الزوجه لانها تقيم بالتاكيد في دار الاسرة المنصوبة على القناطر وكل ماهنالك ان تخصص لها احدى المصاطب في تلك الدار ، اما الميسورون فكانوا يبتنون غرفة ملاصقة لدار الاسرة ليقيم الزوجان فيها ، كما يشترط عقد الزواج القديم ايضا احضار صندوق مصنع من الخشب المزركش بصفيح ملون من الخارج لحفظ الالبسة كبديل عن الخزانة الفاخرة في غرف نوم هذه الايام ،فيما تشترط البسط الملونة المصنعة على النول اليدوي لفرش الارض ان كانت الزوجه ستقيم في الغرفة الملاصقة لدار الاسرة .