facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياحة رمضانية .. !!


حسين الرواشدة
11-07-2014 05:17 AM

ربط الله تعالى الصوم برجاء حصول التقوى ، واكد سبحانه ان هذه العبادة متعلقة به وهو يجزي عليها ، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصيام المجروح الفاسد الذي لا حظّ لاصحابه منه سوى الجوع والعطش ، لكن الصورة التي اصبح عليها رمضان في زمننا تغيرت ، فقد ربطناه - للأسف - بالدراما عشرات المسلسلات تخصص للعرض على شاشة رمضان والخيم الرمضانية والسهر ، وتعاملنا مع طقوسه بدل ان نحقق مقاصده ، واكتفينا بتغيير مواقيت الاكل والشرب والنوم ، لدرجة ان بعضنا لا يشعر في صيامه حتى بالجوع والعطش.

كنت فيما مضى قد اشرت الى انماط التدين ، وتوقفت امام التدين المغشوش وربما يكون مختبر الصيام شاهدا على هذا النمط الذي يعيشه بعضنا ويمارسه ، حيث تتقدم الشكليات والطقوس على المقاصد والمضامين ، وحيث تقدس الهيئات بدل ان تقدس الغايات ، وحيث نكثر من التمجيد والمدح فيما الحقيقة ان نفوسنا في واد اخر.

وما دام اننا نبرع في ابتداع المصطلحات ، فان الحال يذكرنا بنوع جديد من الاسلام ، الذي نمارسه ، وهو الاسلام السياحي اليس لدينا اسلام سياسي واخر اجتماعي كما يحلو للبعض ان يصنفه؟، ، فالمسلم - مثلا - حين يصوم او حين يصلي او حين يمارس عباداته ، يمارسها بمنطق السائح ونظرته ، السائح يزور معلما اثريا فيقف مندهشا امام جماله ، وسعيدا من شكله ومظهره ، وربما يتوقف امامه لحظات او ساعات ، وقد يأخذ - للذكرى - صورا ما ، لكنه سرعان ما يمضي الى موقع اخر ، دون ان يترك المعلم السياحي الذي اعجبه اي تأثير عميق في تفكيره ، او دون ان يشعر بانه جزء منه ، ينتمي اليه او يعيش معه ، فالاعجاز - هنا - لا يتحول الى زواج ، ولا يفضي الاّ الى سعادة مؤقتة ، ان كانت ثمة سعادة.

وحال صاحبنا السائح لا يختلف عن حال بعض الذين يعجبون بالصيام ويرون فيه موسما للتغيير او حتى للتسويق والتجارة ، او شهرا للسهر ومتابعة المسلسلات ، اعجابهم هذا يظل مجرد اعجاب ، لا يتحول الى زواج حقيقي مع مقاصده ، ولا يتجاوز التدين بالجوع والمشقة - ان حصلا - فيما المقصود بالصيام شيء اخر يتعلق بالتقوى والتفكر والرشد ، كما نصت على ذلك نهايات الآيات الخمس التي وردت في القرآن الكريم في معرض الحديث عن الصيام.

رمضان ، في الاصل ، شهر للعبادة ، والتقوى ، والتوبة ، وايقاظ الضمائر النائمة ، وتنشيط دورة الايمان ، واحياء قيم الخير في نفوس الناس ، وهو مدرسة للثورة على البطن وتحرير النفس من الشهوة وردم الفجوة بين الفقراء والاغنياء ، وتدريب على الصبر ، ويمكننا ان نضع باروميترا لقياس هذه الثمرات والمقاصد ، وان نضع لأنفسنا ولأمتنا ايضا ، ما تستأهله من علامات لاجتياز امتحان يا ليتنا نفعل ونكتشف النتيجة،، .
باختصار ، الصيام السياحي ، والآخر التجاري او الدرامي.. صيام دخيل يعكس تديننا المغشوش ، وعدم فهمنا لمقاصد رمضان.. ومقاصد الاسلام ايضا ، وتقبل الله صيامكم،،
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :