facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما أشبه الليلة بالبارحة يا اسرائيل


أ. د . ثريا ملحس
10-03-2008 02:00 AM

لا تغلقوا دفـّتي التاريخ .
إنّـه كتاب الأمم والأفراد .
الأمم الغبية التي لا تفهم الآتي . ولا تقر بميزان العدالة الذي لا يترك أمّة بلا عقاب أعاجلاً أم آجلاً .
أمّا الأفراد فهم الحكماء الذين منحهم الّله الفهم والرؤيا للحاضر والآتي ، هؤلاء القـّلة الذين يغيّرون الوجوه الكالحة إلى مشرقة . يحولون الفكر المتزمت الحجريّ المتوقد في الزمان والمكان كالصخرة الصمّاء لا تحيد ولا تميد . على عكس ناموس الحياة .

هؤلاء القلة الحكماء الكلاميّون الحجاجّيون يحكّمون العقل في أمور ديناهم . وفي أمور الحيوات كلّها . يقفزون فوق الحدود وفوق السدود . يثورون . يطلقون التنوير والنور والتطوّر والعُمران في كلّ زمان ومكان . هؤلاء يرفضون أن يكونوا رعايا السلطان . يرفضون أن يكونوا بلسانين . بقلبين . بضميرين . يدينون المراء والمراوغة . يرفضون الخضوع للدجّالين السياسيّين . في صدورهم قلوب الأطفال الأبرياء كما في ألسنتهم وحروفهم . يجهرون ما في ضمائرهم بلا ارتباك . بلا تردد . قال لي أحد أقربائي بعد ان قرأ برقيّتي إلى تيمور جنبلاط السابقة في موقع عمون . بارك الله بمن رفع سقف " عمون " عالياً مدى الفضاء : " قليلاً من السياسة " ! فانتفضت بغضب كمن لسعته أفعى رقطاء سامّة . فأنا أرفض أن أكون حرفاً في سطر السياسة . ولن أكون في ركبها . ما أقوله مثلما قلته في جميع ما كتبت سابقاً . وما سأكتبه لاحقاً . فالسياسة كذب ونفاق . ومراوغة . وتمثيل . وباطنية . بلا ضمير . ضميرها يظل يدور ويحور . ويرسو حيث المصلحة فرداً أو جماعة . حاكماً أو محكوماً . ثعلبيّ المنهج . كلّ حرف من هذه العبارة يؤذيني ... فالسين السائدة تحزّ في عنقي كالسكّين .. وحين أهتديت إلى جذرها تبيّن لي صدق إحساسي . فالمعاجم اللغويّة تعرّف الجذر الذي تنطلق منه الكلمة . ساس وسيس عليه أي مأمور عليه . تولّى أمره . من خدّام السلطان وخوله .

سوس لفلان أمراً أي زين له . احتيالاً . سوّل له . روضه . ذلّله . والسياسي يحرّك رأسه ذات اليمين وذات اليسار حائراً كالضبّ لا يعرف السبيل . يقول ما لا يضمر . ويضمر ما لا يقول .. بناء على ما نحوتُ إليه فأنا بعيدة جداً عن السياسة . أنا حرّة بعقل فضائي أجتاز كلّ الآفاق والأجناس والألوان . كما القارات . كما الأكوان .
وقبل ان أخاطب السياسييّن التائهين المتمرّغين في الرمال . المتقزّمين في كلّ زمان ومكان . أعود إلى البزخ لكي أرى الحق الذي أهدروه ساخرين . وأصرخ في وجوههم :

لا تقفلوا دفتي التاريخ .
إفتحوا كتاب التاريخ .
إقرأوا . إقرأوا . لا تمزقوا الاوراق . ولا تخفوا جرائمكم بالكذبة الكبرى . " اكذب . إكذب . حتّى تصبح الكذبة الكبرى " ! هذه عبارة الأمم الغابرة واللاحقة والحاضرة قد يظن بعضهم أنّ التاريخ هو الماضي الذي اندثر . ومن فتح دفتيه تحطم قرناه على صخوره . ونسوا أنهم يزدادون فهماً لطبائع الامم .

أتعرفون أيّها السادة أنّ تاريخ الأمم يصبح عمر الزمان مثل "الدنا" ( DNA) في نسيج الإنسان ؟! أي في " جينات " الوراثة يتوارثون الأبناء الآباء ؟
أتعرفون أنّ مفهوم " الله " أيضاً وهو القوة العظمى خالق الكائنات والأكوان . ينسرب من عروق الأمم إلى عروق إنسانيتها ؟
أتعرفون أنّ كلّ ما يحدث من وحشية ... وتعد ودمار ، ودماء تجري كالأنهار ، ورؤوس تتدحرج . وأشلاء تتناثر أصبحت متوارثة من الأجداد إلى الآباء ، إلى الأبناء . إلى الحفداء والأحفاد ؟!

وأكتفي لأرد عن نفسي كلّ حرف من حروف السياسة مسبّبة النكبات . وأتقي بالله وأعود إلى البرزخ الذي ينتظرني دائماً لكي أبكي بين رحمة الحقّ ... وإنّي لأبكي! وأفتح دفــّتي التاريخ ليسمع سلاطين الأرض صرير الصدأ لعلّهم يوقرون .

ولكننّي سأفعل وأبدأ بعودة يشوع بن نون الذي تغلغل في عروق " أولمرت " وأتباعه . وسأدينهم من تاريخهم الدمويّ من توراتهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :