facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تناقضات المواطن ، إلى متى ؟


د. عادل محمد القطاونة
13-07-2014 04:56 AM

بين مهلل ومثرثر؛ متعلم ومتعنصر؛ مواطن ومتواطئ؛ حرفي وهوائي ؛ قاتل وعاقل ؛ وبين دركي وانفعالي، فاسد وحاقد ووطني وجهوي؛ وبين المسجد والخيمة الرمضانية ؛ والجامعة والمقهى ؛ وكأس العالم وغزة ؛ وبين إقامة للصلوات وإحياء للحفلات !! باتت معادلة المواطن أكثر غموضاً أكثر صعوبة في الفهم ، أقل إستيعاباً أقل منطقية تملأها التناقضات والإنفعالات تستند في أغلبها للفعل وردة الفعل تحكمها الجهوية والمزاجية تغلفها العاطفية والإقليمية تفتقر في معظمها إلى الوسطية !!

إن عقلاً يغلفه المنطق والعلم ؛ الحكمة والإتزان يسانده في ذلك دولة وقانون ؛ عدالة ونزاهة ؛ مساواة وشفافية تقودنا إلى المواطن الذي نريد يؤمن بحقوقه ويؤدي إلتزاماته الوطنية والدينية ضمن قناعات أكيدة بأن كل ما يجري من أفعال يحكمها قانون ودستور فاعل دون إستثناءات أو إستجداءات وضمن بعد ديني متزن يأمر بالوسطية فيتغذى العقل وتتزن النفس وتعظم الروح فتغدو الإبتسامة صدقة والصفح شيمة والعفو مقدرة والتواضع مكرمة والإشاعة غيبة والنميمة إساءةً والقتل حراماً والشكر عادةً والصبر عبادةً والمحبة واللباقة عنواناً ، عندها ننتقل بالمواطن من الجهل والمزاجية إلى العلم والإطمئنان إلى حضارية الفكر والتقدم.

إن تقلب الآراء والمشاعر ؛ والإنفرادية في الحديث ؛ والإفتقار إلى ميزة الإستماع والإنصات ؛ والتركيز على الأنا وإثارة العنصرية والجهوية ؛ وعدم إحترام الرأي الآخر بات علامة فارقة في سلوك البعض الكثير فتارة تراه رياضياً بإمتياز متعنصراً لمنتخب يفوق في ولاءه أبناء دولة ذلك المنتخب ويصرخ ويبكي على خروج منتخب من كأس العالم ؛ وفي نفس الآن يولول على أطفال غزة ! يسهر الليالي الطوال على لعب الورق والشدة ويتحدث عن قيام الليل بكل جرأة ؛ تغمره السهرات والحفلات الرمضانية وفي فترات الإستراحة يتحدث عن العدوان الإسرائيلي وعن داعش وفجأة ينتقل للحديث عن صحة الصيام والقيام !

لقد باتت مواقع التواصل الإجتماعي أنموذجاً حياً لما يعانيه المجتمع من بعض الأمراض النفسية وما تبادل الصور والإتهامات والإنتقاص من الغير والنميمة والغيبة والتشهير والتنفير والترويج والتحريض إلا نتاج قصور أخلاقي رافقه تقصير حكومي من غياب العدالة وعدم تفعيل القانون على المواطن فعندما تصبح جميع لوحات مركباتنا بلون واحد وعندما نتجاوز عقدة اللون الاحمر لبعض لوحات المركبات وعندما يصبح اللون الأحمر فقط لدلالة على تجاوز للقانون لأي مواطن كان ؛ عندها يمكن ان نحقق العدالة ولو بشكل نسبي فنقيم الحجة على المقصر والأرعن الذي لطالما أشبع الدنيا صراخاً بمسؤول من ذوي مركبات اللوحات الحمراء وعندها نستطيع محاسبة المقصر والمتواطئ على الوطن والمواطن.

إن معالجة الجرح العميق لا تكون بالضمادات والمسكنات ولكنها تتطلب عادة وجود أدوات ومواد خاصة وطبيب متخصص يلئم الجرح ليتوقف النزيف وتعود النفس لسكينتها ؛ أما المواد التي أحوج ما نكون إليها فهي القانون والدين أما الطبيب فهو المسؤول الحكومي وهو الأب والأم والاخ والصديق فالدستور كان واضحاً ولا يزال في المادة الثانية منه والتي أشارت إلى أن دين الدولة هو الإسلام أما المادة السادسة فتحدثت على أن الأردنيين أمام القانون سواء لا تميز بينهم في الحقوق والواجبات ، كما أشارة نفس المادة الدستورية في الفقرة الرابعة بأن الأسرة هي أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن ، أما الجانب الأهم فهو الديني وسأتوقف عند قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) صدق الله العظيم وختاماً ولأن القدوة واحدة والمرجعية واحدة فأعرج على سورة القلم وتحديداً في آيتها الرابعة بقوله تعالى واصفاً محمداً عليه السلام: وإنك لعلى خلق عظيم . صدق الله العظيم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :