facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديمقراطية الأميركية بضاعة فاسدة ..


أ.د عمر الحضرمي
09-03-2008 02:00 AM

لو قلّبنا كل مخطوطات الدنيا، ولو قرأنا كل مأثورات فقهاء السياسة والاجتماع والقانون، لن نجد نصاً واحداً ينطبق، ولو على الحد الأدنى، مع مفهوم الديمقراطية الأميركية ، التي جاءتنا تتهادى على رؤوس الرماح وعبر فوّهات البنادق ومن فوق أبراج الدبّابات. والتي جاءتنا مغلفة بكل ألوان الدماء، ومطحونة مع أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء.الديموقراطية، كما ورّدتها إلينا المدرسة الأميركية، هي تلك الممارسات التي يقوم بها الأميركي، مهما كانت خارجة عن المنطق والقانون والإنسانية والحق، طالما أنها تتطابق مع مصالح سكان البيت الأبيض. الديمقراطية حسب المواصفات الأميركية تعني إلغاء الآخر بالتجاهل أو بالإضطهاد أو حتى بالقتل. أو أن يكون هذا الآخر عبداً موسوماً بوسم التبعية الأميركية. وقد قالتها الإدارة في واشنطن صراحة بأن من ليس معنا فهو ضدنا. ومن هو ليس معنا فهو هدف يجب إزالته بأية صورة من صور القهر والإفناء. وهذه المعيّة في الفهم الأميركي تعني العبودية.

ذهبت واشنطن إلى أكثر من مئة وثمانين موقعاً و دولة بحجة أنها تدافع عن الشعوب المضطهدة. وأسقطت أكثر من ستة أنظمة سياسية دون إرادة من أُناسيها، وإنما لأن هذه الأنظمة حاولت بصورة أو بأخرى أن تبدي نوعاً من الممانعة أمام العنجهية الأميركية الشرسة.

الولايات المتحدة الأميركية هي أكبر معوّق أمام تحقيق الديمقراطية الصحيحة. وذلك لأنها أفسدت ودمّرت، ليس البنى التحتية للناس، أو قتلت الكثيرين، بل لأنها بدأت منذ زمن بإفساد الفكر والثقافة، وشنت هجمات ليست مسبوقة على الأديان والشرائع السماوية. وراحت تصنّف الناس من هذا المنطلق.

الولايات المتحدة الأميركية سطّرت أكبر تراجع عن المستويات الدنيا للديمقراطية، خاصة عندما شعرف أن مخرجات برنامجها الديمقراطي المزيّف بدأت تجر عليها الويلات، بعد أن استعْدَت كل شعوب الأرض وحاربتهم في معتقداتهم، فثار الناس وراحوا يتدافعون أيهم أكثر عداء لأميركا، فتولّدت تيارات متعصبة وعنيفة وشرسة بعد أن وجد أهلها ورجالها أنهم وصلوا بظهورهم إلى الحائط.

الولايات المتحدة الأميركية أوّل دولة على وجه الأرض شقت عصا الطاعة على القانون الدولي العام والقانون الإنساني العام وقانون آدمية البشر، وبالتالي على الديمقراطية الحّقة. حتى في الداخل الأميركي فإن هناك تململاً بيّناً وكبيراً تقوده مختلف الطبقات والأعمار. ينادي بضرورة أن تعيد الدولة الأميركية قراءة دروس الديمقراطية وحقائقها.

بعد هذا كلّه، فإن على أهل الأرض، ليس خارج حدود الولايات المتحدة وحسب، بل وفي كثير من دواخلها أن يقفوا بكل حزم أمام هذا التغوّل، ليس على إرادة الناس، ولكن حتى على فهمهم وعقولهم وإدراكهم. وأن نتكاتف جميعاً لنعيد الولايات المتحدة، ومن سار في فلكها، إلى رشدها وإلى جادّة الصواب والحق. وكفانا إغلاقاً لعيوننا عن هذه البضاعة الفاسدة التي تحاول قوى الشر أن تسوّقها علينا ليل نهار، خاصة ونحن نرى ذلك التزوير الذي تعيشه الإدارة الأميركية عندما قالت لنا أنها قدمت بنفسها إلى أفغانستان والعراق وليس لها هدف إلا إشاعة الديمقراطية في المنطقة كلها.
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :