facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نِصاب السحور


احمد حسن الزعبي
18-07-2014 04:31 AM

أكثر عبارة باتت ترعبني قبيل الفجر هي: «بدّك تتسحر»؟؟..يعني بالكاد أكون قد أمسكت في ذيل غفوة ، أو ركبت في عربة النعاس الأخيرة وبدأت جفوني ترتاح ، والجسد يرخي عضلاته والاحلام تتشكّل..حتى يطلق الباب صريراً ثنائياً من المفصلين..يتبعه صوت شخص من قلب العتمة يخاطبني بصرامة واضحة: « بدك تتسحّر؟ «..أفتح العين اليمنى فلا أرى في المشهد سوى مروحة سقفية سوداء ونيون أسود بينهما جسد ورأس ويدان مسنودتان الى الخصر ينتظر جوابي بالرفض او القبول ليقوم بباقي الإجراءات الأخرى...انها العتمة لوّنت كل شيء بصبغة النوم الأسمر..

لماذا عندما يصحو احدنا تظهر صورته وكأنه: «باقي يتهاوش مش كاين نايم»؛ الشعر منفوش الأنف مورّم ، العينان منفّختان ، الفم منحرف الى اليسار درجتين، وتطريز المخدّة البارز يرسم وردة على جلد الخدّ الأيسر...و ما ان يتيمّم أحدنا بقطرات قليلة من المغسلة حتى يمضي كما تمضي البكمات في النزول ...»حال الجير ومنزّل الهاند بريك» صحيح انه يمشي بهدوء ودون ضجيج لكن من غير كوابح في نفس الوقت ، لذا من الممكن جداً أن يطأ أحدنا صحن اللبن أثناء حرب العبور بين الفرشات..

أول أمس أخذت بنصف عين مبصرة لقطة عامة للأولاد وهم يجلسون على السحور ، بصراحة أنهم أقرب إلى منظر «الأسرى» منه الى منظر المتسحرين...عبود مثلاً ارتدى ملابسه على عجل استجابة لصفّارات الإنذار التي أطلقت من المطبخ ، فأصبحت نمرة الفانيلا ظاهرة للعيان أسفل حلقة ، بينما القبّة الواسعة « تتدلى حتى منتصف ظهره،يمسك كوب قمر الدين دون ان يرشف او يترك تماماً مثل الحراس الليليين عندما يغفون على كتف الواجب... أما حمزة فباءت كل محاولاته بالفشل وهو يطارد قطعة بطيخ صغيرة على شكل هرم في الشوكة وهي تلوذ منه في الصحن الدائري وعندما انتبهت انه لا يستطيع غرزها والظفر بها نظرت جيداً الى طريقة مسك الشوكة فانفجرت من الضحك رغم ان المشهد مأساوي برمته ..لقد كان يمسك أسنانها بيده بينما طرفها الأملس مصوب نحو البطيخة ..
**
ما يؤرقني ان السحور الذي يهمّني لأتقوّى به في اليوم التالي على الصيام ..بدأ يفقد نصابه شيئاً فشيئاً...والقعدات تهرّب هنا وهناك عن سبق نعس و»تجبّد»...بينما ما زال الافطار يجمع من هب ودب وبهمم عالية ونفسيات مفتوحة للغاية ...

الخلاصة، ان إفطار الثامنة وسحور الثالثة والنصف صباحاً بات لا يختلف كثيراً عن الوضع النيابي بشكل عام ...الجلسة اللي فيها مصلحة الأعضاء بحضرونها..والتي فيها مصلحة الوطن بهرّبونها...
وسحّريني يا كرمة العلي
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :